ذات يوم مات سائق الإمبراطور فجأة فاضطر الامبراطور ان يختار شخصاً آخر ليعمل سائقاً لسيارته الملوكية، خطب في وسط شعب ونادى ان من يرى في نفسه الكفاءة المطلوبة والمناسبة ليصير السائق الخاص للسيارة الملكية عليه أن يتقدم،
وحدد الإمبراطور يوماً لإستقبال ورؤية المتقدمين للعمل .جاء اليوم المحدد لاختيار السائق الملكي من بين المتقدمين، جاء العديد من الاشخاص إلى فناء قاعة الاحتفالات الرسمية لمشاهدة المتقدمين لهذا العمل .. تقدم السائق الأول واحتل مركز قيادة السيارة وانطلق بها من جوار القاعة نحو قصر الإمبراطور على قمة جبل عال واستطاع بمهارة شديدة أن يقودها بسرعة فائقة على طريق الجبل الوعر والمنحدر بشدة وعاد بسلام .. فأخذ الجموع تصرخ : هذا هو الشخص المناسب هذا هو الشخص المناسب .
تقدم السائق الثاني وقام من جديد بالانطلاق بالمركبة ولكنه كان أكثر مهارة من السائق الأول واستطاع أن يقود السيارة بسرعة أكبر وتمكن من إبراز قدراته الهائلة في التحكم في السيارة وسط الانحدارات الشديدة، وفي ذلك الوقت صرخت الجموع من جديد : هذا هو الشخص المناسب هذا هو الشخص المناسب .
جاء دور السائق الثالث الذي احتقل مركز قيادة السيارة وانطلق بها في هدوء شديد، حيث كان يتحاشب المنحدرات الوعرة وأخذ وقتاً طويلاً حتى بلغ قم الجبل ثم عاد، فأخذ الجميع يسخر منه ومن مهاراته الضعيفة في القيادة وأنه بطيء جداً ولا يملك الخبرة المناسبة ليصبح سائق الامبراطور، حينها أعلن الامبراطور ان هذا هو الشخص المطلوب الذي يمكنه ان يثق به ويجعله سائق الامبرطور .. تعجب الشعب بشدة من قرار الامبراطور الذي علم شعبه درساً هاماً وهو ان يسلك الانسان بروح الاتزان والحكمة دون تسرع وعجلة .