قصة الأميرة سارة بنت أحمد السديري

منذ #قصص نجاح

التاريخ في بلادنا يُخلّد ذكر الأحداث ، والمعارك ، والدول ، والرجال ، ولكنه في الغالب يُغيب أسماء وأمجاد ومفاخر ، النساء حتى الشهيرات وذوات الشأن منهن ، وإن كان التاريخ القديم قد تجاهل في كثير من عصوره شهيرات النساء .فالتاريخ الحديث يعاني كثيرًا من التعتيم والإهمال ، فطال الأمر أخبار أهم الرجال ، فكيف بالنساء ؟ ولكن الرحالة والمؤرخين استطاعوا أن يدونوا في كتبهم بيانات مقتضبة عن بعض النساء الشهيرات في بلادنا من ربات الحكمة ورائدات الشعر ، ولولا شدة بريق أسمائهن لما انتهت لنا أخبارهن ، ومن هؤلاء الأميرة السديري ووالدة المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن.كتاب نساء شهيرات من نجد للدكتورة دلال الحربي وتأريخه للأميرة سارة :
ذكرت الدكتورة دلال في كتابها الذي يعد أحد أهم الكتب الحديثة التي أرخت للنساء البارزات من صفحات التاريخ الحديث ، أن الأميرة ولدت على وجه الترجيح في العقد السابع من القرن الثالث عشر الهجري في الإحساء ، وكان والدها أميرًا عليها ، وكان والدها قبل توليه إمارة الإحساء ، قد تبوأ مناصب إدارية أخرى ، كما كان له إسهامه العسكري ، وله مواقف جليلة ، تنم عن الشجاعة الفائقة.الأميرة سارة السديري وأقوال العلماء عنها :
ذكر خير الدين الزركلي في كتابه الذي خصصه لتاريخ شبه الجزيرة العربية في عهد الملك عبدالعزيز ، أنها رحمها الله تعالى كانت من أكمل نساء زمانها عقلًا وتدبيرًا ، رغم أنها لم تتلق أي قدر من التعليم.موقفها مع زوجها الإمام عبد الرحمن الفيصل في معاناته :
ذكر المؤرخون أنها رحمها الله تحملت الصعاب ، وكانت أكثر النساء صبرًا وعونًا لزوجها ، فقد عاشت مع زوجها أصعب الظروف ، وأشدها ، ولاسيما حينما اضطر للخروج من الرياض ، وتوجهه إلى بادية المنطقة الشرقية ، ثم إلى البحرين ، فقطر ، وأخيرًا الكويت ، إلى أن استعاد ابنها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه مدينة الرياض ، وشرع في تأسيس المملكة .موقفها مع أسرتها موقعة المليداء عام 1308هـ ، 1891م :
وقد كانت من أوائل الذين زرعوا في الملك ضرورة إعادة حكم آبائه ، بل كان من فضائلها ثباتها في المواقف التي عصفت بأسرتها بعد هذه المعركة ، فقد تركت الزينة فلم تلتفت إلى زينة الأميرات ، بل زادت في تقواها وشمائلها ، حيث كفلت زوجها في رحلاته ، كما أنها لم تغفل في تلك الفترة عن أبنائها ، إذ عملت على تربيتهم وتوجيههم وجهة صحيحة ، وأعدتهم إعدادً ملائمًا لتحمل تبعات مستقبل الأيام.موقف الأميرة الأم عند وداعها لابنها الملك عبدالعزيز :من كتاب المؤرخ إبراهيم العبد المحسن في كتابه تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد :
ذكر أن الأميرة قد طلبت من زوجها أن يسمح لابنهما أن يعود ليكرر المحاولة لدخول الرياض ، بعد أن فشلت محاولته الأولى ، ولاسيما وقد لمست منه إصراره وعزيمته وهي حينئذ تقع بين عاملين الأول حب الابن والإشفاق عليه من تلك المغامرة ، أو النزول على طلبه.لحظات الوداع كما يذكرها الحفناوي في كتابه ابن سعود :
حينما أكمل الملك استعداداته للمسير للحرب ذهب إلى أمه ليودعها ، فجاش في صدرها حنان الأم ، وتغلب عليها الخوف عليه ، فبكت بكاءً حارًا ، وحاولت أن تثنيه عن قصده ، غير أن أخته شجعته ، ويتجلى تأثر الملك عبدالعزيز بوالدته ، وفضلها في توجيهه كما ذكر الحفناوي والزركلي وفؤاد حمزة بما كان يذكره الملك عبدالعزيز نفسه من فضل والدته عليه في كل مناسبة.وفاتها :
وظلت الاميرة تقدم الدعم لزوجها ثم أبنائها حتى توفاها الله ، فكانت وفاتها رحمها الله تعالى عام 1910م.من مظاهر احتفاء المملكة وافتخارها بنسائها ، مشروع إنشاء مركز الأميرة سارة بنت أحمد السديري لأبحاث المرأة :
حمل المشروع اسمها عرفانًا بما قامت به من دور مشهود في تثبيت ، وتشجيع موقف ابنها في استعادة حكم آبائه ، وصبرها على المشاقات والمتاعب التي واجهتها من أجل تحقيق ذلك ، وهو أيضًا يهدف إلى تحقيق محورين هامين :الأول : توضيح تاريخ المرأة منذ تأسيس المملكة ، وتوثيق إنجازاتها وأدوارها الحضارية في مختلف المراحل التاريخية ، والثاني : دعم الباحثات بالمملكة ، وغيرهن من الباحثات ، وتقديم سبل العون في أعمالهن التاريخية ، ولاسيما ذلك التاريخ المتعلق بموروث المرأة وتاريخ الجوانب النسائية في الجزيرة العربية.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك