إن صفتي الشجاعة والمروءة تتوافران بشخص خلوق تربى على القيم السامية ، من السهل على كل إنسان أن يبث مشاعر الخوف على الآخرين وقت حدوث الكارثة ؛ ولكن من الصعب أن تتوافر صفة الشجاعة في تلك اللحظة العصيبة ؛ حيث أن الإنسان قد لا يقوى على تحمل مسئولية تلك اللحظة الشاقة ؛ أو قد يخشى على نفسه من أي مكروه قد يُصيبه .يُعتبر الطالب المُبتعث بأستراليا أحمد بن عبد الله مثالًا حيًا للأخلاق الحميدة والشجاعة ؛ حيث تدخل لإنقاذ رجل أسترالي مُسن أثناء تعرضه للغرق في أحد الأنهار الموجودة في مدينة ملبورن الأسترالية ؛ مما جعله صورة مُشرفة لطالب وفد من المملكة لتلقي تعليمه في استراليا .كان ما فعله ذلك الطالب الشجاع له بالغ الأثر الطيب ؛ حيث تردد صداه بقوة في أرجاء أستراليا والمملكة ؛ مما دعا إلى التفكير في تكريم ذلك النموذج الطيب من قِبل المسئولين ، وذلك لأن ما قام به هو عمل إنساني متميز يستحق كل التقدير والاحترام .قام المسئول القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في أستراليا ؛ بإقامة حفل تكريم في مقر السفارة الموجودة في كانبيرا من أجل تكريم الطالب أحمد بن عبدالله ؛ الذي استطاع بشجاعته وحُسن خلقه أن يقوم بإنقاذ العجوز الأسترالي من الغرق .لم تكن الشجاعة وحدها هي الصفة الغالبة على الطالب المُبتعث بأستراليا ؛ بل الأخلاق الحميدة أيضًا ؛ لأنه قد يوجد إنسان لديه الكثير من الشجاعة والقوة ؛ لكنه قد لا يكون يُحسن استخدامهما ؛ وإذا لم يكن لديه أخلاقًا حميدة ربما يُدير وجهه إلى الخلف إذا وُضع في نفس موقف الطالب أحمد.ألقى مسئول سفارة المملكة لدى أستراليا كلمة أثناء الاحتفالية التي أقيمت من أجل تكريم الطالب الشجاع ؛ حيث أشاد من خلالها بأخلاقيات أحمد السامية وشجاعته التي جعلته يقوم بمثل تلك المبادرة الإنسانية ؛ والتي استطاع من خلالها أن يُنقذ حياة إنسان ، واعتبره نموذجًا طيبًا للقيم والمبادئ الرفيعة كابن من أبناء المملكة ؛ والذي أرثى النفوس بالأثر الطيب لأنه لم يتوانى في تقديم يد العون ؛ حينما وجد من يحتاج إلى مساعدته.أعرب الطالب أحمد بن عبدالله عن سعادته البالغة بهذا التكريم ؛ والذي يُعتبر وسام شرف له ، وقال إن ما فعله هو واجب إنساني نابع من أصول تربيته الحميدة ؛ والتي تُحتم عليه ألا يترك إنسانًا يحتاج إليه دون أن يقدم إليه المساعدة على قدر استطاعته .قام وكيل وزراء التعليم بأستراليا بإلقاء كلمته الخاصة أثناء الاحتفالية ؛ وذلك تقديرًا لجهود الطالب التي بذلها من أجل إنقاذ حياة إنسان لا يعرفه ، وهذا ما يضع لطالب في ميزان الأخلاق الطيبة والشجاعة.قامت عائلة العجوز الأسترالي الذي أنقذه الطالب أحمد بالحديث أيضًا أثناء احتفالية التكريم ؛ وذلك تعبيرًا منهم عن امتنانهم وشكرهم للطالب الذي قام بتلك المبادرة البطولية ، وعبّروا عن سعادتهم البالغة بما حدث ؛ كما أعربوا عن تقديرهم لأخلاقيات وقيم المواطنين بالمملكة .كانت الاحتفالية مليئة بصنوف السعادة والبهجة والمحبة ؛ وفي نهايتها قام كل من المسئول القائم بأعمال سفارة المملكة والملحق الثقافي بأستراليا ؛ بتقديم شهادة شكر وتقدير إلى الطالب أحمد بن عبد الله ، وقد حضر الاحتفال مجموعة من كبار المسئولين ؛ وذلك للتعبير عن الامتنان بالأخلاقيات الطيبة التي تتسم بالمروءة والشجاعة ؛ والتي من المفترض أن توجد داخل كل إنسان ؛ حتى تستقيم المجتمعات ويتغلغل بها الود والمحبة في كل وقت وحين ؛ وخاصةً حينما يتعلق الأمر بإنقاذ حياة إنسان .