قصة زوجي هجرني منذ خمس سنوات

---

لقد لفتت نظري تلك الحالة لأنني تساءلت ما الذي يحمل زوجة على الصبر 5 سنوات بدون أن تنال حقها الشرعي في المعاشرة؟

ما الذي يجعلها تصبر على عدم رغبة الزوج في الإنجاب؟

ما الذي يجعلها تقبل أن تفق على نفسها وشراء كل مستلزمات البيت والزوج لاه ساه مع أقران السوء يضع كل راتبه على طاولات السهر ؟ أضف لذلك أن الزوجة امرأة جميلة موظفة متعلمة نسبها أعلى من نسبه مصلية وهو لا يصلي ولا يصوم ..كلها علامات استفهام بحث لها عن جواب حين جلس الزوجان أمامي ..أتدرون ماذا كان الرد على كل تلك الأسئلة .؟

قالت : كنت أحبه وحبي له صبرني كل تلك السنوات , قلت لها واليوم ما طلبك؟

قالت : الطلاق لأني حتماً نادمة على ضياع عمري معه طالما نصحته يجلس عندي طالما طلبت منه ينفق طالما طالبته بمعاشرتي لكن كان يختلق الحجج والمبررات.

قلت لها : 5 سنوات حجج؟ قالت : نعم وصدقته.

فتوجهت للزوج أسأله : ما سر بعدك عنها فكان الرد كما توقعته من خلال خبرتي وهو أن الزوج : لا يشعر ناحيتها بأي عاطفة. قال : نفسياً لا أتقبل لمسها ولا المعاشرة معها حاولت أغصب نفسي فلم أستطع واليوم أدركت أنني أظلمها بذلك الزواج..وأوافقها على الطلاق.

وعند هذه النقطة تدرك عزيزي القاريء ما الرسالة التي أود نقلها والنصيحة التي أريد بثها إلى كل زوجة أو زوج رضى بأن يحب من طرف واحد وعاش وعاش وهو يعلم أن شريكه لا يحبه ولا يتقبله لكنه أوهم نفسه بأن شريك الحياة قد يخفى الحب أو ربما يأتي لاحقاً ، أقول لهؤلاء الواهمون هذه القصة التي بين أيدينا أكبر دليل على انه لا يصح أن تكمل الطريق مع من أعطيته كل شيء وتنازلت له عن كل شيء وهو لم يقدم لك أي شيء ولم يحب فيك أي شيء ولا يحس بك ويعتبرك حملاً ثقيلاً بحياته كيف تستمرين معه ؟ كيف يعيش زوجان 5 سنوات بلا علاقة زوجية والزوجة لا تزال بكر ؟ في شرع من هذا؟ حتى لو كنت تحبينه فعفوا انت واهمة وحبك له كبيت العنكبوت يوشك أن ينهدم لأن الحب شجرة تحتاج من يرويها وإلا ذبلت وجفت جذورها وهذا ما حدث مع صاحبة القصة استفاقت لكن بعد ان ضيعت من عمرها 5 سنوات مع زوج

قال بالنهاية بكل بساطة : معها حق تطلب الطلاق فهي مظلومة معي ..الآن عرفت انها مظلومة ؟ لماذا أبقيت عليها تلك السنين ؟

فرد الزوج : هي التي تمسكت بي رغم كل عيوبي ..

قلت لها : نعم انت المخطئة من البداية فالزوجة المنصفة مع نفسها من الطبيعي ألا تفرض نفسها على شخص لا يريد حتى أن يحتضنها أو يعاشرها أو حتى يجلس معها هذا يسمى تهاون وتنازلات ليس لها معنى ولا مبرر ونهايتها الطلاق كما سمعتم . إن مجرد قبولك لهذا الوضع سيفسر عنده بضعف منك وسيقول في نفسه أكيد إنها لن تحصل على زوج مثلي لذلك متمسكة بي أو أن بها عيباً ما وحامدة لربها أن تزوجتها أنا ..هذه هي صورتك الحقيقية عنده لأن من استقل بنفسه وهانت عليه نفسه سيهون في عيون الأخرين وزواج ليس فيه حب ولا احترام بين الطرفين زواج فاشل أو محكوم عليه بالفشل القريب والود لا يفرض على الناس بل هو نور يلقى بالقلوب يقول الشافعي رحمه الله :

إذا المرء لم يرعاك إلا تكلفا فدعه ولا تكثر عليه التأسفا

ففي الناس ابدال وفي الترك راحة وفي القلب صبر للحبيب ولو جفا

فما كل من تهواه يهواك قلبه ولا كل من صافيته لك قد صفا

إن لم يكن صفو الوداد طبيعة فلا خير في ود يجيء تكلفاً