قصة المُنظف الذي حرق الطفلة

منذ #قصص اجتماعية

إن الحرص أمر ضروري من أمور الحياة ، ولابد أن يكون الإنسان حريصًا في كل شيء ؛ لأن الإهمال واللامبالاة قد يؤديان إلى العديد من الكوارث التي لا تُؤمن عواقبها الخطيرة ، كل إنسان في موقعه مسئول ولابد أن يكون على قدر تلك المسئولية ؛ حتى لا يعاني من حوله من إهماله الذي قد يسبب لهم الأذى والضرر .أصبحت اللغة السائدة في ذلك العصر هي الإهمال وعدم مراعاة العمل بضمير متيقظ ؛ حيث تسبب عدم حرص إحدى شركات المنظفات في حدوث كارثة أصابت واحدة من الأطفال تبلغ من العمر ثلاث سنوات ؛ حيث قامت بفتح غطاء أحد المنتجات والذي يُفتح بكل سهولة ؛ وقامت بتناول بعض الحبيبات من الزجاجة .أُصيبت الطفلة بحروق مختلفة في فمها ؛ كما وصل الأمر إلى حدوث حروق أخرى بالغة في المريء ، وقامت الأسرة بنقلها على الفور إلى المستشفى لعلاجها من تلك الأعراض الخطيرة التي أصابتها .أوضح الأب أن الشركة المنتجة لتلك المنظفات الخطيرة ؛ قد استبدلت الغطاء الآمن الذي كان يصعب فتحه بغطاء آخر يسهل فتحه ؛ وكان نتيجة ذلك الخطأ هو تمكن تلك الطفلة ذات الثلاث سنوات من فتح تلك الزجاجة بكل سهولة .أكد والد الطفلة أيضًا أنه سيقوم بتوكيل محامي من أجل مقاضاة تلك الشركة التي لم تتقن عملها ، ولم تنبه الناس من خطورة تلك المنتجات التي قد تقضي على حياة الإنسان ؛ مما يلزم معاقبتهم قضائيًا .لم ينته الأمر عند ذلك الحد ؛ بل طالب والد الطفلة وزارة التجارة بأن تقوم بسحب كل المنتجات التي تمثل خطورة على حياة الأشخاص ؛ حتى يتم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للحفاظ على سلامة الأفراد .وقام الأب أيضًا بمطالبة وزارة التجارة بأن تُلزم تلك الشركة التي تسببت في كارثة ابنته أن تعيد ذلك الغطاء الآمن الذي كان موجودًا في السابق ؛ حتى لا يستطيع الأطفال فتحه ؛ كما طلب بكتابة التحذيرات اللازمة لتوضيح خطورة تلك المنتجات على حياة الإنسان .تعرضت الطفلة الصغيرة إلى الوقوع تحت وطأة الإهمال الشديد ؛ نتيجة عدم الحرص على تقديم المنتجات الخطيرة بالشكل الدقيق الذي يحمي حياة الأشخاص بشكل عام والأطفال بشكل خاص ؛ حيث أن عقولهم لا تستوعب خطورة تلك الأشياء عليهم .لا يخلو ذلك الأمر أيضًا من وجود إهمال أسرى ؛ حيث أن الأسرة هي المسئول الأول عن الأطفال داخل نطاق المنزل ؛ لأن الصغار قد يتسببون في الكثير من المصائب التي قد تصيبهم أو تصيب كل الأسرة .قد يتسبب الإهمال الأسري في حدوث مصائب عديدة تعود عليهم جميعًا بالضرر الجسدي والنفسي والمادي ؛ وهاهي تلك الصغيرة التي احترق فمها ترقد في المستشفى تعاني من الألم الذي يداهمها نتيجة عدم إدراكها لخطورة ذلك المنتج ، وهاهي الأسرة تعاني من ذلك الألم الذي تشعر به ابنتهم ؛ حيث يختلط شعورهم بالحزن على آلام ابنتهم مع شعورهم بالذنب تجاهها ؛ نتيجة وضع ذلك المنتج بمكان كان في متناول يدها .يؤدي الإهمال وعدم الحرص إلى المعاناة النفسية الشديدة ؛ والتي يشعر بها كل أفراد المجتمع ؛ نتيجة ما قد يُصيبهم من مصائب كبيرة أو ما قد يُصيب غيرهم ، تُعتبر الطفلة ذات الثلاث سنوات مثالًا حيًا لغيرها من الأطفال الكثيرين ؛ والذين قد يصبحوا في مثل موقفها إذا حدث إهمال ، وهناك أيضًا ما قد عانى بالفعل من أمثال تلك الكوارث من الكثيرين الذين راحوا ضحايا الإهمال .يتوجب على المجتمع بأسره الحرص على أرواح الأشخاص ، وعلى كل مسئول أن يُقدم أفضل ما لديه سواء داخل الحياة العامة ؛ أو داخل نطاق الأسرة ؛ حتى لا تصبح حياة هؤلاء الصغار في خطر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك