إنه أحد أهم الشخصيات في القرن الرابع عشر الهجري ، وأحد أبرز علماء مكة المكرمة.نشأته الشيخ صالح بن أبو بكر بن محمد شطا رحمه الله :
هو من أسرة مكية عريقة ، نشأ رحمه الله يتيمًا فكفله أخوه ، وشرع كعادة أقرانه في ذلك الوقت حفظ القرآن الكريم وتلقى تعليمه على أيدي أعلام العلماء من أسرته ومن علماء مكة المكرمة ، وقد تنقَّل بين عدد من الدول والبلدان في طلب العلم .وبعد أن أتمَّ دراسته تحصل على إجازة بالتدريس من هيئة العلماء بمكة المكرمة ، فكان يُلقي دروسه في رحاب المسجد الحرام بباب الزيارة ، كما أنَّه كان يؤم المصلين في صلاة التراويح بالمسجد الحرام في عام 1323هـ.علاقة صالح شطا بالملك عبد العزيز قبل توحيده المملكة :
وكان رحمه الله أحد أعضاء الحزب الوطني الذي تأسس في مدينة جدة ، وذلك قبل توحيد أقاليم المملكة ، أي قبل دخول الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الحجاز ، ويذكر المؤرخون أنه ذهب إلى الملك عبدالعزيز ، حين كان الملك بالرغامة قبل دخوله إلى جدة فرحب به الملك ، ويستدل المؤرخون وكُتَّاب التراجم أنَّ هذه الخطوة كانت مغامرة منه ، فالأوضاع الأمنية كانت حينها مضطربة والأجواء السياسية كانت متوترة.علاقة صالح شطا بالملك بعد توحيد المملكة :
عينه الملك عبدالعزيز رحمه الله بعد توليه أمر الحجاز في عام 1344هـ ، عضوًا بمجلس الشورى عن مكة المكرمة ، وذلك في بداية تأسيس المجلس في عام 1345هـ ، ثمَّ تدرج في المناصب إلى أن عُيّن مديرًا للمعارف ، ليُصبح أول مدير معارف في عهد الملك عبدالعزيز ، إلى جانب تعيينه معاونًا للملك فيصل النائب العام لجلالة الملك عبدالعزيز رحمهم الله جميعًا ما أكسبه الخبرات والمعارف ، وذلك لتعدّد أسفاره ورحلاته مع الملك فيصل إلى مختلف الدول ، إضافة إلى مناصب أخرى تولاها.محاضرات أسبوعية :
يذكر المؤرخون أنه بعد عودته من رحلاته العلمية أجازه العلماء وأذنوا له بالتدريس في المسجد الحرام في العام 1326هـ ، فدرس علوم اللغة العربية والفقه الشافعي والعلوم الشرعية ، فكانت حلقة درسه الأسبوعية تقام في حصوة باب الزيارة ، كما كانت له محاضرات أسبوعية في جمعية الإسعاف بمكة المكرمة ، وكانت تستدعي كبار العلماء والأدباء لإلقاء محاضراتهم فيها بعد صلاة العشاء.أما الإعلان عن هذه المحاضرات فكان يتمُّ نشرًا في جريدة صوت الحجاز ، وفي لوحة تُرفع أمام مبنى الجمعية ، وكانت هذه المحاضرات ذكرى أدبية جميلة يفخر بها التاريخ المكيّ ، وأبناؤه أبناء قبلة الأرض ، خاصةً أنَّها تُعدُّ من قبل نخبة من العلماء والمفكرين والأساتذة التي تزخر بهم أم القرى مكة المكرمة ، التي كانت مدارسها وما زالت تُمثِّل البئر التي لا تنضب من تخريج وتأهيل العلماء والرواد.من أبرز المناصب التي تولاها :
كان لملازمته للملك فيصل في رحلاته للأمم المتحدة قد أسفر عن تشبعه بكثير من التجارب والخبرات المتعددة ، إلى جانب مهام ومسؤوليات أخرى تولاها ، وكان له في جميع المناصب مواقف حازمة تناقلتها الألسن وتحدثت بها المجالس ، وكان موضع ثقة الملك الراحل رحمهم الله.ومن أرفع المناصب التي تولاها كان تعينه نائبًا أول لمجلس الشورى قد بدأ في العام 1368هـ ، ويُذكر أنَّه عندما تأسست النيابة العامة عُيِّن الملك فيصل النائب العام لجلالة الملك في الحجاز ، وعُيِّن صالح شطا معاونًا للنائب العام بأمر ملكي كريم.وفاة الشيخ صالح بن أبو بكر بن محمد شطا رحمه الله :
تُوفي الشيخ رحمه الله في التاسع والعشرين من شهر صفر سنة 1369هـ ، وكان عمره حين وفاته 56 عامًا قضاها في خدمة البلاد ، والعباد من خلال دوره في التعليم والسياسة ، وحزن على وفاته كافة طبقات المجتمع ، ويُذكر أنَّه كان قبل وفاته يُعدُّ لإلقاء محاضرة في جمعية الإسعاف بمكة المكرمة تحت عنوان : الإسلام والدعوة القومية ، غير أنَّ الأجل المحتوم وافاه قبل إلقاء المحاضرة ، فأُلقيت نيابة عنه.