الشيخ الجليل عبدالعزيز بن باز هو واحد من أهم علماء الإسلام في العصر الحديث وهو من أحد كبار أئمة أهل السنة والجماعة ، فهو إمام أهل السنة في زمانه ، وقد عمل طوال حياته على اتباع عقيدة السلف الصالح والبعد عن البدع ، وقد شغل منصب رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة ومفتيها حتى وفاته ، كما أن له الكثير من الفتاوى والمؤلفات التي تعتبر مرجعًا لطلبة العلوم الشرعية .نشأته :
هو عبدالعزيز بن عبد الله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز ، وتنحدر أسرته من المدينة المنورة ، لكنهم انتقلوا لمدينة الرياض حيث ولد الشيخ عام 1330هـ ، وكان حين ولد يبصر ولكن بسبب المرض فقد بصره وهو بعمر العشرين عامًا ، ولكن ذلك لم يمنعه من استكمال علومه الشرعية .توفى والده وهو مازال صغيرًا ، وقد تعلم القراءة الكتابة قبل أن يذهب بصره ، وكانت له تعليقات بخط يده على كتب المشايخ التي قرأها قبل أن يذهب بصره ، كانت عائلة بن باز مليئة بالقضاة والعلماء .لذلك اتجه لدراسة العلوم الشرعية ، حيث كانت مدينة الرياض مليئة بالمشايخ وعلماء الدين الأجلاء ، وقد حفظ الشيخ بن باز القرآن الكريم كاملًا وهو في سن صغير ، وقد واظب على دروس العلم على يد مجموعة من المشايخ الأجلاء منهم الشيخ مفيرج الذي قام بتحفيظه القرآن ، والشيخ صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن ، والشيخ سعد بن حمد بن عتيق الذي كان يعمل قاضي الرياض ، والشيخ عبداللطيف آل شيخ ، والشيخ سعد وقاص البخاري الذي علمه التجويد.أما الشيخ محمد إبراهيم بن عبد اللطيف فقد لازمه الشيخ بن باز صباحًا ومساءًا ، حتى تعلم عليه يديه الكثير من العلوم الشرعية مثل علم التفسير والسيرة النبوية ، حتى أنه قد رشحه لتولي منصب القاضي .المناصب التي تولاها :
بعد دراسته للعلوم الشرعية عمل الشيخ بن باز كقاضي في محافظة الخرج ، وكان في تلك الأثناء يعمل أيضًا بالخطابة في مسجد الشيخ ، كما أنه كان يقيم حلقات علم بنفس المسجد وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء والقضاة منهم الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين .كما عمل أيضًا الشيخ بن باز رحمه الله في المعهد العلمي بالرياض ، ثم انتقل لكلية الشريعة ، وانتقل بعد ذلك للمدينة المنورة حيث كان يلقى الدروس في مسجد رسول الله صلّ الله عليه وسلم ، كما عمل أيضًا نائبًا لرئيس الجامعة الإسلامية بالمدينة ، وقد تولى رئاسة الجامعة بعد ذلك .عاد بعد ذلك الشيخ بن باز إلى مدينة الرياض حيث تولى منصب رئيس إدارة البحوث العلمية والدعوة والإفتاء والإرشاد ، كما تولى أيضًا منصب رئيس المجمع الفقهي الإسلامي ، ورئيس المجلس الأعلى العلمي للمساجد ، وترقى الشيخ بن باز في كثير من المناصب حتى صدر الأمر الملكي بتعيينه مفتيًا للمملكة ورئيس لهيئة كبار العلماء ، وقد ظل يشغل هذا المنصب حتى وفاته .مؤلفاته :
تعد مؤلفات الشيخ بن باز مرجعًا مهمًا لكل طلاب العلوم الشرعية على مستوى العالم ، حيث ترك خلفه 41 مؤلفًا تنوعت بين أمور الفقه والفتاوى والعقيدة ومن بينها : فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر ، حكم السحر والكهانة وما يتعلق بها ، شرح ثلاثة الأصول لابن باز ، بيان التوحيد الذي بعث الله به الرسل جميعا وبعث به خاتمهم محمدًا عليه السلام ، أحكام صلاة المريض ، نواقض الإسلام ، وغيرها الكثير من المؤلفات.وفاته :
توفى الشيخ بن باز رحمه الله في عام 1420هـ عن عمر يناهز 88 عامًا ، بعد أن عانى من مرض القلب ، وقد صلى عليه في المسجد الحرام وحضر جنازته سمو الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ، وقد تم دفنه في مقبرة العدل بمكة المكرمة ، وأقيمت صلاة الغائب على الشيخ الجليل في جميع مساجد المملكة .