الأبوة والأمومة فطرتان بشريتان ، جُبل عليهما البشر جميعًا ، والطبيعي هو أن يكون الأب والأم من أوائل الناس ، الذين يخشون على أبنائهم من الأذى ، ولكن أن يكون الأب أو الأم هم مصدر الأذى أو الاغتيال ، لأطفالهم وخفوت الضوء والنور في أيعنهم ! هذا هو ما حدث مع الأب القاتل ميساك داماس .الجريمة :
وقعت أحداث قصتنا في ولاية فلوريدا ، الأمريكية وتحديدًا في الثامن عشر من شهر سبتمبر ، عام 2009م المنصرم حيث تلقت الأجهزة الأمنية ، اتصالاً من أحد الأشخاص يفيد به أن هناك جريمة قتل قد وقعت للتو ، وأنه قد تم العثور على ستة جثث لأشخاص مقتولين ، داخل شقتهم التي يقيمون بها في منطقة نابلز .انتقلت قوات رجال الشرطة بالطبع على الفور ، إلى العنوان الذي تم وصفه حيث وقعت الجريمة ، وبالمزيد من الفحص والتدقيق تبين أن الجثث تعود ، لأشخاص من نفس العائلة وجميعهم ، مصابون بطعنات في رقابهم هي ما أدت إلى الوفاة ، وكانت الجثث لكل من مورجان وعمره أحد عشر شخصًا ، وميجان ثلاثة أعوام ، ومافين خمسة أعوام ، ومارفن ستة أعوام ، ومشزاتش تسعة أعوام ، ووالدتهم جيرلين وتبلغ من العمر ثلاثة وثلاثون عامًا !كانت الجريمة بشعة للغاية ، فمن ياترى يمكنه أن ينحر أم وأطفالها بهذا الشكل الوحشي ، ولذلك كثف رجال التحقيقات جهودهم في البحث عن الجاني ، واستغرق الأمر عدة أيام ، حتى تم إلقاء القبض على الأب ، ميساك داماس ! وهو أفريقي يبلغ من العمر واحد وأربعين عامًا ، وهو زوج السيدة المقتولة ووالد الأبناء الخمسة ضحايا الحادث ، والذي ارتكب جريمته ثم فر هاربًا إلى حيث تقطن عائلته .اعترافات ميساك :
بالبحث والتحقيق تبين أن الأب ويدعى ميساك داماس ، هو من ارتكب تلك الجريمة البشعة بحق زوجته وأطفاله الأبرياء ، وبالتحقيق معه اعترف داماس بأنه هو بالفعل من ارتكب هذا الجرم ، ولكنه يحب زوجته كثيرًا ، ولم يكن لديه سوى عائلته تلك ، يغدق عليهم من محبته! ولا يدري لم حدث هذا الشيء ، أو ما الذي دفعه لارتكاب تلك الجريمة .أقر داماس للصحفيين بأنه قد ارتكب لجريمة في ظروف لا يعملها سوى الله ، فهو لا يدري سببًا لم حدث ، وأنه سوف يطلب من الله أن يغفر له فعلته ، وأنه آسف للعالم كله على ما فعل ، فقد عاد إلى المنزل بعد أن ارتكب جريمته ، لكي يودع عائلته ويذهب للشرطة ، حتى يسلم نفسه ليلقى عقوبة ما فعل .لم يلبث داماس أن ألقى باللوم بعد ذلك على والدة زوجته المتوفاة ، حيث أشار إلى أنها ذات روح شريرة ويسكن الشيطان جسدها ، وهي من دفعته بفضل الشيطان ، إلى ارتكاب جريمته بحق زوجته وأبنائه الأبرياء .في نهاية اعترافاته طلب داماس ، من هيئة المحلفين إرساله إلى الإعدام فورًا ، فهو يستحق هذا الجزاء على فعلته ، وكرر أمام المراسلين أنهم أبرياء ، مما دفع أحد الصحفيين لسؤاله عن سبب قتله لهم ، إذا ما كان يعتقد بأنهم أبرياء ، فأجابه داماس بأنه في هذا الوقت كان مغلق العينين ، والآن استطاع أن يفتحهما ليرى ما ارتكب من جرم .وبعد أن خضع دامس لتحقيقات رجال الشرطة ، واعترافه بارتكاب الجريمة تمت إحالته إلى الجهات المختصة ، لمباشرة التحقيقات ، حيث تم توجيه تهمة القتل العمد إليه ، واستصدرت الجهات المختصة حكمًا بالإعدام ضده .علم داماس بالحكم ضده ، فتنازل عن وجود هيئة محلفين ، واعترض على ما حاول المحامون تقديمه لتخفيف نوع الحكم عنه ، بالإضافة إلى رفضه حضور شهود عيان ، يمكنهم أن يؤثروا على حكم القاضي بشأن الإعدام .تأخر المحاكمة :
لم يتم تنفيذ العقوبة المقررة بشأن داماس فورًا ، وتأخرت المحكمة في تنفيذها نظرًا للتشكك بقواه العقلية ، حيث تبين للقاضي بأن داماس كان يعاني من قبل من خلل في الدماغ ، وإصابات قديمة وله تاريخ طويل من المرض العقلي ، والذي كان قد بدأ من طفولته بالإضافة إلى التحديات التي تواجه عقوبة الإعدام بحد ذاتها في ولاية فلوريدا .وهنا لجأ القاضي ويدعى كولير فريد هاردت ، إلى تأجيل تنفيذ الحكم بالإعدام على دجاماس ، ومراجعة قوانين الولاية ومدى دستورية تلك العقوبة الموجهة بشأنه ، وهنا قررت المحكمة بأنه من غير الدستوري مراجعة قرار هيئة المحلفين ، ومخالفته ودعوا إلى تنفيذ عقوبة الإعدام وهو ما طالب به داماس أيضًا .