قصة الأشقاء الثلاثة

منذ #قصص اجتماعية

إن التحدي والإصرار يخلقان النجاح والتفوق في كل المجالات ؛ حيث خُلق الإنسان من أجل عمارة الأرض وعبادة الخالق والسعي من أجل الرزق ، ولم يقتصر التحدي على البالغين فقط ؛ لأن الصغار أيضًا في حالة سعي في دراستهم وتدريباتهم وممارسة هواياتهم ؛ كلها أمور متعلقة بالسعي من أجل الحصول على جيل قوي يتحدى كل الصعاب .لقد حقق ثلاثة أشقاء صغار نجاح فائق وعظيم في مسابقة عالمية للحساب الذهني UCMAS ؛ والتي سافروا من أجلها إلى ماليزيا حيث المقر الرئيس لإقامة المسابقة خلال هذا العام ، لم يمنعهم صغر سنهم من تحقيق التحدي الذي أثمر عن التفوق المُشرف .وتُعتبر مسابقة الحساب الذهني من المسابقات المهمة التي تعمل على تنمية قدرات الأطفال من سن الرابعة وحتى الثانية عشر وهو برنامج يُطلق عليه اسم يوسي ماس ؛ ومن أهم أهدافه هو تشجيع الأطفال على الوصول إلى درجات عالية من الثقة في الذات أثناء إجراء العمليات الحسابية وعدم الخوف من مادة الرياضيات ؛ وذلك عن طريق استخدام طرق علمية حققت نجاحًا هائلًا ، وأثبتت المسابقة أن المتسابقين لديهم سرعة بديهة ؛ وانتباه ؛ وإبداع ؛ وثقة بالنفس .سعى الأب لتحقيق حلمه الأكبر وهو أن يرى أبنائه الثلاثة في تلك المسابقة من أجل أن يحقق لهم السعادة والنجاح ؛ فقام بتحمل جميع النفقات الخاصة بمتطلبات السفر إلى ماليزيا ؛ ثم رافق أبنائه إلى رحلة النجاح والتفوق والإبداع .الشقيق الأكبر يُدعى يوسف وهو تلميذ بالصف الرابع الابتدائي ؛ يمتلك مواهب خاصة ومميزة ؛ مما جعله يحصل على المركز الثاني على مستوى العالم في مسابقة الحساب الذهني لمستوى Level 1 ، والشقيق الأوسط اسمه عبدالله الذي يدرس بالصف الثالث الابتدائي ؛ وقد تفوق بنفس المسابقة وتمكن من الحصول على المركز الثالث وذلك لمستوى KG2على مستوى العالم .أما الشقيق الثالث والأصغر اسمه عبد العزيز وهو تلميذ بالصف الثاني الابتدائي ؛ والذي استطاع أن يتفوق بحصوله على المركز الثالث بنفس المسابقة العالمية بمستوى KG1 ؛ وهكذا أصبح الثلاثة أشقاء متفوقين بمسابقة عالمية واحدة .كانت فرحة الأب عارمة ؛ حيث شعر أنه زرع هؤلاء الأبناء الثلاثة ليطرحوا تفوقًا ونجاحًا فائق النظير في تلك المسابقة العالمية التي أثبتت مدى القدرات الذهنية التي يتمتع بها أبنائه الثلاثة رغم صغر سنهم .قام الأب بتحمل كل تكاليف التدريبات الخاصة بالمسابقة ؛ وتكاليف السفر إلى ماليزيا ؛ وكافة المتطلبات ؛ وذلك لأنه كان مؤمن بقدرات أبنائه الثلاثة ؛ مما جعله يقوم على تشجيعهم والسعي من أجل تحقيق حلمه وحلمهم ؛ حيث كان حلم الوصول إلى المسابقة العالمية للحساب الذهني حلمًا مشترك بين الأب وأبنائه .حينما عاد الأب إلى أرض الوطن أقام احتفالًا خاصًا بمنزله من أجل أبنائه الذين تفوقوا في تلك المسابقة العالمية المعروفة باسم الحساب الذهني أو يوسي ماس ، وأعرب عن أمنيته بتكريم أبنائه من الهيئات التعليمية مثلما تم تكريمهم في ماليزيا .لم يكن ذلك الدعم الأبوي لهؤلاء الأشقاء هو الأول من نوعه في تلك المسابقة ؛ ولكنه قام بمساعدتهم في العام السابق وقدّم لهم بمسابقة الحساب الذهني ؛ والتي أقيمت في ذلك العام الماضي بدولة الإمارات العربية المتحدة ؛ حيث تكفل بجميع المصروفات الخاصة بتلك المسابقة أيضًا ؛ وذلك ليحصد ثمرة نجاحهم وتفوقهم .يرى الأب أن تشجيع الأبناء والسعي من أجل تحقيق أمنياتهم وتنمية مواهبهم وقدراتهم يُعتبر أكبر استثمار يمكن أن يقوم به الإنسان في حياته ؛ لأن الأبناء هم ثمرة هذه الحياة التي يهبها الله سبحانه وتعالى للإنسان ولابد أن يحافظ علي تلك الثمرة ، وعلى كل إنسان أن يعمل جاهدًا من أجل أن يحصد خير ثمرة حياته .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك