قصة المهاتما غاندي

منذ #قصص نجاح

يعتبر المهاتما غاندي هو الزعيم والأب الروحي لأسلوب اللاعنف في مواجهة الاستعمار والاستبداد ، حيث قاد ملايين الهنود في كفاحهم ضد الاستعمار الإنجليزي والتمييز العنصري حتى دفع حياته ثمنًا لمبادئه .نشأته :
ولد موهندس كرمشاند غاندي في مدينة بوربندر الهندية يوم 2 أكتوبر 1869م ، حيث كان والده ومن قبله جده رئيس وزراء إمارة بوربندر ، وعاش طفولة عادية  وتزوج وهو في الرابعة عشر من عمره كما اقتدت التقاليد الهندية .سافر غاندي بعد ذلك لاستكمال دراسته ببريطانيا عام 1888م ، وهناك درس القانون وعاد إلى الهند عام 1891م ، ولكنه لم يمكث هناك طويلًا حيث سافر لجنوب أفريقيا عام 1893م ، كانت حكومة جنوب أفريقيا في ذلك الوقت تمارس تمييز عنصري واضطهاد ليس للسود فقط ولكن أيضًا لأصحاب الأصول الآسيوية.عمل غاندي خلال فترة بقاءه في جنوب أفريقيا على الدفاع عن حقوق الهنود المضطهدين ، وكان ينظم الاجتماعات مع الساسة والمحامين للمطالبة بحقوق العمال الهنود ، وبعد أن أنهى مدة إعارته إلى جنوب أفريقيا فكر في العودة للهند .ولكن حكومة جنوب أفريقيا أصدرت قانون يمنع الهنود من حقهم في الاقتراع ، مما دفع غاندي للبقاء في جنوب أفريقيا وبدأ يقدم الشكاوي والعرائض ، وبسبب ما فعله غاندي أوقفت الحكومة إصدار القانون .وجد غاندي نفسه أمام تحدي أخر في جنوب أفريقيا حيث فرضت حكومة إقليم الترانسفال قانون يلزم الهنود الراغبين في البقاء بالإقليم باستخراج أوراق وتصاريح جديدة وإلا يتم سجنه أو ترحليه ، وقد بدأت الحكومة في تنفيذ القانون بالقوة حيث اقتحمت بيوت الهنود واعتقلوا أعداد كبيرة فقامت مجموعة من المظاهرات في مدينة جوهانسبرج ، وقد حاول غاندي إرسال وفد لانجلترا للتفاوض حول هذا القانون ولكن دون جدوى .وقد تم اعتقال غاندي على خلفية تلك الأحداث عدة مرات ، وفي تلك الفترة أسس غاندي لفكرة اللاعنف أو ما يطلق عليها الساتياجراها  وهي مقاومة الظلم بالوسائل السلمية ، وقد تعرض غاندي وأنصاره للضرب العنيف والجلد والرصاص ، ولكنهم واجهوا ذلك القمع بصدور عارية دون اللجوء لأي أساليب عنيفة وبذلك أصبح موقف الحكومة حرج أمام المجتمع الدولي مما اجبرهم على التفاوض مع غاندي ، وقد توصل غاندي إلى تسوية مع الحكومة بشأن حقوق الهنود.العودة للهند :
عاد غاندي للهند مرة أخرى عام 1915م ، وكانت الهند في تلك الفترة تعاني من الاستعمار الإنجليزي الذي كان يستغل ثروات الهند ويحولها لصالح إنجلترا ، كما أن الهند كانت تعاني أيضًا من الطبقية حيث كان عدد قليل جدًا من الهنود لا يتجاوز الآلاف يملكون أموالًا طائلة ، بينما باقي السكان الذين تم تقديرهم في ذلك الوقت على أنهم ثلث سكان العالم فقد عانوا من الفقر الشديد .كما كانت الهند تعاني أيضًا من التمييز الديني ضد المسلمين وبعض الطوائف الدينية الأخرى من قبل الهندوس الذين مثلوا غالبية سكان الهند ، فحرص غاندي منذ عودته إلى الهند على الدعوة لنبذ الخلافات الطائفية ، كما دعا غاندي فيما يعرف بثورة الملح العمال الهنود إلى الاضراب عن العمل في استخراج الملح لصالح بريطانيا حيث كانت بريطانيا تستأثر بالملح الهندي وتحرم على الهنود استخراجه .وقد تجلت أدوات اللاعنف في هذه الاحتجاجات التي دعا لها غاندي، حيث كانت هراوات الضباط الإنجليز والهنود التعامل معهم تنهال ضربًا على العمال الضعفاء حتى تتكسر عظامهم ، ولكنهم كانوا يمتنعون عن استخدام العنف ، وفي النهاية نجح هذ الأسلوب في إجبار بريطانيا على التفاوض معهم .اغتياله :
بسبب أعمال العنف الطائفية ضد المسلمين انقسمت الهند إلى دولتين هما الهند وباكستان وقد حزن غاندي لذلك ، واستمرت دعواته للهندوس لاحترام حقوق الأقلية المسلمة ، ولكن بعض المتشددين الهندوس لم تروقهم دعوات غاندي فقاموا باغتياله في 30 يناير 1948م ، وقد شيعة ملايين من الهنود الذين أحبوه وآمنوا بأفكاره ومبادئه .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك