قصة زوجتي تطلب الطلاق بسبب حلم

---

صحيح أن الأحلام والرؤى حقائق لا ينكرها أحد. وتفسيرها علم شرعي مؤصل بالكتاب والسنة وقد ورد ذكرها بالقرآن في ستة مواضع.

ولكن للرؤى قواعد في تفسيرها. ومنها أن الرؤيا من الله والحلم من الشيطان ومنه أنه لا تؤخذ الأحكام من الأحلام بمعنى لا يليق ولا يصح شرعاً الحكم على الأشخاص والناس من خلال حلم، لأن البعض يقع مع الأسف في هذا الخطأ خاصة المتزوجون فهناك أناس يتهمن الخدم مثلا بالسحر أو السرقة لمجرد حلم رأته سيدة البيت.

وهناك مع الأسف زوجات يتهمن أزواجهن بأنه تزوج عليها بسبب حلم رأته.

أما بطلة قصة اليوم فهي زوجة لم تكتف باتهام زوجها بالخيانة بل جاءت تطلب الطلاق بسبب هذا الحلم. ويا لها من حالة عجيبة!

استغربت لها وكثر جدالي مع تلك الزوجة لأقنعها أنه لا يجوز الحكم على زوجك من خلال حلم رأيته.

قلت لها ربما رأى الشيطان سعادتكما فأراد أن ينغص عليكما الحياة بهذا الحلم المزعج.

فترد الزوجة : لقد رأيت مثله من 4 سنوات وفعلاً كان زوجي سيتزوج علي.

قلت لها : حتى وإن كان الأمر كذلك فليست رؤانا رؤى أنبياء مصدقة فقد يكون ما رأيته هذه المرة حلم من الشيطان. ولذلك حسم الشرع تلك المسألة بأنه لا تؤخذ الأحكام من الأحلام والدليل أنك لو ذهبت لقاض تشتكين على أحد فلما سألك عن الدليل قلت لها رأيت بالمنام سوف لا يسمع لك قاض ولا شرطي ولا حكم عدل. لأن المنامات قد تصدق وقد لا تصدق.

فلماذا تعيشين بهذا الوهم والتهديد النفسي وتتركين نفسك عرضة لتلاعب الأحلام وكيد الشيطان.

وأصدقكم القول بأنني لولا أن الله من علي بنعمة العلم والخبرة في معرفة أصول تفسير الرؤى ولولا أننا تكلمنا معها عن علم في تلك المسألة، لما اقتنعت وقام زوجها فصالحها رغم أنه المتهم وتراجعت الزوجة عن الطلاق. وأرشدناها لكثرة قراءة القران والأدعية قبل النوم لكي لا ترى ما يفسد عليها حياتها معى زوجها و علمناها دعاء أمنة عائشة قبل النوم :

“اللهم إني أعوذ بك من الحلم والاحتلام ومن سوء الأحلام وأن يتلاعب بي الشيطان في اليقظة أو المنام”.