قصة البلاط الملكي

منذ #قصص اجتماعية

انكمشت في فراشي كعادتي كل ليلة ، عندما ينسدل الظلام بستائره الكئيبة ، وأنا أرتجف في فراشي الوثير ، داخل بلاط القصر الذي قضيت به معظم أيامي ، وأنا أرهف سمعي وأتوقع أن ينفتح باب حجرتي بكل قسوة ، لظهر على أعتابه ذلك الوحش ليلتهمني .الحلم الجنوني :
وظل هذا الحلم يرافقني ثلاثين خريفًا ، تمنيت أن أقتل أحلامي معه ، وأنا أرتجف رعبًا لمجرد الفكرة ، وأنا أستمع لطقطقى الساعة وهي تدق في رتابة ، تكاد تفقدني جنوني ، كل ليلة داخل ذلك الصرح المهيب ، الذي يفيض بالشقاء والمرارة والوحدة .عصيبة بالغة :
في تلك الليلة كدت أن أفقد عقلي بذلك الصوت ، يسلبني عقلي وقفزت من فراشي ، لأجذب الستائر المخملية ، وأسقطها على الأرض ، وعقدت تلك الأشوطة في طرف فراشي بعصبية بالغة لم أفهم لها سببًا .مغادرة القصر :
فقد كنت أريد أن أغادر القصر وبأي شكل من الأشكال ، وألقيت نظرة على الحديقة وأنا أرى القماش المخملي يتدلى ، وأمسكت بحافة النافذة ، وأنا أؤرجح جسدي الضئيل خارجًا لأتشبث ، بكل قوة منحتني إياها ذراعاي ، لأبدأ خطوات نزولي في هدوء وصبر وتأن وأنا أرتجف من فكرة النظر إلى الأسفل .الانهيار والسقوط :
وبعد ابتعادي لعدة بأمتار قليلة من نافذة حجرتي ، أدركت فشل الخطة فقد شارفت قواي على الانهيار ، وترقرقت عيناي بالدموع بينما أنظر إلى نافذتي ، ولمعت عيناي على ضوء القمر ، وتوقف بي الزمن للحظات وكأني أودع فيها حجرتي مسترجعة ذلك الشريط في لمح البصر ، مع كل ضربة سوط تلقيتها ، وكل اغتصاب تعرضت له في تلك الليلة .ذكريا البلاط الملكي :
وفي خضم الذكريات هبت نسمة من الرياح جلبت القشعريرة إلى جسدي وارتفع معها صوت نباح الكلاب ، وبحركة غريزية اقتلعت يدي لثانية من حول القماش وسقطت بكل صمت ، دون أن أطلق صيحة ، وعيناي متجمدتان على نافذة غرفتي ، ويتحول كل شيء حولي إلى ظلام يزحف إلى نظري ، وأغلقها في صمت ، وصوت باح الكلاب يقترب ، وصوت الحرس يرتفع في جلبة ، ولكنني استسلمت لأهتف في خفوت بالغ وعيناي مازالتا متعلقتان على النافذة : وداعًا ..لأغلقهما هذه المرة .. وإلى الأبد.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك