قصة نجاح مؤسس شركة دِل

منذ #قصص نجاح

اسمه مايكل سول دِل ، ولد يوم 23 فبراير عام 1965م  ، وعندما وصل إلى سن الثالثة عشر اتخذ بيت والديه مقراً لنشاط تبادل طوابع البريد عبر الطلبات البريدية ، فحقق في بضعة شهور أرباحاً قاربت الألفي دولار ، وعندما كان عمره 15 عام  قام بتفكيك حاسوبه الجديد أبل 2 إلى قطع صغيرة متناثرة ثم أعاد تجميعه مرة أخرى ليرى إن كان يستطيع ذلك ، وفى عمر 16 عام احترف بيع اشتراكات الجرائد اعتماداً على قوائم المتزوجين حديثاً فحصد أرباحًا فاقت 18 ألف دولار ، وتمكن من شراء سيارته الأولى بي ام دبليو عمره وهو في عمر 18 عام .في عام 1984م التحق مايكل سول دل بجامعة تكساس في مدينة أوستن الأمريكية ، وانطلاقاً من غرفة نومه في مكان طلاب جامعته ، أسس شركته بي سيز المحدودة لبيع أجهزة الكمبيوتر المتوافقة مع أجهزة آي بي إم والتي كان يقوم بتجميعها بنفسه .الشركة الوليدة جاء رأس مالها في صورة قرض اقترضه المقاول الصغير من جديه ، وكان باكورة زبائنه زملاء الدراسة في الجامعة الحالمون بامتلاك حاسوب يناسب ميزانياتهم المحدودة.المبدأ الذي اعتمد عليه مايكل دل في بدايته أنه إذا باع مباشرة للجمهور فسيعرف متطلباتهم ويكون قادراً على تلبيتها بشكل سريع ، وهو بذلك يكون قد أخرج الوسطاء من المعادلة ، فهو وجد أن مكونات الحواسيب الجاهزة بالإمكان الحصول عليها وحدها بأسعار أقل ، ومن ثم يقوم هو بتجميعها وحصد فرق السعر لنفسه .بنى مايكل فلسفته على تقديم خدمة أفضل للجمهور بسعر أقل ، وعند بدايته وضع مايكل دل لنفسه هدفاً واضحاً وهو هزيمة شركة آي بي ام ، وفي عام 1985م تمكنت شركته من تقديم أول جهاز كمبيوتر شخصي من تصميمها سمته تيربو بي سي .والذي اعتمد على معالج إنتل 8088 وبسرعة 8 ميجا هرتز ، وركزت دعايات هذا الجهاز الجديد في المجلات المهتمة بالحواسيب على مبدأ البيع المباشر إلى الجمهور دون وسطاء وعلى إمكانية تجميع الأجهزة وفقا لما يريده كل مستخدم ، وحسب مجموعة من الخيارات المتوفرة.هذا العرض قدم للمستخدمين أسعار بيع أرخص من السوق ، لكن مع مصداقية أكبر مما لو كان كل مستخدم قام بتجميع جهازه بنفسه ، ورغم أنها لم تكن الشركة الأول في تطبيق هذه الفكرة التسويقية ، لكن شركة بي سيز المحدودة كانت أول من نجح في تطبيقها .هذا النجاح دفع مايكل دل لأن يترك دراسته ليركز على إدارة عمله الجديد بدوام كامل ، إذ أن شركته حققت أرباحاً إجمالية فاقت 6 مليون دولار أمريكي في سنتها الأولى ، وفي عام 1987م افتتح مايكل فرع شركته في العاصمة الإنجليزية لندن ، وفي عام 1988م حول مايكل اسم شركته إلى شركة حواسيب دل .في عام 1992م ضمت مجلة فورتشن الأمريكية شركة دل إلى قائمتها لأكبر 500 شركة ، وفي عام 1996م ، وبدأت دل بيع منتجاتها عبر موقع متجرها الإلكتروني على الشبكة البينية إنترنت ، وفي عام 1999م تخطت شركة دل منافستها كومباك في التصنيف لتصبح البائع الأكبر للحواسيب في الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي عام 2003م وافق مساهمو الشركة على تغيير اسمها إلى مؤسسة دل إنكوربريشن لتسهيل دخول الشركة في مجال بيع منتجات أخرى غير الحواسيب.في شهر مارس من عام 2004م بدأت دل دخول عالم الوسائط المتعددة بتعاملها في الكاميرات الرقمية والحواسيب الكيفية ومشغلات الموسيقى وأجهزة التلفزيون ذات الشاشات المسطحة وغيرها ، وشهد هذا الشهر أيضاً تنحي مايكل دل عن منصبه كمدير لشركته واكتفى بعضوية مجلس الإدارة ، مفسحاً الطريق لخليفته كيفين رولنز لتولي هذا المنصب ومتابعة المسيرة.مايكل دل ينتمى للطائفة اليهودية ، وهو من كبار ممولي مواطنه الرئيس الأمريكي جورج بوش في كلتا حملتيه الانتخابيتين ، وفي عام 2005م جاء ترتيب مايكل دل رابع أغنى رجل في الولايات المتحدة الأمريكية ، بثروة تقارب 18 مليار دولار ، مما يجعل ترتيبه الثامن عشر كأغنى رجل في العالم.لا زال مايكل يقطن أوستن الأمريكية في ولاية تكساس مع زوجته سوزان وأولاده الأربع ، وأما شركته التي بدأها فعوائدها الإجمالية تفوق 40 مليار دولار سنوياً ، وتوظف أكثر من 40 ألف موظف ، ولها فروع في أكثر من 170 بلداً ، وتبيع كل يوم منتجات بأكثر من 30 مليون دولار وتبيع حاسوبًا من إجمالي كل ثلاثة حواسيب مباعة في السوق الأمريكية ، وقرابة واحداً من كل خمسة مباعة في العالم ، كل هذا في خلال 17 عاماً منذ تأسيسها.ألف مايكل دل كتاباً سماه مباشرة من دل استراتيجيات أحدثت صورة في الصناعة وقد تناول فيه قصة نجاحه وفلسفة نشاطه التجاري الذي بدأه ، لم تمضي مسيرة الشركة دون عقبات وأزمات ، ففي حقبة التسعينات اشتعلت النار في بعض حواسيب دل النقالة بسبب أعطال فنية .وفي عام 2001م اضطرت الشركة لخفض العمالة لتتعافي من تراجع المبيعات ، على أن أشهر ذلة لسان لمايكل دل حدثت في عام 1997م عندما سأله سائل في ملتقى فني ضم آلاف الحضور ، ما الذي كان ليفعله ليعالج جميع أزمات شركة أبل التي كانت تعاني من مشاكل طاحنة كادت تضع نهاية لها وقتها ، فأجاب مايكل قائلاً كنت لأغلق الشركة وأعيد المال إلى المساهمين .لم ينسى مدير شركة أبل ستيف جوبز  هذه المقولة إذ قال في رسالة بريدية في شهر يناير من عام 2006م  إلى موظفي الشركة أن على مايكل دل أن يبتلع كلماته ويسحبها ، فيومها فاق السعر السوقي لشركة أبل ذاك لدل ومبيعات أبل وأرباحها أكبر من تلك لدل ، على أن مايكل دل يبقى صاحب الكلمة الأخيرة فهو لا زال أغنى من ستيف جوبز .في الأول من فبراير 2007 ، وفي خبر دراماتيكي عاد مايكل دل إلى مقعد الرئاسة ليقود شركته مرة أخرى بعدما تتالت الإخفاقات والعثرات وتوالت تقارير الخسائر .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك