أصبحت ساحات المدارس تحمل بين طياتها فجوة واسعة بين المعلم والتلميذ ، وتزداد هذه الفجوة بمرور الزمن في ظل بعض القيم المفاهيم والقوانين التي يتم وضعها من أجل تجنب الوقوع في الخطأ ؛ غير أن العلاقة بين المدرس والتلميذ في كثير من الأحيان تؤدي إلى الوصول إلى حدة التوتر ؛ ومن ثم ارتكاب الأخطاء من الطرفين على حد سواء .لقد عمل المسئولون على محاولة توطيد العلاقات بين المعلم والتلميذ ؛ من خلال بعض القوانين التي منعت الضرب وحرمّته داخل الحرم المدرسي ؛ غير أن التحكم في مثل ذلك القانون لابد وأن يكون نابع من داخل المعلم ؛ والذي قد لا يستطيع السيطرة على نفسه في ظل هذا العصر المليء بالنزاعات ، وهاهو أحد المعلمين يضرب تلميذًا بالصف الثالث الابتدائي على ساقه اليسرى بأول يوم دراسي في الفصل الدراسي الثاني .قام ولي أمر التلميذ بتقديم شكوى في الإدارة التعليمية التي تتبعها مدرسة ابنه ؛ ضد المعلم الذي اعتدى على ابنه بالضرب دون وجه حق ؛ والذي أدى إلى إصابته بالأذى ، وكان ذلك الحدث هو إعلان ثورة من الأب على المعلم ؛ لذلك قام بالتوجه مباشرةً إلى الإدارة التعليمية لتقديم شكوى رسمية .أعلن مدير الإدارة التي تلقت الشكوى من الأب أنه سيتم ارسال لجنة إرشاد إلى المدرسة ؛ للوقوف على تلك الحادثة والتحقيق فيها من واقع الحدث ؛ حتى يتم الاستشهاد بجميع الأطراف التي حضرت ذلك الحدث ، كما أكد أيضًا أن القضية سيتم إحالتها إلى المتابعة الإدارية ومتابعة الشئون القانونية من أجل تحديد العقوبة اللازمة للجاني ؛ وذلك تبعًا لما تترتب عليه نتائج التحقيقات .كان تحرك الأب سريعًا ؛ حيث اصطحب ابنه إلى أحد المراكز الصحية على الفور لإثبات الواقعة ؛ واستطاع الحصول على التقرير الطبي الذي يفيد إصابة ابنه بكدمة واضحة في ساقه اليسرى نتيجة تعرضه للضرب على يد أحد المعلمين .لم يقبل الأب مجرد فكرة ان يذهب إلى المدرسة لمعرفة السبب ؛ وانطلق في الاتجاه الذي يحتسبه هو الطريق السليم لمثل هذه القضايا ؛ وهو تقديم الشكوى بالإدارة التعليمية التي تقع المدرسة تحت مسئوليتها ، وأكد الأب غضبه من كون تلك الإدارة التي تلقت شكواه قد تأخرت في التحقيق في قضية ابنه ؛ التي لازالت مُعلقة داخل الإدارة .قضية المعلم وتلميذه هي قضية عامة تتربع على قمة قضايا المجتمعات العربية ؛ حيث أن العلاقة بين المعلم والتلميذ قد اختلفت كثيرًا عن العقود الماضية والأجيال السابقة ؛ في ظل هذا العصر المليء بصنوف التكنولوجيا الحديثة والتقدم ؛ مما جعل عقول الأبناء الصغار قد تتنافس مع عقول الكبار.هناك العديد من الجوانب الإيجابية والسلبية داخل إطار تلك العلاقة بين المعلم وتلميذه ؛ حيث أنه من المفترض أن يكون منع الضرب للتلاميذ من الإيجابيات التي تُقرب التلميذ من معلمه دون أي إهانة أو ترويع ؛ ولكن ما يحدث في بعض الأحيان أن التلميذ قد يحيد عن مبادئ الأخلاق التي تستوجب تقديم الأدب والاحترام للمعلم ؛ وذلك ما قد يثير شعلة الغضب داخل المعلم وقد يفقد السيطرة على نفسه ؛ لتكون النتيجة مشينة جدًا .ويوجد أيضًا داخل المجتمع نوع من المعلمين الغير مؤهلين للتعامل مع التلاميذ بشكل علمي يليق بمكانتهم العلمية ؛ مما يؤدي إلى حدوث فجوة كبيرة للغاية بين الطرفين ، من هذا المنطلق يتوجب على جميع الأطراف المسئولة الوقوف الجاد على تلك القضية وتسليط الضوء عليها ؛ ومحاولة الوصول إلى حلول جذرية ؛ لمنع مثل تلك القضايا التي تُثار داخل المجتمعات ، وحتى يأمن التلميذ من الضرر الجسدي والمعنوي ؛ وكذلك المعلم يضمن أن يتم احترامه وتقديره .