خصلة الكذب واحدة من الخصال الذميمة التي نهانا عنها الله سبحانه وتعالى ، لما فيها من الأضرار البالغة بالروح الإنسانية وبمن حولها ، ولا فرق بين كذب أبيض أو أسود فالكذب يهلك صاحبه حتى ولو بعد حين ، أما الصدق فمنجاة في كل حين .وعن تلك الصفة يروي شاب قصة غريبة وقعت معه ، حيث يقول : كنت أعمل أنا وابن عمي في مطعم من مطاعم المدينة ، وقد كنت شابًا متدينًا ملتزمًا ، لا أترك الصلاة قط وأتقي الله في كل قول وفعل ، لم أكن لأكذب أبدًا .وذات يوم جاءني ابن عمي هذا ، وطلب مني أن أكذب كذبة صغيرة ؛ حيث كان يود أن يأخذ أجازة قصيرة من المطعم للسفر مع بعض أصدقائه ، ولكن المسئولون هناك كانوا يرفضون دائمًا مثل تلك الأجازات في ذلك الوقت من السنة.حيث يكثر العمل وتتوافد الزبائن ، لذا كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن أن أساعد بها ابن عمتي هي أن أكذب وأقول لهم أنه تعرض لحادث بالسيارة في الوادي ، وانجرفت منه السيارة وأصيب من جراء الحادث .هنا بدأت الأمور تتفاقم وشعرت بالصراع النفسي يكاد يقتلع أنفاسي ، فأنا لم أعتد على الكذب ، ولكن الشيطان تسلل إلى عقلي ولعب به ، حتى خيل لي أنها كذبة صغيرة وستنتهي بسرعة ولن يعلم بأمرها أحد من المسئولين .وبالفعل في اليوم التالي وبمجرد وصولي للمطعم أخبرت المدير بتلك القصة الملفقة ، فمنح ابن عمي الأجازة التي أرادها فسافر مع أصدقائه ، وبعد بضعة أيام انتهت أجازته وعاد إلى العمل ، فركبت معه سيارته بعد انتهاء الدوام ليوصلني إلى المنزل كما اعتدنا دائمًا .ولكنه في هذا اليوم كان مرهقًا ويبدو عليه التعب ، فطلب مني أن أقود السيارة نيابة عنه ، وبالفعل بدأت بالقيادة وكان الطريق طويل فنام ابن عمي ، أما أنا فكنت أغالب النعاس وأقاوم حتى أفقت على حادث خطير .فقد انجرفت السيارة إلى الوادي وكادت أن تهوي بنا ، ولكن حمدًا لله الذي نجانا فلم يصبنا شيء ، شعرت وكأنها رسالة من الله تذكرني بكذبتي ، فنفس القصة التي حكيتها للمدير حدثت معي ، وهنا أيقنت أن هذا درسًا من الله عزوجل حتى ألتزم الصدق ولا أكذب ثانية ، ومن يومها قررت ألا أكذب مهما حدث ، وعاهدت ربي على الصدق الدائم .