قصة السفير حافظ وهبة

منذ #قصص نجاح

يعد الشيخ حافظ وهبه رجلًا من أبرز سفراء ومستشاري الملك عبدالعزيز رحمه الله ، فقد حمل على عاتقه المسئولية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى ، حيث عمل صحافيًا في بداية حياته بمصر ثم انتقل إلى تركيا وارتحل بعدها إلى الهند ، وقام فيها بنشاط سياسي كبير ، بعدها توجه للخليج ونزل بالكويت ، وجمع بينه وبين أمرائها صداقة وطيدة وظل هكذا حتى استقر به المقام في كنف الملك عبدالعزيز الذي أوكل إليه العديد من المهام ، وكان مصدر ثقته ومحل اهتمامه.ميلاده ونشأته :
هو حافظ وهبه بن رفاعي وهبه ، ولد عام 1307هـ ، وفي رواية أخرى عام 1309هـ ، وقيل أنه مصري المولد والنشأة حيث تعلم مدة قصيرة بالأزهر الشريف في مصر ، وانتقل لمدرسة القضاء الشرعي لكنه لم يكمل دراسته بها ، وانتقل للعمل بصحافة الحزب الوطني بالقاهرة ، ولما سافر إلى تركيا كتب بصحيفة الهلال العثماني التي كان يصدرها عبدالعزيز جايوش ، ولأن الشيخ حافظ وهبه كان صاحب قلم حر لا يناوئ الاحتلال الانجليزي ظل مطاردًا منهم في مصر ، واعتقلوه في الهند لمواقفه النبيلة ضد الاحتلال في المنطقة العربية.لقاءه  بالمؤسس:
التقى الشيخ وهبه بالشيخ عبدالرحمن القصيبي في إحدى سفرياته ، وكان القصيبي آنذاك وكيل الملك عبدالعزيز في البحرين ، فشجعه على أن يكتب رسالة للملك يطلب فيها العمل إلى جواره في ديوان الملك ، وبالفعل أعجب الملك بعدالعزيز بأسلوب كاتب الرسالة ، ورصانة لغته وانتقائه للمفردات ، فطلب منه الحضور إليه ، فانتقل للرياض عام 1923م ، وعمل في كنف المؤسس .مكانته ومناصبه التي تقلدها :
حظى الشيخ حافظ وهبة بمكانة مرموقة لدى المؤسس ، فنال ثقته وعينه في العديد من المناصب الهامة فقد كان مستشارًا للملك في الشئون الخارجية عام 1342هـ ، ومساعد للنائب العام الأمير فيصل عام 1344هـ ، كما عين أيضا مديرًا للمعارف عام 1345هـ ، وبعدها ترقى ليكون وزيرا مفوضا بالمملكة المتحدة عام 1349هـ ومنها إلى هولندا عام 1350هـ ، ثم سفيرًا بالمملكة المتحدة عام 1378هـ ، وقد كان الشيخ حافظ أول سفير سعودي ببريطانيا.ويعد الشيخ حافظ من أوائل المسئولين الذين تم إيفادهم للخارج لتمثيل المملكة ، ودون اسمه بحروف من نور في كتب التاريخ والعلاقات الدبلوماسية بين الدول.توثيقه لتأسيس الدولة :
لم يكن قلم الشيخ حافظ وهبه ليترك حدثا جللًا مثل تأسيس المملكة ولا يوثقه ويدون أحداثه العظيمة ، فقد جسد في كتابيه خمسون عامًا في جزيرة العرب ، وجزيرة العرب في القرن العشرين حياة الملك وأعماله ورحلاته خارج المملكة ولقاءاته الدبلوماسية الناجحة ، وتعرض لحياة الملك سعود والملك فيصل رحمهما الله.تصميم العلم السعودي :
ربطت بعض الروايات بين الشيخ حافظ وهبه وتصميم علم المملكة حيث يجزم البعض بفضل الشيخ في تصميم العلم السعودي ، إلا أن المؤرخ عبدالرحمن الرويشد وبعض المؤرخين لا يعتقدون بذلك ، ويرجعون الأمر إلى الدولة السعودية الأولى حيث ذكرت بعض المصادر أن الإمام محمد بن سعود كان يعقد الراية لأحد أبنائه أو يتولاها بنفسه ن ومن شدة المواقف التي تدل على قرب الشيخ من الملك المؤسس أنه كان يقطع له اللحم في المائدة ، وهي عادة عند العرب تدل على عمق المحبة والثقة .وفاته :
توفي الشيخ حافظ وهبه في مدينة روما عاصمة إيطاليا سنة 1387هـ عن عمر حافل بالنضال السياسي والحياة العلمية المليئة بالإنجازات السياسية والتنظيمية ، رحل الرجل الأمين الذي خدم المملكة خاصة والأمة العربية عامة عن عمر يناهز الثمانين تاركًا اسمًا يسطع في سماء المملكة بين ألاف العظماء من أهلها.

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك