يساعد تعلم الإسعافات الأولية في إنقاذ حياة الكثيرين ؛ وتجنب حدوث الكثير من الكوارث التي قد تأتي نتيجة ظروف طارئة ؛ وعدم المقدرة على التعامل معها بصورة مناسبة للموقف ، لذلك فإن للإسعافات الأولية ضرورة حياتية بالغة الأهمية في العديد من المواقف التي قد يتعرض إليها أي إنسان وفي أي مكان .تعرضت إحدى المعلمات بمركز تخاطب لموقف صعب مع إحدى الطالبات ؛ حيث قد أُصيبت الطالبة بغُصة مفاجئة ، وأصبحت تتنفس بصعوبة بالغة ؛ مما جعل المعلمة تتوقع حدوث انسداد كلي أو جزئي داخل مجرى التنفس ؛ وهو الذي أدى إلى الوصول إلى تلك الحالة .أدركت المعلمة أنها أمام كارثة و لابد من التدخل السريع ؛ قبل أن تفقد الطالبة القدرة على التنفس بشكل نهائي ؛ حيث قالت المعلمة أنها تفاجئت هي وبعض زميلاتها بدخول تلك الطالبة عليهن ؛ وكانت تستغيث مما حدث إليها ؛ حيث كانت تقوم بإصدار أصوات غريبة بصورة هيستيرية مخيفة أثناء قيامها بعملية التنفس ؛ وكأنه كان تنفس نزاعي .أكدت المعلمة أنها قامت بشكل سريع وفوري بتطبيق ما يُسمى في الإسعافات الأولية باسم “مناورة هيمليك” ؛ وهي طريقة استخدمتها من أجل إنقاذ حياة الطالبة ؛ حيث وقفت خلفها ؛ ثم قامت بالضغط على المنطقة التي فوق السرة إلى الأعلى ؛ بعد أن فعلت ذلك استطاعت الطالبة أن تُخرج قطعة علك من حلقها ؛ وهي التي قد تسببت لها في تلك الحالة التشنجية ؛ لأنها قامت بانسداد المجرى الهوائي ؛ مما جعلها تجد تلك الصعوبة الشديدة في التنفس .أصبحت الطالبة بعد خروج قطعة العلك من فمها ؛ قادرة على التنفس بصورة طبيعية ؛ عادت من خلالها إلى الحياة بعد أن صارعت الموت ؛ نتيجة ابتلاعها قطعة العلك بشكل خاطئ ، كان الموقف شديد الصعوبة على الحضور وعلى الطالبة ، ولو لم تستطيع المعلمة أن تستخدم الطريقة التي تعرفها في الإسعافات الأولية ؛ فلربما كانت وقعت الكارثة الكبرى ؛ وهي أن الطالبة كانت من الممكن أن تفارق الحياة .أكدت المعلمة أنها قد قامت بتعلم المهارات الخاصة بالإنقاذ ؛ حينما قامت بحضور واحدة من دورات الخاصة بالإسعاف بهيئة الهلال الأحمر ؛ وذلك من أجل مساعدة الحالات الطارئة التي قد يصيبها ضرر معين مثل الذي حدث مع تلك الطالبة ، لتترك المعلمة أثرًا طيبًا في نفوس الموجودين ؛ بعد حالة القلق الشديدة التي تعرضوا لها .أثبت الدور الذي قامت به المعلمة في إنقاذ الطالبة ؛ أن تعلم المهارات الأساسية في مجال الإنقاذ من بعض الأعراض التي قد تُصيب أي شخص في أي زمان ومكان ؛ إنما هو أمر غاية في الأهمية ؛ حيث أن هناك بعض الحالات الطارئة التي قد تفقد حياتها نتيجة ضياع الوقت دون إسعافهم ؛ وذلك لأنهم يحتاجون إلى حل فوري وسليم ؛ ولابد ألا يتعامل الإنسان مع مثل تلك الحالات بشكل عشوائي ؛ حتى لا يكون هو السبب الرئيسي في حدوث الكارثة الكبرى .هناك الكثير من الأمور المهمة التي تُستخدم في حالات الإسعافات الأولية ؛ والتي من المفترض أن يسعى كل أفراد المجتمع لتعلمها كلما أتيحت الفرص لذلك ؛ لأنهم بذلك قد يساهمون في إنقاذ طفل داخل الأسرة أو طالب في المدرسة أو شخص في الشارع ؛ أو في أي مكان ؛ حيث أن الحوادث الشخصية هي حالات طارئة ومفاجئة تحدث في أي وقت أو أي مكان ؛ مثل الإصابات بالجروح أو الحروق أو مثلما حدث في حالة الطالبة المذكورة ؛ وهي حالة ابتلاع علك أو أي شيء أخر قد يقف حاجزًا للتنفس .ومن الجدير بالذكر أن مناورة هيمليك أو ضغوطات البطن هي واحدة من المهارات المهمة التي يتم اتباعها من أجل إنقاذ الحالات التي يحدث عندها انسداد في مجرى التنفس ، ويقوم المُنقذ في تلك الحالة بالوقوف خلف الحالة المصابة ؛ ثم يقوم بالضغط على الحجاب الحاجز ؛ مما يؤدي إلى زيادة الضغط على الرئتين ؛ ويحدث عن ذلك ضغط على الجسم الغريب داخل القصبة الهوائية ؛ مما يؤدي إلى طرده خارج الجسم ؛ وبالتالي يتم إنقاذ الشخص المصاب .