ليس للحب قواعد أو شروط ، الحب يحدث هكذا دون أي مقدمات ، فجأة تتحرك العاطفة تجاه شخص ما ، شخص يخترق قلبك ويمد يده إلى الأعماق ، ليخرج منك أشياءً لم تكن تعلم بوجودها أصلاً ، الحب لا يعترف بالفوارق والمسلمات ، الحب يعترف فقط بالمشاعر ، حتى وإن كان الطرف الأخر لا يستحقها !ذات مرة طرق الحب قلب شاب فقير ، لا يملك من حطام الدنيا إلا قلبًا من ذهب وعقلاً مستنير ، وكانت المشكلة أن المرأة التي عشقها على عكس وضعه الاجتماعي ، فقد كانت ثرية متطلعة ، أحبها الصبي بشدة وحاول مرارًا نسيانها والتخلص من تعلقه بها .ولكن لم يستطيع فقرر البوح لها بمكنونه ، ولكنه صدته بأسوأ طريقة يمكن أن ترفض بها فتاة حب شاب ، عايرته بفقره وقالت له : إن راتبك الشهري الذي تحصل عليه بعد كد وتعب أقل بكثير من مصروفي اليومي .فكيف أتزوج بشخص مثلك لا يستطيع توفير متطلباتي ، ألا ترى الفجوة التي بيننا ، كيف لك أن تتخطاها وتفكر في الارتباط بي ؟ نصيحة مني اعثر على فتاة من مستواك ترتبط بها ، فأنا لن ولم أحبك .نزل رد الفتاة المتغطرسة على الشاب ، كالثلج على نار ساخنة ، حزن كثيرًا من ردها ولكن رغم ذلك لم يستطيع نسيانها ، وقرر السعي والعمل في الحياة لكي يصبح شخصًا ناجحًا تتقبله أي فتاة .وبعد عشرة سنوات وبينما كانت تسير تلك الفتاة الثرية في مركز شهير للتسوق ، تعثرت في طريقها بذلك الشاب ، وانتابها الفضول لمعرفة كيف حاله كما أنها أرادت أن تريه الثراء الذي تعيش به ، فاستوقفته قائلة : يا هذا ، كيف حالك ؟ فنظر إليها بابتسامة باهتة .فأكملت حديثها قائلة : لقد تزوجت من رجل ذكي وناجح ، أتعرف كم راتب زوجي ؟ أنه يحصل شهريًا على عشرين ألف دولار ، وأنت على أي راتب تحصل ؟ استاء الشاب لسماع تلك الكلمات ووجد أنها مازالت كما هي لم تتغير حتى بعد مرور كل تلك السنوات .وبينما هما واقفان جاء زوجها ، وتفاجئ لرؤية الشاب معها فقال : سيدي أنت هنا ! أرى أنك قد التقيت بزوجتي ، وأدار الزوج وجهه لفتاته قائلاً : اتعرفين يا عزيزتي من هذا ؟ إنه رئيسي في العمل يملك شركة رأسمالها 100 مليون دولار .رفعت الفتاة عينها من فرط الدهشة فأكمل الزوج قائلاً : إنه شخص رائع وناجح ولكن لسوء الحظ أنه أحب فتاة متغطرسة لم يتمكن من الفوز بقلبها ، لذا ظل دون زواج حتى الآن ، شعرت الفتاة بالصدمة ولم تستطيع قول أي كلمة بعدها ، ولكنها أدركت أنها أضاعت من يدها الحب والثراء بجشعها وتكبرها الزائد .إن الحياة قصيرة جدًا لذا لا تفتخر بنفسك وتكن متعجرفًا ، لأن الأشياء تتغير وما هو أمامك الآن ، قد يختفي الغد ، والفقير لا يظل فقيرًا إن ثابر واجتهد ، لذا دع الأمور تمشي في مقاديرها ، ولا تنصب نفسك حاكمًا على أحوال الناس .