قصة تبًا لتلك الشهرة

منذ #قصص اجتماعية

أعلن أنني لن أتزوجها ، وهي تعلم ذلك أيضا ، لكنني لم أكن أستطيع أن أحيا بدونها يومًا واحدًا ، بل ساعة واحدة ، فقد كانت بالنسبة لي هي كل الدنيا ، كانت لي هي كل الأشياء ، لازلت أذكر أنها كانت السبب الرئيس فيما وصلت إليه الآن ..انها زوجتي الحبية :
لكنني افتقدتها بعد أن أوصلتني إلى القمة ، يجول كل ذلك بخاطري وأنا أعلم أن المذيع التلفزيوني ينتظرني كي أجاوبه على سؤاله الأخير ، أبتسم ابتسامة دون روح ، أجيبه بنفس الاجابة الكاذبة التي أمقتها ، نفس الإجابة التي طالما كررتها في كل مقالاتي التليفزيونية ، نفس الاجابة التي زادت من شهرتي أكثر وأكثر كشاعر كبير : إنها زوجتي الحبيبة .الملهمة :
ملهمتي في كل وقت وفي كل أوان ، يروق للناس دومًا ، أن يروا الانسان الناجح مستقرًا في حياته الأسرية ، يعشقون رؤيته في صورة المحب لزوجته ، المستقر في بيته ، يشيدون به ويلتفون حوله أكثر إذا ما رأوه كذلك .لذلك كان لزاما على أن أكذب ، لكن كل ذلك لا يعنيني ، ما يعنيني الآن هو أنني لا أستطيع أقابل حبيبتي في الأماكن العامة بعد أن أصبحت مشهورًا ، يجول طيفها في خيالي وأنا أتهيأ للرحيل من مبنى التلفزيون ، كانت تقرأ أشعاري وتعجب بها بينما كانت زوجتي تسخر مما أكتبه !ملهمتي منذ أشهر طويلة :
كنت أهرب إليها متعللاً بأنني أريد أن أريها قصيدة جديدة ، لكنها في الحقيقة كانت تلهمني أكثر وأكثر ، كانت دائمًا تشجعني على أن أطرق أبواب دور النشر المختلفة ، بل هي من ساعدتني في التعرف على بعض الناشرين ، فقد كانت الملهمة ، وكانت الدليل ، لقاء تلفزيوني آخر ، يسألني المذيع هذه المرة سؤالاً غريباً ومختلفًا : لم توقفت عن كتابة الشعر طوال تلك المدة الطويلة ؟ أين هي أعمالك وإبداعاتك الجديدة ؟ لا أعلم بماذا أجيب هذه المرة ، لم أتقابل مع ملهمتي منذ أشهر طويلة ، ولم أكتب بيتًا واحد من الشعر منذ أمد بعيد .الحقيقة والإلحاح :
هل أصارحه بحقيقة ملهمتي الحقيقية التي كانت سببًا التي كانت سببًا فيما وصلت إليه ؟ أأهدم منزلي المستقر كي أتمكن من كتابة الشعر مرة أخرى ؟ ألح ذلك المذيع في سؤاله ، أحرجني كثيرًا بإلحاحه هذا ، ألح المذيع بالسؤال وكأنه يضع ملحًا فوق جرحي ، جعلني الألم على الملأ أعلن اعتزال فرض الشعر إلى الأبد .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك