تقول الزوجة (س) التي بلغت من العمر 55 عاماً ولديها 4 أبناء وبنتان : إنني أريد الطلاق رغم انني قضيت معه 25 سنة ولكني اليوم استيقظت من تلك الغفلة التي كنت أعيش فيها ..قلت لها : أي غفلة تقصدين؟ قالت : لقد كان لدي ميراث كبير بعد موت والدي وطمع في كثير من الخطاب غير المناسبين لي وكان منهم زوجي الحالي. ورفضت زواجي منه في البداية ولمدة سنة يحاول وأنا أصده ولكني فاجأت الجميع بأني وافقت عليه ولا أعرف كيف تحول رأيي 180 درجة. لدرجة كنت أحس بعدها بأني سأموت إذا ما تحدثت معه كل يوم بالخمس ساعات رغم أني واثقة من عدم حبي له بتاتاً.
وكنت أجلس أعاتب نفسياً وأعيش بصراع وتيه عميق فهو اقل مني نسباً ومالاً وتعليماً وجمالاً ولا جذاب ولا رومانسي، وليس به ما يشجع أي فتاة للإرتباط به ، ولكن لم أعرف ساعتها ان عقلي كان مغيباً ، كان يتظاهر بتدينه في الوقت الذي ذهب فيه للدجالين يستعين بهم بالأعمال والأسحار لكي أوافق عليه عرفت بعد ذلك بسنوات باعترافات مسجلة منه تليفونياً مع أحد رجال الدين، حيث كان يقول له ويجادله فيما صنعه لي قائلاً:
أنا ما سويت لها عمل-سحر- إلا لكي اتزوجها ولكي تستمر حياتها معي وتحبني خاصة عندي منها 6 أولاد
فرد عليه الشيخ المفتي قائلاً:
يا اخي هذا الذي فعلته حرام وكبيرة من الكبائر مهما كانت نيتك فالغاية لا تبرر الوسيلة) .
مما زاد شكوكي في الموضوع انني سلمته كل املاكي التي ضيع بعضها وباع بعضها ولا أدري مالي وما علي لليوم، وكنا دائماً على خلاف وشجار فكان يتلفظ بالطلاق وأذكر انه طلقني قرابة 15 مرة ومع ذلك لم أشتك عليه ولم أبحث حتى عن فتوى لتلك الطلاقات، حيث كان يقنعني بأنه كان غاضباً وطلاق الغضبان لا يقع حسب ما افهمني. ولم اكن اعلم أني كنت تحت تأثير أعماله الشيطانية وأسحاره الملعونة ومع ذلك لم أتسرع لمواجهته حتى تحصلت الدليل الذي يدينه ويثبت إجرامه معي لكي اواجهه به وأطلب طلاقي , حماية لنفسي وديني وحتى لا أستمر في حياة لا أعرف أهي حلال ام حرام؟ أتدري ما الدليل ؟ قلت لها ماذا؟
قالت : لما لعب الشك بقلبي من أسبوعين فتشت سيارتي جيداً والأماكن الغير متوقعة بالبيت وفتشت غرفة نومنا وحتى المراتب والمكيفات التي ننام عليها وحقائبه وخصوصياته، حتى وجدت هذه الأحجبة والأسحار بأنواعها
أعمال مكتوبة وقطع قماش ملفوفة وصغيرة كتب عليها طلاسم غير مفهومة) ويوجد اسم الزوجة بداخلها حسب إفادتها. .(ثم أخرجت من حقيبتها أكثر من 7 أحجبة كدليل تحصلت عليه) .ثم قالت : ربما هذا غيض من فيض يا سيدي إن زوجي رجل عقد مع الشيطان صفقة ضدي وسلب مني كل شيء وانا لست مجنونة ولا مختلة عقلياً ولكنها الحقيقة التي تبينت لي بعد 25 سنة
وماذا فعلت بعدها؟
قالت : قمت بتحصين نفسي واستعنت بالله ثم بقراءة سورة البقرة وماء زمزم وسلكت الطريق الشرعي لفك ما أصبت به يا سيدي حتى أني أشعر الآن بتحسن كبير بعد علاج شهر كامل بالقرآن أحس أنني نشيطة الجسم والعقل والقلب بعد أن كنت دوماً متعبة منهكة القوى كنت أكسل حتى في صلاتي ولا أستطيع قراءة القرآن ولكني اليوم في أحسن حال ولله الحمد وقد واجهته فأنكر بالطبع وقال لي : (أنا ما سويت شيء غلط) ..وأنا لا أريد يا سيدي إلا الطلاق لأكمل بقية حياتي في طاعة الله بين أبنائي وأحفادي وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الجواب: والله لا أجد كلاماً أعلق به على تلك المأساة فإن صدق كل ما ذكرته فالاستعانة بالدجالين شرك بالله يوجب العقاب في الدنيا والآخرة. وقال عنها النبي عليه الصلاة والسلام بأن السحر من السبع الموبقات أي من الكبائر مثل قتل النفس والزنى وعقوق الوالدين تماماً وفي الحديث :
من ذهب لعراف أو كاهن فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد) أي القرآن الكريم ، ويا ويل كل زوج او زوجة لجأ لتلك الطرق طمعاً في حب أو إرث أو جمال .
يا من سلكت ذاك الطريق إنك ستخسر كل شيء حتى آخرتك مهما طال الزمن قال تعالى
احصاه الله ونسوه) وفي الحديث القدسي :
البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان، لا يموت يا ابن آدم اعمل ما شئت كما تدين تدان).
وقلت لها بالنهاية : لا أرى حلاً إن كان ما قلته كله صحيح وحق وصدق إلا الطلاق.