للأطباء دورًا محوريًا في حياة كل منا ، فهم حملة الرسالة الشفائية لكل مرضى العالم ، فالله سبحانه وتعالى جعل علمهم سببًا كي يخفف به ألام المرضى ، ويمد في أعمارهم ، ونحن ننظر للطبيب دائمًا نظرة القادر على كل شيء .فحينما يموت مرضانا قد نصب الغضب واللوم على الأطباء ، رغم أنهم مجرد أدوات في يد الله قد يخطئون أحيانا أو يهملون أحيانًا أخرى ، لكنهم في النهاية مجرد بشر ، في ردهة المستشفى وقف الأب في قلق شديد ، ينتظر وصول الطبيب الذي سيجري الجراحة لابنه ، كان الألم يعتصر قلبه من فرط القلق ، فحالة الصبي كانت غير مطمئنة ، لذا أخذ الأب يصرخ في طاقم التمريض ويسأل عن الطبيب المختص ، فأخبروه أنه على وشك الوصول .وما هي إلا دقائق معدودة ووصل الطبيب في عجالة ، فأخذ والد الطفل يخاطبه بلهجة حادة ، ويخبره أن طفله في خطر وهو لا يهتم بأرواح المرضى ويتعامل مع وظيفته في استخفاف ، فابتسم الطبيب في صمت وقال له ادعي لابنك وأنا سأفعل ما بوسعي لإنقاذه .ثم تحرك الطبيب إلى غرفة العمليات ، فأخذ الأب يصيح بصوت عالي ويناشد الله أن يشفي صغيره ، وبعد ساعة ونصف من الانتظار خرج الطبيب من غرفة العمليات واتجه صوب الرجل يطمئنه على ولده .ولكن كان قلق الوالد وغضبه مازال مسيطرًا عليه ، فأخذ يتكلم مع الطبيب بنبرة حادة فتركه الطبيب وانصرف ماضيًا في طريقه ، استشاط الأب غضبًا من سوء المعاملة وأخذ يخبر طاقم التمريض والعاملين بالمستشفى عن مدى تعجرف الطبيب .وأنه لا يصلح لممارسة المهنة فهو لا يتعامل مع أرواح المرضى بما يتناسب مع مرضهم وحاجتهم له ، وها هو الآن قد تركه وانصرف دون أن يطمئنه على حالة ولده ، وهنا استوقفه أحد الممرضين قائلاً : لقد توفي ابن الطبيب في حادث بالأمس ، وحينما هاتفناه كان يجهز لدفن ابنه .وهو الآن قد أنقذ حياة ابنك ورحل سريعًا ، لإتمام مراسم الدفن لذا لا تحكم على الناس دون أن تكن على صلة وطيدة بهم ، لأنك لا تعرف فحوى حياتهم ، وما المواقف التي قد يمرون بها .