بعض الجرائم قد تصل من البشاعة ، ما لا يستطيع المرء أن يتحمل معه أن يعلم كافة تفاصيل الجريمة ، كيف حدثت أو لماذا أو حتى ما حدث للضحية ، خاصة تلك التي يرتكبها أشخاص من المفترض أنهم عقلاء ، ومدركون تمامًا لأفعالهم ولا يعانون من سوء معاملة ، أو شيء من هذا القبيل يمكن أن نحمّله ما وصل إليه المجرم من حال ، وهذا هو ما حدث مع مجانين دنيبروبتروفسك .كانت بداية جرائم مجانين دنيبروبتروفسك ، كما اشتهروا عبر الصحف بعد ذلك في عام 2007م ، عندما التقوا جميعًا وجمعتهم أفكار واحدة كانت كلها ، تدور بشأن من حولهم وأن المتعة هي السبيل الوحيد ، الذي يجعلهم على قيد الحياة ، ولكن أي أنواع المتعة ؟ للأسف إجابة هذا السؤال ، تكمن فيما فعله ثلاثة من الشباب في العقد الثالث من العمر ، لم يروا المتعة سوى في سلب وسرقة الرجال والنساء والأطفال ، لم يرحموا أحدًا أو يكتفوا بذلك ، بل وصل الأمر إلى القتل والتمثيل بالجثث عقب سرقتهم ، مما جعلهم القتلة الأكثر جنونًا في مدينة دنيبروبتروفسك .أفعال ماجنة :
بدأت جرائم الشباب الثلاثة منذ نوفمبر 2006م وحتى ستة أشهر تالية ، قاموا خلالها بقطع الطريق إلى مدينة دنيبروبتروفسك ، وكانوا خلال تلك الفترة يوقفون المسافرين ويقومون بسرقتهم سواء أكانوا رجالاً أم نساء أم أطفالاً ، ثم يلقون بما سرقوا عرض الطريق ! فهم ليسوا بحاجة لتلك المسروقات من الأساس ، فلماذا إذًا سرقوها ؟ولكن بحلول منتصف عام 2007م ، تطور الأمر من مجرد قطع طريق على المسافرين والمارة إلى القتل ، فبالإضافة إلى سرقة ممتلكات المسافرين ، بدؤوا أيضًا في سرقة أرواحهم !ولم يكن هؤلاء المجانين سوى وحوش متعطشة للدماء ، فبعد أن قاموا بقتل ضحاياهم في البداية للتسلية ، أدمنوا مل فعلوه حتى أنهم قد قتلوا خلال شهر واحد أكثر من عشرين ضحية ، ولكن بلا شك ما فعله هؤلاء من قتل ، كان أقل بشاعة مما تم بعد ذلك ، للضحايا .جرائم المجانين الثلاثة :
كان للمجانين الثلاثة طريقتهم الخاصة في الإيقاع بالضحايا ، فكانوا يعمدون إلى اصطياد ضحاياهم على الطريق بعد منتصف الليل ، حيث يدعي أحدهم أنه مصاب بإغماء مفاجئ ، وبعد أن يتوقف الضحية لمساعدة المصاب أو المريض ، يهاجمه الآخران ويبغتانه بضربه قوية على رأسه ، بمطرقة حديدية فيسقط مغشيًّا عليه ، ليبدؤا بعد ذلك وصلة من الجنون التام .لا تسلم الضحية من أذى هؤلاء المجانين الثلاثة ، حتى بعد قتلها فكانوا يمثلون بالجثة ، حيث ينزعون الأعين ويوسعون فتحتي الأنف ، ثم يقطعون الأذنين والأعضاء التناسلية ، وكلها أفعال سادية مجنونة .السقوط :
لكل شيء نهاية ، ومجانين دنيبروبتروفسك لم يكونوا يهتمون بشأن البصمات ، والأدلة وأهالي الضحايا ، الذين سوف يبحثون عنهم بالطبع ، فكانوا لا يعيرون شرطة أوكرانيا أية اهتمام ، ويعملون أفعالهم الجنونية تلك دون أدنى رحمة ، أو توجس خيفة من الشرطة والعقاب ، وهنا بدأ السقوط .بحلول يوليو من عام 2007م ، كان مجانين دنيبروبتروفسك قد نصبوا فخًا جديدًا ، لتسقط فيه آخر ضحاياهم ، وكان عجوزًا في السبعين من عمره ، قادته أقدامه وحظه العاثر للسقوط في فخ هؤلاء المجانين ، فلم يبقوا عليه دقيقة واحدة حتى صار مثل من سبقوه ، ولكن تلك المرة هي التي أسقطتهم جميعًا نحو الهاوية .بعد أن قام مجانين دنيبروبتروفسك مثل كل مرة ، بقتل وتشويه جثة الضحية ، قام أحدهم في فورة الجنون تلك بأخذ الصور التذكارية ، مع الجثة المشوهة وأرسلها إلى كافة أصدقائه ، عبر البريد الإلكتروني وبالطبع ، تم الإيقاع بهم وإلقاء القبض على ثلاثتهم فورًا ، والزج بهم في السجن .محاكمة مجانين دنيبروبتروفسك:
بالطبع لم تكن المحاكمات مرهقة للقضاة والمسئولين ، فقد اعترف الثلاثة بجرائمهم البشعة وساعدوا رجال الشرطة ، في التوصل إلى الأماكن المدفون بها جثث بعض ضحاياهم ، وعقب عدة أسابيع قاموا فيها برفع جثث الضحايا ، تم محاكمة المتهمين الثلاثة ، والحكم عليهم بالسجن مدى الحياة ، وذلك نظرًا لإقرار الأطباء النفسيين بأن هؤلاء الثلاثة يعانون من الجنون .برر مجانين دنيبروبتروفسك أفعالهم البعشة ، بحجة المتعة والمرح حيث أرادوا ثلاثتهم ، بأن يمرحوا ويستمتعوا بوقتهم ، ولم يجدوا سبيلاً لذلك سوى تلك الجرائم ، وبالطبع شهد المتهمون الثلاثة محاولات عدة لقتلهم ، عقب هذا الحكم الضعيف ، خاصة من ذوي الضحايا الذين قتلوا ومُثلت جثثهم ، فقد عانى الكثيرون بسببهم فقدان عزيز ، إما أب أو شقيق أو أم أو ابن ، فحاول البعض قتلهم داخل المشفى وآخرون حاولوا قتلهم داخل السجن ، إلا أنهم مازالوا جميعًا على قيد الحياة ، يقضون عقوبتهم خلف القضبان .