لا تخلو حياة كل امرأة منا من المشاكل والخلافات ، ولكن بالحب والتفاهم يستطيع الزوجان تخطي الأمور وإكمال المسيرة ، ولكن التقليل من شأن المرأة وتسفيه عملها ، وعدم الأخذ برأيها يجعلها تشعر أن وجودها كعدمه .وهو الشعور الذي يقتل الحب والقدرة على المثابرة والصبر على العوائق والأزمات ، لذا على كل زوج أن يراعي زوجته ويمنحها بعض الاهتمام ، و الإطراء على ما تفعله من أجل أسرتها حتى تقدم أفضل ما عندها دون كلل أو ملل .بداية القصة :
عاد الزوج في مساء أحد الأيام من عمله كعادته ، ولكنه فوجئ بأطفاله الثلاثة أمام باب المنزل ، يلعبون بالطين وملابسهم متسخة ولم تُستبدَل منذ الصباح ، وفي الباحة الخلفية كانت صناديق الطعام ملقاة على الأرض ، والأوراق مبعثرة في كل مكان كما كان باب سيارة زوجته مفتوحًا ولا أحد بالسيارة .وحينما سار خطوات إلى الأمام وجد باب المنزل مفتوحًا على مصراعيه ، فدخل وإذا به يجد المنزل في فوضى عارمة حتى أنه شعر أنه أخطأ الدخول بمنزل أخر ، فقد كان صوت التلفاز مرتفعًا بدرجة كبيرة ، وسجادة الردهة مكومة إلى جانب جدار الحائط .ولما تقدم خطوتين إلى الأمام تعثر في لعب الأطفال ، وكاد أن يسقط على وجهه فقد كانت منتشرة في جميع أنحاء المنزل ، وفي غرفة المعيشة كانت الملابس متناثرة على الأرض وأماكن الجلوس .فهرع إلى المطبخ ليوبخ زوجته ويسألها عن سبب كل هذا الهرج والمرج ، فوجد الحوض ممتلئًا بالأطباق عن أخره ، وباب الثلاجة مفتوحًا على مصراعيه ، وتعجب كثيرًا حين رأى طعام الإفطار مازال كما هو على المنضدة .قفزت إلى ذهن الرجلة فكرة سيئة بأن زوجته قد أصابها مكروه ، فالمنزل لم يكن في تلك الحالة من قبل ، قفز الرجل على السلم متخطيًا اللعب المكدسة والملابس المبعثرة ، متجهًا إلى غرفة النوم ليرى زوجته .وبينما هو سائر رأى قطرات المياه تتسرب من الحمام إلى الخارج ، والمناديل ملقاة على الأرض ورغاوي الصابون تكسو المكان ، فزاد يقينه بأن مكروهًا أصاب زوجته ، واندفع على الفور إلى الغرفة .فتفاجئ برؤية زوجته في قمة أناقتها جالسة على السرير تقرأ رواية ، وحينما رأته سألته بوجه مبتسم وصوت عذب عن يومه ، فنظر إليها في دهشة وسألها ما الذي حدث اليوم ؟ ، فقالت له : في كل يوم تعود فيه من عملك تسألني مستنكرُا ، ما الشيء المهم الذي كنتِ تفعلينه طوال اليوم ، أليس كذلك ؟فقال الزوج بلى ، فقالت حسنًا أنا اليوم لم أفعل شيئًا مما كنت أفعله كل يوم ، ففهم الزوج المغزى الذي كانت تريد الزوجة توصيله من خلال تصرفها هذا ، وعرف قيمة زوجته في المنزل ووعدها ألا يستنكر أو يقلل من عملها مرة أخرى .