أنا مجرد مُحقق مبتدئ ؛ ولا أعلم أكثر من هذا ؛ ولكنني أعرف المنطقة المحيطة بطريق هوليوود ؛ شارع هونج كونج الذي يمتد إلى شارع كونغت ؛ هناك أشياء غريبة في منتصف الطريق المكتظ بالمقاهي والتحف والأماكن السياحية .أقوم بالبحث عن ذلك السائح الصيني الأمريكي الذي يُدعى هوا_تشياو ؛ الذي يسكن في فندق المحطة ؛ حيث قام بتقديم شكوى للمفتش تشان ؛ كان السيد هوا يزعم أنه سائح مهم ؛ ولكنني كنت أعتقد أنه من عمال القوارب الصينية .كان السائح يفحص أصابعه قائلًا : لقد أبلغتُ رجال الشرطة عن اختفاء زوجتي ؛ ورجعت لأجد النصّاب قد اقتحم غرفتي بالفندق “، بينما كان يتحدث ذلك السائح كان يبدو من طريقة كلامه أنه هو النصاب السخيف ؛ حيث أن الغالبية العظمى من الأشخاص السيئين يلجئون في حديثهم إلى لغة رديئة ، ولقد قابلتُ الكثيرين من هذا النوع .انتظرتُ إلى أن انتهى من كلامه ؛ ثم قلت له : حسنًا ؛ الأمر بسيط ، إن لم تكن تلك المرأة الموجودة بالغرفة هي زوجتك ؛ إذن ستكون هناك احتمالية موت زوجتك ؛ أو هروبها مع شاب وسيم ؛ أو اختطافها من قِبل القراصنة .المُفتش تشان لم يكن يفكر مثلي في ذلك الصبي الصغير ؛ كنت أقول له أنه من السهل أن يأتي هنا في أجازه ، ولم يضعه أبدًا في أول قائمة دائرة الاتهام بعد أن أصبح من الأثرياء ؛ حيث أنه من المحتمل أن يكون قد قتل السيدة المختفية بهدف الحصول على المال .كان المُفتش تشان يوافق على اعتراضات الرجل بأن المرأة التي وُجدت في فندق الجزيرة بكولون هي زوجته ؛ حيث تم التقاط بعض الصور لها وهي تتجول على طريق هوليوود ، وقال المُفتش : لدينا ضابط جيد يُدعى هونغ ؛ على الرغم من مشاغباته ؛ إلا أنه ذكي في عمله ، ثم أعاد كلامه إلى السائح الصيني قائلًا : ربما تعاني من بعض الاضطرابات النفسية .إن المُفتش تشان هو واحدًا من السلالات الصينية ؛ ولكنه تلقى تعليمه الجامعي بجامعة كاليفورنيا ، وكان يبدو دائمًا واثق في نفسه ؛ فنظر مرة أخرى إلى السائح قائلًا : ربما تكون مشكلتك هي فيما يُسمى متلازمة كابغراس ، ولابد أن نرى الطبيب النفسي ، كان المُفتش يشعر بالفخر لأنه استطاع أن يُحلل شخصية السائح .أشعلتُ سيجارتي ؛ ثم نظرتُ إلى المفتش تشان قائلًا : يبدو أن الأمر ليس كذلك ؛ فنظر إليّ نظرة اشمئزاز ؛ وأعلم أنه يقول في ذاته أنني مجرد مُحقق مبتدئ جئتُ للمساعدة في تلك القضية .أخبرنا المفتش تشان أن ذلك موجود بالموسوعة العلمية ؛ حينما اكتشفه الطبيب الفرنسي فيما يخص علاقات الأقارب أو الزوجين ؛ وذلك موجود أيضًا عند الأشخاص الذين يعانون من مرض الزهايمر .حينما سمع السائح ذلك الكلام صاح قائلًا : إنني عدتُ من مائدة العَشاء لأجد زوجتي غير موجودة بالغرفة ؛ إنني أحب زوجتي ، لماذا لم يُصدقني أحد أنها ليست زوجتي تلك التي تتحدثون عنها ؛ إنني أريد زوجتي الحقيقية ، حينها قال المُفتش : حسنًا ؛ إذن عليك أن تساعدنا إذا وجدت لها جواز سفر أو صور شخصية تكون معك .أجاب السائح : إنها أخذت جواز السفر معها ، ولا أعرف أحدًا في هذا المكان ، وهل تعتقد أنني كنت سأحضر معي ألبوم الصور أثناء قضاء إجازتي ، تركته لأرتشف كوب من القهوة ؛ كنت أفكر في أمر تلك السيدة التي تواجدت بصماتها على الزجاج في موضع غسيل الأسنان .ذهبتُ مرة أخرى إلى السائح وقلت له : ربما تكون قلق بعض الشيء لأنك لن تستطيع الحصول على أموال زوجتك ؛ بالأمس أخبرتنا أنها قد اختفت ؛ وغدًا فد تُخبرنا أنها قتلت ؛ إن لم تكن تلك السيدة التي في الصورة هي زوجتك ؛ فربما نحتجزك كمشتبه به في اختفاءها أو قتلها .اضطرب السائح قائلًا : ربما تكون زوجتي ؛ إنها بالفعل زوجتي ولكن يجب أن أراها ، قال ذلك ثم خرج وتركنا ، كان المفتش تشان منزعج مما فعلت ؛ وأعطاني لكمة في صدري قائلًا : لقد عاملت أغنى رجل قابلته بشكل سيء ؛ أنت لا تعرف كيف تتعامل مع مثل هؤلاء الناس .نظرتُ إلى المفتش بكل ثقة قائلًا : أنني أعلم كيف أتعامل مع مثل هؤلاء الناس ، إنني بالفعل كذبت حينما أخبرته أن بصمات زوجته موجودة على زجاج الفندق ؛ وأن السيدة التي ظهرت في الصورة هي زوجته ؛ لأنها بالفعل ليست زوجته ؛ إنها شرطية جاءت لمساعدتي في القضية حتى يعترف ذلك الرجل بقتل زوجته أو يرشدنا إلى مكانها ، نظر إليّ المُفتش متعجبًا فقلتُ له : هناك أشخاص متعلمون وهناك أشخاص أذكياء أيها المُفتش .