قصة سنية: أغرب الهوايات

منذ #قصص واقعية

كثيراً ما سمعنا عن هوايات عجيبة لبعض الناس ، لكن أغرب ما قابلته في حياتي هو صاحبي عبد الحميد الذي أدمن هواية واحدة عجيبة هي أن يحمل زوجته سنية بين ذراعيه ويمشي بها داخل الشقة ! إنه لا يشعر برجولته إلا بعد مزاولة هوايته العجيبة تلك !ولنبدأ الحكاية من البداية.

تقول سنية : تزوجت عبد الحميد منذ 15 عاماً عقب تخرجي من الجامعة مباشرة ، وكان وقتها شاب وسيم ممشوق القوام يشغل وظيفة مرموقة ، إلا أنه عقب زواجه مني تكشف لي أمر غريب جداً فيه ، هو أن زوجي العزيز يحب أن يحملني بين ذراعيه ويتجول بي في الشقة لفترات طويلة ، وفي أثناء ذلك يغيّر من أوضاعي كما لو كنت طفلة صغيرة ويغضب إذا ما طلبت منه إنزالي فاضطر للسكوت حتى لا أغضبه !

وإذا ناقشته فيما يفعل أجابني بأنني جزء منه وأنه لا يشعر إنه على بعضه إلا وهو يحملني ! مرت أيامنا على هذا المنوال ورزقنا المولى بولدين ، الأول أحمد الذي قارب الخامسة عشرة من عمره والثاني محمد الذي يصغره بعام واحد ، وظننت أنه بعد أن أنجبنا أن زوجي عبد الحميد سوف يكف عن هذه العادة الغريبة التي أدمنها ، لكنه لم يفعل حتى بعد أن كبر أبنائنا .. كل ما طرأ من تغيير هو أن زوجي بدأ يمارس هوايته في فترة عدم وجود الأولاد بالبيت أو في أوقات يظن فيها أنهم نائمين !

ذات يوم قارص البرودة وحسب عادتي في مثل هذه الأيام أخذت حماماً ساخناً وعقب خروجي من البانيو ارتديت ملابسي ثم فتحت الباب وطلبت من أولادي أن يأتون بالشبشب الذي تركته خارج الباب حتى لا يبتل ، فأخذوا يبحثون عنه لفترة حتى ضقت ذرعاً بهم وانتهرتهم على عبثهم ، ولما لم يجدوه سمعت ابني الأكبر أحمد يقول لأخيه سوف أحل لكم هذه المشكلة ، ثم ما لبث أن اقترب من الكرسي الذي كنت أقف عليه وذهلت عندما وجدت نفسي على كتفه وقد استدار بسرعة وخرج من الحمام واتجه نحو غرفة نومي وهو يحملني إلى أن أدرك السرير فتركني لأجد نفسي جالسة عليه !!

ساعتها أصابني الذهول مما حدث ، لكني تمالكت نفسي وذكرت تلك الواقعة لزوجي عبد الحميد عند عودته للمنزل فلم يبد أي اهتمام وقال لي أن أولادنا ما يزالون أطفالاً ولو أنهم بلغوا سن الشباب لكان له تصرف آخر، وأنه من الأفضل أن أحسم الأمر معهم دون تدخل مني ! مرت الأيام وظننت أن ما حدث هو مجرد حادث عابر لن يتكرر ، ولكنه تكرر مع ولدي الثاني محمد ودون سابق إنذار أو مبرر عندما كنت ذات يوم أؤدي أعمال المطبخ واقترب محمد مني فاعتقدت إنه في حاجة إلى حناني ، فضممته إلى صدري ثم أخذت في استكمال ما بدأت من أعمال ، وإذا بابني محمد يثني ركبتيه ويحيطني بذراعيه ويصل يديه ببعضهما ويحكم قبضته علىّ ثم يرفعني في لحظة ولم أتمكن من النزول إلا بعد ن اجتاز بي طرقة طويلة ويصل إلى الصالة حتى كدت أن انفجر !

تمالكت أعصابي وحاولت أن أفهم سبب هذا التصرف العجيب ، فأجاب ابني الأكبر أحمد أنه يشعر إنه رجل حين يحملني ، أما محمد فقد عبّر عن سعادته فقط بأنه استطاع حملي ، فطلبت منهما عدم تكرار ذلك ، لكنهما طلبا مني أن اسمح لهما بحملي مرة واحدة كل يوم ، واعترتني دهشة كبيرة فوزني يزيد على السبعين كيلو جراماً وأنا أطول منهما بكثير ! ولا أعرف كيف أتصرف معهما ولا مع زوجي عبد الحميد ؟!

عندما انتهت سنية من قصتها العجيبة ، لاحظت على وجهها الحزن الشديد والاكتئاب ، فهونت عليها الأمر وأقنعتها أن لله في خلقه شئون ، وتفسيري لإصرار زوجها عبد الحميد على أن يحملها لفترات طويلة يومياً هو أن لديه رغبة في الاستحواذ والامتلاك ، أو رغبة دفينة في ممارسة عاطفة الأمومة والطفولة خاصة أن ذريته من الذكور ، ولا بأس في الأمر كله ما يحدث في حدوده الآمنة ، وما دام يسهم في تحقيق الوفاق الزوجي بين الزوجين ، أما عن تصرفات أولادهما ، فواضح أنه تقليد لأبيهما ورغبة في ممارسة تصرف من تصرفات الكبار كما شاهداه بعيونهما ! إنها حقاً حكاية عجيبة ، غريبة والذي يعيش كثيراً يرى أكثر !!

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك