إن الحياة البشرية مليئة بالأخطاء التي يقع فيها كل إنسان سواء كان بقصد أو بدون قصد ، وتتبع هذه الأخطاء عواقب ؛ والتي قد تكون مجرد أمور عابرة أو قد تتسبب في كوارث وعواقب وخيمة ، لأن الإنسان بطبيعته قد يفقد تركيزه للحظات أو يكون جاهلًا ببعض الأمور ؛ وحينما يستفيق قد يجد أن غفلته قد تسببت في كارثة حقيقية .وقع مجموعة من المراهقين تحت قبضة الخطأ الغاشم وغير المقصود ؛ والذي كاد أن يودي بحياة أحدهم ؛ نتيجة اختراق الرصاصة جسده عن طريق الخطأ ، كان هؤلاء هم جماعة من الأصدقاء قد ذهبوا في رحلة برية من أجل تعلم الصيد عن طريق البنادق الهوائية التي يُطلق عليها اسم “السكتون” في أحد المناطق النائية عن الأماكن العمرانية .تحولت الرحلة الاستمتاعية إلى كابوس حقيقي ؛ حينما وقع أحد الأصدقاء في الخطأ ؛ حيث قام بالضغط على الزناد باتجاه صديقه ؛ مما أدى إلى اختراق الرصاصة قلب الصديق ، لم يكن يدرك الذي أطلق الرصاصة أنه فقد تركيزه أو لم يكن عنده الخبرة الكافية لحمل مثل ذلك السلاح في يده .كانت الساعة تدق الثانية عشر ليلًا ؛ حينما استقرت الرصاصة في قلب الصديق المجني عليه عن طريق الخطأ ، حينها قام الأصدقاء على الفور بحمل المصاب إلى المستشفى ؛ ثم قام الأطباء في المستشفى بتحويله إلى مركز متخصص في أمراض وجراحة القلب ؛ من أجل أن يقوم المتخصصون باستخراج الرصاصة المستقرة في قلبه .أكد المدير العام لمركز أمراض وجراحة لقلب الذي تم تحويل المصاب إليه ؛ أنه بمجرد أن تلقى المركز بلاغًا عن حالة المريض الحرجة ؛ تم على الفور استدعاء ثلاثة فرق طبية قبل أن تصل الحالة إلى المركز الطبي ، والفرق الطبية عبارة عن فريق طبي متخصص في الجراحة ؛ وفريق متخصص في القسطرة القلبية ؛ وفريق متخصص في التصوير القلبي “أيكو”.حينما وصل المصاب إلى المركز الطبي ؛ قام الأطباء المختصون على الفور بتشخيص حالته ؛ حيث تبين أن المكان الذي استقرت فيه الرصاصة هو البطين الأيسر ، نجح الفريق الخاص بمعمل القسطرة في الدخول إلى القلب عن طريق الشريان الفخذي ، وأدى ذلك إلى استخراج الرصاصة من القلب خلال وقت قياسي ؛ ودون أن تتحدث أي مضاعفات للمريض ، كما أن الأمر تم دون الحاجة إلى تدخل جراحي .جنى التقدم العلمي في مجال الطب ثماره في حالة الصبي المصاب بالطلق الناري ؛ حيث حدثت المعجزة باستخراج تلك الرصاصة التي وجدت طريقها إلى البطين الأيسر مُستقرًا ؛ دون اللجوء إلى جراحة ؛ أو الوصول إلى مرحلة الخطر التي لا يمكن الرجوع بعدها .أكد المدير العام للمركز الطبي المتخصص في جراحة القلب الذي استقبل المصاب ؛ أن المريض قد وصل إلى مرحلة الاستقرار خلال ساعات من استخراج الرصاص ، كما أضاف أنه بإمكانه أن يغادر المركز الطبي خلال فترة قصيرة قد تستغرق يومين فقط .كانت نجاة الصبي من الموت بمثابة المُنقذ من الكارثة الكبرى ؛ والتي كانت ستصيب جميع زملائه الذين ذهبوا معه في رحلة الصيد ، كما أن الخطأ الذي وقع كان سيُخلّف جريمة قتل خاطئ ؛ كادت تستمر آثارها طوال العمر .من الضروري أن يحرص كل فرد في المجتمع على تجنب الوقوع في الخطأ بقدر الإمكان ، وعليه أن يسعى إلى التعلم الجيد قبل أن يخوض أي تجربة جديدة ؛ حيث يستطيع أن يستفيد من خبرات السابقين والتعلم منهم ؛ قبل أن يضع قدمه داخل دائرة لا يعلم مسارها ، وعلى كل إنسان أن ينتبه عند استخدامه لأي سلاح ؛ حتى لا يقع في الخطأ الذي قد يتسبب في حدوث الكوارث الإنسانية .