إن الحياة لا تتوقف عند فقد عزيز أو ضياع قريب ، وما يكون نقطة لضعفك قد يتحول فجأة ليصير مصدر لقوتك ، لذا لا تبتئس وكن دائمًا على يقين أنه الله يختار لك الأنسب ، حتى وإن ظننته الأسوأ .أظلمت الدنيا في وجه الصبي الصغير الذي لم يجاوز العشر سنوات ، بعد تعرضه لحادث كبير فقد فيه ذراعه اليسرى ، وحتى يثبت لنفسه أنه مازال قادرًا على مجاراة الصبية في مثل سنه قرر تعلم رياضة الجودو والانغماس بها .بدأ الصبي دروسه مع معلم ياباني عجوز ، كان الصبي يتقدم بسرعة ولديه حماس كبير في التعليم ، ولكن أكثر ما كان يزعجه أنه خلال ثلاثة شهور لم يتعلم سوى خطوة واحدة ، لذا سأل الصبي معلمه عن خطوات جديدة يتعلمها ، ولكن المعلم قال له أن تلك الخطوة هي كل ما يحتاجه الأن .لم يفهم الصبي سبب رد معلمه ، ولكنه خمن أنه يؤجل الخطوات الصعبة ريثما يقضي الصبي عدة شهور في التدريب ، وبالفعل ظل الفتى يتدرب حتى شارك في أول بطولة له واستطاع أن يفوز فيها بسهولة ، وتبعتها البطولة الثانية وفاز فيها الصبي بنفس تحركه الوحيد الذي علمه اياها المعلم العجوز .وجاءت البطولة الثالثة وكانت أصعب من سابقيها ، ولكن استطاع الصبي الفوز فيها أيضًا وبعدها تأهل لخوض بطولة كأس العالم ، ووصل للمباراة النهائية وكان الخصم فيها أقوى وأكبر بالمقارنة مع الصبي ، لذا تدخل الحكم وكان على وشك ايقاف المباراة حتى لا يتأذى الصبي .ولكن في اللحظة الأخيرة تدخل المعلم وأصر على إكمال الصبي المباراة ، فلعب الصبي بنفس الخطوة التي تعلمها أثناء المباراة كلها ، ولم يبدل في الخطوات مثل منافسه ، وأثناء المباراة أخطأ اللاعب المنافس فاستغل الفتى خطأه وانقلبت المباراة لصالح الصبي على عكس ما توقع أغلبية الحضور .فرح الصبي كثيرًا بفوزه وأخذ يعانق مدربه ، فقال له المدرب : أتعرف لماذا كنت أقل لك دائمًا أن تلك الخطوة هي كل ما تحتاجه الآن ؟ فنظر الصبي إليه في اهتمام ، فقال المعلم : لأن تلك الحركة من أصعب الحركات وأكثرها شمولًا ، والسبب الأهم هو أن الحل الوحيد للتخلص من تلك الحركة هو نزع الذراع اليسرى للاعب .هنا أدرك الصبي أن نقطة ضعفه كانت سر قوته ، وأن ذراعه المبتورة هي التي مكنته من الوصول لنهائيات كأس العالم والفوز بالكأس الذهبية ، فالله سبحانه تعالى لا يمنع أمرًا إلا لخيرًا .