قصة عطر الملائكة

منذ #قصص اجتماعية

حلم يقظة ، مع الوقت تخف وتيرة أحلام اليقظة ، مع الوقت تصغر الأحلام ، حلم يقظة واحد يراودني دائمًا : مراسم دفني ..أراقب ، ميتة ، ردة فعل الناس وتأففهم من خلف عيني المغمضتين ، حول تنفيذ وصيتي الغريبة ، شكل دفني !مراسم الدفن :
سيناريوهات عديدة لم أرسو على بر منها بعد ، مرة أتخيل طقس دفني حرقاً على الطريقة الهندوسية ، يرمى رمادي بعدها في المحيط نكاية في ديدان الموت ، ومرة أخرى أطلب أن اسجى جلوسا ، ببنطلون من الجينز وبلوزة زهرية اللون مكشوفة الأكمام أحضرتها خصيصًا لهذه المناسبة ..حذاء رياضي مع قليل من المكياج يخفي الاصفرار وتجمد الدم في العروق ، وربطة ذيل الحصان في شعري ، بينما تستقر في يدي وردة بيضاء ، ومصور محترف يلتقط آخر صور لآخر خدعة اسمها الحياة !مراسم دفن مختلفة :
لارجال دين في مراسم الدفن !.. أحيانا أتخيل مراسم دفني على شاطئ البحر ، ديث بارتي ، وأخرى في مسرح صغير جداً تحت الأرض ، مسرح بيروت لا يشكو من شيء ، .. ومرة أخرى على متن طائرة وأخرى في حقل قمح شاسع .مرات أتخيل مراسم دفني في مكتبة عامة ، حددت بنفسي بطاقات الدعوة إلى هذا الحفل ، لا أريد لكل من هب ودب أن يأتي ليشهد على ذهابي ، عدد المدعوين إلى المكتبة العامة محدود ، سيتلو كل واحد منهم بضعة أسطر من كتب أحبها ، بينها بعض مقاطع من كتب الأدب العالمي الخالي من الكوليسترول والابتذال .مراسم دفن دافئة :
أحيانا أستسلم لمراسم دفن كلاسيكية ، مسجاة بفستان أحمر على فراش أبيض وشراشف مطرزة بالأحمر ، لهذا الفراش ميزتان : الأولي ، موضوع على الأرض ، والثانية : أنه مزود بأحداث صراعات التكنولوجيا ، قادر على أداء عمل السخان ، فسترى جثتي سخونة اصطناعية ، فقط من أجل من سيطبعون قبلتهم الأخيرة على خدي ، فلا يفاجئهم جمودي وبرودتى ، ولا تسري قشعريرة الموت في أجسادهم .عطر الملائكة :
أحلم كثيراً بمراسم دفني ، ربما هي الطريقة الوحيدة التي أتأكد منها من وجودي على قيد الحياة .! حلم نوم ، رأيت في منامي أنني مستغرقة في نوم عميق على سرير مصنوع من نثار الورد الأحمر .. يأتي ملاك يقرأ فوق رأسي تعويذة سحرية ويرشني بماء الزهر ، فتمطر السماء نجوماً تصهرني وتحولني إلى عطر محدود الكمية ، عطر الملائكة ..

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك