قصة زوجي لا يعاشرني إلا برضى أمه

منذ #قصص حزينة

إن طاعة الوالدين وبرهما أمر شرعي وفرض فرضه الله علينا بقوله تعالى

وبالوالدين إحساناً). لكن هل يعني بر الوالدين وخاصة الأم أن أضغط الزوجة نفسياً وأعاقبها بألوان العقاب المادي والمعنوي من أجل إرضاء أمي؟

لقد وصل الحال ببعض شبابنا أنه يطلق زوجته ولديه منها ثلاثة وأربعة أبناء من اجل إرضاء أمه، ولا يوجد سبب قوي أو عيب فادح بالزوجة، بل المسألة كلها اهواء في أهواء.

ومسألة اليوم تبرز خطورة هذا الجانب الذي أوصل الزوجة

ريم

للمحكمة لطلب الطلاق.

تقول ريم: تزوجته منذ ثلاث سنوات ورزقت منه بطفل عمره الآن عشرة أشهر وضحيت معه فأثثت البيت من مالي الخاص. و قدمت له سيارتي عندما ألغيت سيارته بالمرور.

وكنت أشارك بمصاريف البيت، وكنت قمة المعاملة الحسنة مع والدته وأهله جميعاً. لكني بدأت ألاحظ أن الأم ديكتاتور كبير، فالكلمة والأمر والنهي لها.

فأقلقني ذلك فابتعدت قليلاً حتى لا تطالني سطوتها ولسانها الحاد على الجميع بما فيهم زوجي. ومع ذلك فهو خاتم بيدها، يقصر في حقنا ووقتنا كأسرة من أجلها، يعطيها كل ما عنده ويقصر في حق مصاريف أسرته. وقد تداينت منه امه عبر البنك مبلغاً كبير يدفع أقساطه لليوم وسيستمر لعشر سنوات، وأنا مجبرة أتحمل ذاك الوضع.

لكن الأمور زادت عن حدها، حيث صار يطلب مني الذهاب لها يومياً والاعتذار منها بسبب وبدون سبب. يقول لي : عايز أشوف أمي راضية و مبتسمة وإلا لو مش عاجبك روحي اطلبي الطلاق.

كان يحمل ابننا غصب عني كل يوم ليظل معها قرابة السبع ساعات وابننا عمره 10 شهور بدون حليب.

وعندما اعترضت أجبرني ان أعطيه الرضاعة واللبن الصناعي. كل ذلك إرضاء لأمه. صرت أكره سيرتها من شدة الضغوط التي مارستها علي بطريقة غير مباشرة.

والجديد الآن في تفنن زوجي في عقابي إرضاء لأمه أنه يحرمني من المعاشرة الزوجية بالشهر والشهرين لأني لم أزرها يومياً، أو لم أعتذر منها، ولا يعطيني حقي بالمعاشرة إلا يوم أن أعتذر لها عن تقصيري في حقها.

ورغم اني حاولت أمشي على هواه لكني كنت أفاجأ بأنها تزيد معي في التسلط وسوء المعاملة، فلا تقبل مني هديتي أحياناً، أو تتركني وتصعد لغرفتها عندما أزورها.

وأنا لم أتربى ببيت أهلي إلا على احترام الآخر لكني فقدت ذلك الاحترام ببيت زوجي وبيت أهله … أضف إلى ذلك انه صار يتعصب علي ويرفع صوته في أي نقاش ويهددني بالطلاق إذا لم ترض امه.

وصار الآن يلقي علي المسئوليات التي هي واجب عليه كزوج ويقضي كل وقته عند أمه فماذا أفعل يا سيدي؟ هل أحقق لها ما تتمناه من طلاقي ؟ ام أسكت ؟ وإذا سكتت فالحرب الباردة كل يوم في اشتعال وازدياد لذا أنا تعبت وأريد الطلاق.

الجواب :

لا شك أن تلك الصورة التي تعيشينها تتكرر في بيوت كثيرة.

لكن بداية أحب نتفق على ألا يكون الطلاق هو بداية الحل لمشكلتك، لوجود طفل بينكما.

فالموضوع بسيط ويحتاج لشيء من الحنكة والصبر منك. فالموضوع بالتحديد أن مفتاح قلب زوجك بيد أمه وهذا قدرك وقدر كثير من بنات حواء اليوم.

لذا الزوجة الذكية هي التي تتعامل مع معطيات الحياة بحلوها ومرها. فلنعتبر حماتك هي مر الحياة. هذا الشراب المر يحتاج قليل من السكر ليتغير طعمه أليس كذلك؟

هذا السكر هو الحل لمشكلتك، بمعنى أنك لو اردت زوجك زوجاً وأباً و متحملاً للمسؤولية، إذا أردت ان يكون عاطفياً معك فمدخله هو إرضاء أمه. وليس ذلك تقليلاً لشأنك ولا إهانة لكرامتك بالعكس أنت بتقربك منها ستحققين عدة مكاسب :

أولاً تكسبين زوجك وتعالجينه من وسواس برأسه يقول له يومياً: إن زوجتك تكره امك وبرك بأمك أهم من رضا زوجتك، إنك بقربك منها وكسبك لها ستكسرين عنده هذه القاعدة التي تنطلق منها وتنبع سوء معاملته معك لأنه مقتنع بأن ما يفعله معك الآن هو قمة البر لأمه. وهذا خطأ نفسي وفكري ولكن علاجه لا يكون إلا بهذه الطريقة غير المباشرة منك.

ثانياً: بقربك منها وبرك بها ستمنعين عن نفسك تطورات سلبية يمكن ان تقع مستقبلاً مثل أن يتزوج عليك بزوجة من اختيار امه وانت على ذمته. كله تحت مسمى إرضاء أمه لأنك في نظره الزوجة الكارهة لأمه وهو يريد زوجة ترضيها وهذا حدث في قضايا ومشاكل أسرية كثيرة كما تعلمين وتسمعين.

ثالثاً: ربما بتقربك منها تصير حماتك ولي حميم لك ووسيلة قوية تعالجين بها زوجك يوماً ما وتقومين تصرفاته العوجاء، خاصة انك قلت بأنها صاحبة الرأي على الجميع وهو تابع لها ومطيع .

رابعا: بتقربك منها سيتقرب زوجك منك نفسياً وعاطفياً وجنسياً ، اعتبري يا سيدتي بأنه مريض ويحتاج لعلاج لتحسين حالته فهذا هو علاجه وصدقيني بمرور الأيام سينضج الزوج لأنه ما زال طفلاً بأفكاره بعد ،وسيتفهم إخلاصك يوماً ما وسيعرف أن بر الأمهات لا يعني مطلقاً ظلم الزوجات قال تعالى في حق الزوجات :

ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك