الظروف الاقتصادية والمجاعة ، تلك هي الكلمات المفتاحية لأية حقبة تاريخية ، حدث بها أكل للحوم البشر ، وافتراس وانتهاك للإنسان ذاته ، وذلك أمر شهده العالم أجمع ، على مر التاريخ ما بين مجاعات وحصار وغيرها من الأسباب ، التي دفعت الكثيرون للإقدام على هذا الفعل المقزز .ولكن البعض اختاروا أن يأكلوا لحوم إخوانهم ، دون مبررات واضحة ولكن دائمًا ، ما يتم تسليط الضوء على سفاحين وقتلة الغرب ، دون التطرق لسفاحي الشرق ، على الرغم من الحروب والحصارات التي عانت منها ، العديد من دولنا العربية وكانت الموصل ، هي إحدى المناطق العربية التي شهدت ، مجاعات وكوارث دفعت البعض لأكل لحوم البشر ، مثل عبود وزوجته !مرت على مدينة الموصل فترة مجاعة وحصار ، أدت بالمواطنين إلى أكل لحوم الحيوانات من قطط وكلاب ، بالإضافة إلى كافة أنواع الطيور مثل الغربان والصقور وكل ما هو متاح أكله ، أو لا فكل ما هو متاح وتم اصطياده حتى يؤكل ، ولكن الزوجان عبود قررا أن يتخليا عن تناول لحوم الحيوانات والقطط ، وبدآ التفكير في تناول اللحم البشري .لم يكن الأمر مخطط له ، ولكن بدأ عندما كانا على خلاف مع عجوز ، تسكن بالقرب منهما ، فقاما بقتلها إثر عراك ، نشب بينهما وكانت لديهما مشكلة في دفن جثتها ، فقاما بتقطيعها وأكلها ، ولكن نظرًا للدسم الذي ملأ لحمها .ظل الاثنان يتقيآن طويلاً ، عقب طهيها وأكلها ، فاقترحت الزوجة أن يحصلا على لحم فتيّ ، فطلبا من ابنهما الوحيد أن يستدرج رفاقه ، وبالفعل قام الفتى باستدراج أصدقائه ، كل فترة وما أن التهما أول وجبة من رأس أول طفل يأكلانه ، حتى شعرا بأن لحمه طيب ، واستساغوا طعمه ، فكان ابنهما هو المصدر الدائم للحصول على لحم الفتية .كان الطفل يأتي برفاقه ، يلعب معهم طوال اليوم وما أن ينهك التعب الطفل ، حتى يقوم الوالدان بقتل الطفل وتقطيعه ، ثم يدفنان الجمجمة في حفرة قريبة من المنزل .ما كشف أمر الزوجين ، هو رجل كان يمر إلى جوار المنزل ، واكتشف الحفرة التي تم وضع الجماجم بها ، ونظرًا لعمل هذا الرجل قصابًا ، أي بأحد المسالخ فقد تبين ، أن ما هو مدفون بالحفرة ليس سوى ، بقايا بشرية وليست حيوانية ، فأبلغ رجال الشرطة الذين سارعوا بإلقاء القبض على الزوجين .باعتراف الزوجين بتفاصيل جرائمهما ، تم الحكم عليهما بالإعدام شنقًا ، في ميدان باب لطوب العام ، حيث أقرت الزوجة أنهما قد جائعة بشدة ، فأكلا الهرة حتى نفدت من المنطقة ، ثم بدآ يأكلان لحوم الكلاب ، حتى نفدت من المنطقة أيضًا ، فبدآ بأكل اللحم البشري قدرًا عقب عراك مع العجوز ، ثم التهما لحوم الأطفال .سيق المجرمان إلى ساحة الإعدام بالميدان ، حيث نصبت لكل منهما مشنقة ، وكان الناس طوال الطريق يسبونهما وعبود يرد لهما السباب ، بينما هاجمت سيدة زوجة عبود ، وظلت تصرخ وتنهش جسدها إلى أن قطعت أصابع قدمها ، وقالت بأنها فقدت ثلاثة من أبنائها ، وفي تفاصيل القضية لام عبود الحكومة على إهمالها وبرر أنه ضحية للظروف القاسية بالبلد ، وليس مجرمًا كما اعتقد الجميع .