ماذا أقول عن نظرتك الأولى إليّ في منحدر شارع الخامس في الرباط ، كنت أعرف معنى الانبهار ، لكن يومها صافحته في عينيك مباشرة .لقاء الحبيبة :
وكأنك لا تصدق أن حبيبتك التي كنت تحلم بها ، خرجت من مخيلتك على قدمين ، مرتدية معطفا بنيًا قصيرًا وسروالًا فضفاضًا مع حذاء مطري بني ، عيونها تبتسم لحبات المطر ، وشفتاها الضاحكتان تقبلان السيول ، التي تغطي وجهها ، وهي منغمسة في الحديث إلى صديقتها الوفية .حب ومكابرة :
الأضواء الخافتة للسابعة مساءًا تظهر رذاذ الأمطار كحبات لؤلؤ لامع .. عانقت عيناها ذاك الرذاذ .. لتحفر روعته في جدار ذاكرتها التي تعشق كل الفصول ، وابتلعت حبات اللؤلؤ لتزداد عفوية ووهجًا!ولأني أحب المطر وأكره المظلات ، شعرت بطاقة عريبة ، فرفعت عيناي إليك ، تجمدت ضحكتي ، وأنا أرى نظرتك المذهولة المصعوقة ، دون أن تخبئ منها شيئا من مكابرة ، سرق مني ذهولك ابتسامة دهشة ، لبراءة تعبيرك دون تزييف أو مبالغة ، لتحط نظرتك بكل ثقلها على جوارحي الحالمة ..البرقية :
فبعثت إليّ برقية يقينية في برق شق السماء فرحًا : عثرت عليك أخيرًا يا أم أطفالي !! لم تكذب برقيتك فقد أصبحت أم أطفالك فعلًا كان من الممكن أن أعيرك دون اكتراث كما أفعل دائمًا ..كان من الممكن أن أقفل إسدال ابتسامتي الغافلة الأولى .. وأعبر الطريق كأنك نسمة مطرية عابثة هزت أوتاري برجفة متواترة ، كان من الممكن أن أعلن بفظاظة ككل الحالات السابقة : أني غير مستعدة مطلقًا لسجن حريتي وتقييد استقلاليتي ، لكن يدك الخفيفة السمرة الطويلة الأصابع برجولة هادئة ، شدتني وجعلتني أشرق أن خلفها جبل في منتهى الحزم والكرم وأني ببساطة قيثارة صامتة بجينات تحمل بصماتك ولن تصدح إلى لعزفك ، تريثت على غير العادة في الإنصات إليك .. لتأخذنني في رحلة موسيقية مجهولة السيمفونية ..هل هي السابعة أم المائة فوق العد ..مثلث برمودا :
لا أعرف !!.. ما أعرفه ، أنها في سرعة البرق تقطع الأنفاس .. ما أذكره ، لهفتي فيك وانقطاع أنفاسي الحالمة وأنت تأخذنني لمنعرجات خطيرة ، ما حلمت نفسي الرزينة الوصول إليها ، يداي متمسكان بطرفي الطاولة ، ورجلي منغرستان في الأرض ، وعيوني شاخصة إليك بذهول ، أتنفس بصعوبة وريح صوتك تعصف بي ، كإعصار التف حول تماسكي وحولني إلى خبيرة موسيقية ، تختبر معك الحب في مقاماتك .كان من الضروري لقلبي أن يأخذ أوكسجين الطوارئ ، بعدما حملته في المطب الهوائي لصحابتك البالغة التذبذب ، والتي ألقته في حالة ارتجاف ارتدادية ، كان من الممكن أن يضيع ولا يعود من مثلث برمودا ، الذي تخلفه ابتسامتك !!منحدرات الحب :
أما منحدر السيكا ، فكان لزاما عليّ أن أمسك يدك ، حتى لأفقد توازني وأقع في بحيرة عشقك بلا أدنى نية للانعتاق وجبال النهوند خاصتك تركتني أختبر فيها معرفتي بالاتجاهات ، وقطعا ، اخترت الاتجاه المؤدي إلى الضياع فيك ، دون أدنى رغبة في العثور عليّ على متن الحجاز ، تركت لفرسي العنان لتصهل على أوردتك ، وتلقي بشعرها الفضي على شرياني قلبك لتشبكك بي إلى اللارجوع ..العشق :
وهناك على صهوة الرصد ، سجلت كل تحركاتي ، وكبلت كل خطواتي لتتماهي معك ، وتعلنني فائزة صمدت لمقاماتك المدمرة التي تهلك المشاعر وتستنفذها ، وبكل جموح أحاسيسك غنيت لي : صدقيني بحق الهوى بأني أحبك ، وإن كان عندك شك سالي الآن قلبك .. بكل البراءة عندي وما في دمي من رجولة أحبك يا أخت عمري الطفولة أحبك فعلًا ومالي حيلة ، صدقيني .ما كدت أسأل قلبي حتى صرخ في البراري : تحبينه يا مجنونة !! .. وأكدت أنا : بالتأكيد أحبك ..أصدقك ..ومنذ الأزل أعرفك ، وأصدق أكثر جنوني في واحات عشقك الممطرة المزهرة والظليلة بك ..حب تحت المطر :
كان المطر عراب حبنا ..أصبحت أحب حبات المطر أكثر ، لأن الله أرسلك لي على صهوتها وأنا ألثمها .. ملكت السعادة بك .. على إيقاعها طلبت مني وعدا ألا أفكر في تركك مطلقًا مع أنني كلما أردت إعلان حبي لك أخبرك أنني سأتركك وطلبت مني إجابة حاسمة ، أخذت فيها مهلة تفكير ..على ضوء قوس قزح ، وحبات المطر تغسلنا على حافة نهر أبي رقراق ، طلبت منك الوثوق بي ، لأجلسك بطواعية على مقعد مبلل ، حيث قدمت لك عمري في خاتم منقوش باسمي ، وأربعة ورود بيضاء يعلنون : أني قبلتك ضفتي الآمنة للأبد ..عشق المطر :
وفي ليلة زفافنا وأنت تغني لي ، كانت سيول المطر تغني معك وأنت تراقصني ، والرياح تغازلنا بخفة وتلتف حولنا بهجة وزخات ، حتى أطفالنا أنجبناهم في المطر .. محظوظة أنا ، لأن عشقي الطبيعي للمطر كان رديفي في عشقي البشري .