مرحلة المراهقة هي أخطر المراحل ، التي يمر بها الإنسان في حياته بوجه عام ، ففيها ينخرط الشخص في حماقات قد تودي بحياته ذاتها ، إن لو تؤثر على حياة الآخرين من حوله ، ولعل العديد من المدارس قد شهدت بعض الحماقات ، من الطلاب في مرحلة المراهقة ببعض الدول ، فتشعر وكأنك تشاهد فيلمًا ، محبوك القصة ومن خيال مؤلف ما ، ولكن الصدمة الحقيقية هي أن كل ذلك ، يحدث بالفعل كما حدث في مدرسة يوكيلا بفنلندا .الحادث:
في السابع من نوفمبر لعام 2007م ، استيقظ سكان فنلندا أو بمعنى أقرب ، سكان مدينة توسولا الفنلندية على خبر إطلاق نار ، بإحدى المدارس الثانوية بها ، وملخص الحادث هو أن أحد الطلاب ويدعى بيكا إريك أوفنين ، ويبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا ، قد حمل سلاحًا نصف أوتوماتيكي ، ودخل إلى المدرسة ليطلق الرصاص ، من سلاحه ويقتل ثمانية أشخاص ، قبل أن يتحول ويطلق الرصاص على رأسه ، ليلقى مصرعه في الحل .تفاصيل المذبحة :
في تمام الحادية عشرة والنصف ، دخل بيكا إلى ساحة المدرسة وهو يحمل السلاح ، فصار الطلاب يتخبطون يمينًا ويسارًا على غير هدى ، ووقف بساحة المدرسة ، فخرجت إليه المديرة وتدعى هليلنا كالمي وأخذت تتحدث معه ، علّه يترك السلاح ويتخلى عن أفكاره تلك .ولكنه لم يستمع إليها وكأنه يراها تحدث شخصًا آخر ، هنا أدركت المديرة هيلينا بأن شرًا ما ، سوف يحدث قريبًا فاتجهت ركضًا نحو غرفة الطوارئ ، وأخبرت جميع الطلاب بأن يبقوا محصنين ، داخل فصول المدرسة فالتزم الطلاب ، ودخلوا الفصول جميعًا وشاهدوا ، مديرتهم تركض فارّة أمام بيكا ، ولكنه لم يأبه لتوسلاتها وأطلق عليها سبعة رصاصات ، ليرديها قتيلة .انطلق بعدها بيكا إلى الفصول يطرق ألأبوابها بعنف ، شديد جعل الطلاب يصرخون متوسلين من فرط الفزع ، وهو يدعوهم لتخريب ممتلكات المدرسة ، والقيام بثورة جماعية برفقته ، وأطلق الرصاص على عدد من الطلاب ، وحاولت ممرضة المدرسة إسعافهم ، ولكن بيكا بادرها بإطلاق الرصاص عليها فقتلها .شعر بيكا بقدرته الخارقة على السيطرة ، على هذا الجمع من الطلاب وأنه أكثرهم قوة ، فأخذ يلوح بسلاحه لتهديدهم وإرعابهم ، ثم أطلق الرصاص على عدد من الطلاب فأردى منهم ، ثمانية وأصب اثني عشر طالبًا ، آخرين تم نقلهم إلى المشفى فيما بعد .في تمام الثانية عشر ظهرًا ، وصلت قوات الشرطة عقب أن هاتفهم مديرة المدرسة ، قبيل مقتلها من غرفة الطوارئ بالمدرسة ، وقاموا بتعزيز أنفسهم بمائة شرطي ، ومجموعة من القوات الخاصة وأحاطوا بالمدرسة من كافة مداخلها ، ومخارجها ظنًا منهم بأن جماعة إرهابية هي من قامت ، بإطلاق الرصاص وإرهاب لطلاب وقتل المديرة ، ومجرد أن علموا بوجود بيكا وحده ، حاولوا التفاهم معه دون خسائر ، إلا أنه أجابهم بإطلاق المزيد من الرصاص .اقتحمت الشرطة المدرسة عقب مرور ساعة ، ونصف بعد أن هدأ إطلاق لنار فجأة دون أن يستجيب لهم بيكا ، فوجوده ملقى أرضًا بعد أن أطلق الرصاص على رأسه ، بحمام المدرسة ولكنه كان قد فقد وعيه ، ولم يمت بعد فقامت قوات الشرطة ، باستدعاء سيارة الإسعاف ونقله إلى مشفى هلسنكي ، ولكنه فارق الحياة في الطريق قبل أن يصل إلى المشفى .بيكا إريك أوفنين :
مرتكب الحادث هو شاب في الثامنة عشرة من عمره ، ابنًا لأب يعمل موسيقيًا بنصف دوام ، ووالدته تعمل نائبة بمجلس بلدية توسولا ، وله شقيق صغير .كان بيكا وفقًا لوصف أساتذته ، متوسط الذكاء ولكنه متفوق بالتاريخ والفلسفة ، وكان متابعًا لحركات اليمين واليسار السياسية ، ووصفه الأطباء النفسيين بأنه شخصية معادية للمجتمع ، وكان يحصل على علاج للاكتئاب ، وتدهورت حالته مؤخرًا قبل ارتكابه للحادث .وكانت تلك الأدوية المضادة للاكتئاب ، ذات آثارًا جانبية تجعل المريض يميل للانتحار ، والعنف أيضًا حيث وصف بيكا نفسه على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب ، بأنه سادي ويكره المجتمع بشدة .