قصة جزيرة سانتوزا

منذ #قصص اجتماعية

بما أنني أوشكت على مغادرة سنغافورة ، فقد حان الوقت لوصف الأشياء التي كنت أتمنى أن أشاهدها هناك ، ولكن رأيتها فقط من بعيد ، نعم لا تتعجبوا ، فمن هذا الذي يمكنه المشاهدة والتمعن في كل شيء في بلد ما حتى أهله ؟في الأساس زيارة عمل :
وكم منا من لم يشاهد أماكن كثيرة في كل مكان على الرغم من أنها مقصد مهم لكثير من السائحين الأجانب ، وأعرف أناسا لم يغادروا مسقط رأسهم حتى احتضنهم تراب هذا المسقط ، والتجربة السنغافورية الصناعية والتجارية والسياحية جديرة بالدراسة والتمعن ، وليس لمجرد المرور عليها نظراً لضيق الوقت ، فالزيارة أساسًا زيارة عمل ، فلم تكن الزيارة بغرض السياحة والتسوق .السياحة في سنغافورة :
والحقيقة بأن الاحاطة بكل ما تحتويه سنغافورة من أماكن تستحق الزيارة  هي شيء في غاية الصعوبة حتى للسائح ، فالبلد المكون من جزيرة واحدة كبيرة وعدة جزر صغيرة تحيط بها ، يمثل بانوراما متكاملة من التصنيع والتجارة والترانزيت والسياحة والتسوق والترفيه ، في منظومة على أعلى مستوى ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحيط بها في زيارة واحدة ولا حتى في عدة زيارات ، فسنغافورة تتغير كذلك في كل مرة تراها فيها ، ولهذا قد حان الوقت للتقصي عن الأماكن التي مرت كلقطة سريعة وعلقت بالذاكرة بالأسماء والروايات فقط .جزيرة سانتوزا :
والأماكن والقصص كثيرة ومتعددة ، منها ما حدث بالفعل ، لكن حكاية واحدة هي التي لفتت انتباهي ، هذه الحكاية كانت عن جزيرة استوائية ، مررت عليها ورأيتها فقط من بعيد ، فلم تكن هناك فرصة لزيارتها مع الأسف ، على الرغم من أنني كنت أرى الأشجار والحيوانات على مرمى البصر ، في جزيرة كاملة وقد جعلوا الوصول إليها بعدة وسائل مواصلات ، على رأسها التلفريك ، مثل ذلك المنتشر في جبال الألب بسويسرا ، وتلك الجزيرة تسمى سانتوزا .معالم الجزيرة :
وجزيرة سانتوزا جزيرة صغيرة الحجم ، لكنها عظيمة المحتويات ، فهي ليست مجرد حديقة استوائية ، وإنما حديقة حيوانات فقط ، وعلى رأس الحيوانات الموجودة بها الأسد الأبيض النادر جدا ، الذي اتخذته سنغافورة شعارا لها ، ذلك الشعار الذي برأس أسد وبجسم سمكة ويسمى Merlion بل ان كلمة Singapura  نفسها بلغة الملايو ، تعني باللغة العربية معبد الأسد .فالأسد في سنغافورة يعني الكثير تاريخيًا وثقافيًا ، وشعار الدولة موجود في أكبر ميادين البلد وكذلك أمام المباني الحكومية ، ولهذا يوجد ذلك الأسد ضمن أشهر حيوانات الحديقة ، وكذلك النمر الأبيض ، ويبدو أن كل شيء في سنغافورة أبيض في أبيض ، فسنغافورة من البلاد التي تأتي لأمثالنا فقط في المنام !مميزات الجزيرة السياحية :
ويوجد بالجزيرة كذلك الأكواريوم ، وهو عبارة عن أحواض زجاجية يمكنك من خلالها مشاهدة الأحياء البحرية على تنوعها ، وبها كذلك حديقة للفراشات وحديقة للحشرات ، وتتميز الجزيرة برمال شواطئها البيضاء ، التي تنتشر عليها أشجار النخيل الاستوائي ونخيل جوز الهند ، كما توجد بالجزيرة قلعة تحيط بها تماثيل لجنود ومدافع منصوبة ، وبها أربع فنادق على أعلى مستوى ، تقدم خدمات الاستشفاء والتدليك والمساج ، لرواد الحديقة من السائحين ، وكل هذا على عهدة الراوي الذي زار الحديقة وحكى لي !استغلال الموارد :
لكن الملاحظ في تلك الحديقة ، أنها لا تختلف كثيراً عن جزيرة النباتات التي توجد في مصر في أسوان ، والتي أنشأها الخديوي اسماعيل ، والتي لا ينقصها إلا التلفريك وبعض الترويج السياحي ، حتى يأتي لها السائحون كذلك من كل أنحاء العالم .ويجب أن نعي أنه ليس مهماً أن تكون للدولة موارد طبيعية ، لكن المهم أن يتم استغلال تلك الموارد بصورة تعود بالنفع على اقتصادها ، وبالتالي على مواطني تلك الدولة ، وجزيرة سانتوزا خير مثال على ذلك .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك