يحكى أن في يوم من الايام خرج الامير يتجول في احد اسواق مدينته وهو متنكراً في زي رجل بسيط، وخلال تجوله مر بتاجر وابنه، فسمع بينهما حوار لفت انتباهه بشدة، حيث سأل التاجر ابنه : كم صديق لديك يا بني ؟ فأجابة الولد : لدي اربعين صديقاً، استغرب التاجر كثيراً من رد ابنه وقال له : كيف هذا ؟ لقد اصبح عمري خمسين عاماً يا بني وليس لدي سوى صديق ونصف، استغرب الامير من كلمة التاجر وقرر أن يفهم معنى كلمة صديق ونصف .
عاد الامير الى قصره وأمر الحراس باحضار التاجر ليتعرف على سر كلمته، وعندما حضر التاجر أمام الامير، قال له الامير لقد سمعت اليوم الحوار الذي دار بينك وبين ابنك واريد منك أن تشرح لي مغزاه، وما قصة الصديق والنصف ،
قال التاجر : لن اشرح لك بالكلام يا سيدي الامير، ولكنني سأجعلك ترى ما أعني بعينك، ثم طلب التاجر من الامير ان يعلن في المدينة انه سيتم اعدامه الجمعة القادمة، وبالفعل امر الامير النادي أن يتجول في جميع انحاء المدينة ويعلن أن هذا التاجر سوف يعدم الجمعة القادمة .
جاء احد اصدقاء التاجر الى الامير وقال له : يا سيدي انا مستعد ان افدي صاحبي بنصف مالي، فقال له الامير : ولكن هذا لا يكفي ، سيتم اعدام صاحبك، فقال له : يا سيدي انا مستعد ان افديه بكل مالي، فقال له الامير : لن يشفع مالك له , سوف يتم إعدامه، نظر الصديق الى التاجر وقال له في حظن : يا صديقي لقد فديتك بكل مالي ولكن دون جدوى، هل وافيت لك حقك ؟ فقال التاجر : نعم فعلت، شكراً لك، انسحب الصديق من القصر، وبعد لحظات دخل صديق آخر للتاجر يأتي من بعيد ويقول للامير : سيدي ليس هو الذي ارتكب الذنب انا الذي فعلت، انه بريء ولم يخطئ .
نظر الامير في دهشة الى الرجل وقال له : اذاً سوف يتم اعدامك بدلاً من التاجر ؟ فقال له الصديق : نعم ليكن يا سيدي سأعدم مكانه انا المذنب الوحيد، فطلب الأمير أن يتم تجهيز المكان لإعدام ذلك الرجل وعندما وصل الى لحظة الاعدام سأله : هل تتراجع عن موقفك ؟ قال الصديق : لا لن اتراجع، انا المذنب وصديقي التاجر بريء، عندها تدخل التاجر واعتنق صديقه وقال للامير : هل عرفت يا سيدي ما اعني بصديق ونصف ؟ فإن نصف الصديق سيفيدك بالمال إن استطاع، اما الصديق فلن يبخل عليك حتى بروحه، هذا هو مفهوم الصداقة ،، و انت بعد قرائتك لهذه القصة، كم صديق لديك ؟!