تروى.. كنت في الصف الثاني الثانوي وكان أبي قد توفى منذ شهور وكنت حزينة جداً لفراقه.. وصلتني رسالة تهنئه من رقم غريب بمناسبة شهر رمضان المبارك فرددت بمين؟!
قلت من انت ومن أين جئت برقمي ولم يوضح لي.. شيئاً ما منعني من أن أحظر رقمه رغم أنني أحظر أي شاب وبدأنا في الحديث والتعارف وكنت صادقة معه حقاً وكنت أظنه صادقا في كل كلامه ومع الوقت عرفت انه يعيش بمدينة قرب مدينتي وصرنا نتحدث يومياً ومع الوقت بدأت أشعر أنه يحبني ويهتم بي كثيراً وشعرت بصدق نواياه حتى بدأت ألاحظ أنني أيضاً تحركت مشاعري تجاهه ولكن لم يعترف أحد مننا للآخر وكنا كلما تحدثنا انجذبنا لبعضنا أكثر ربما لتشابه التفكير والذوق والرأى بيننا في كل صغير وكبير.. بدأت مع الوقت أتعلق به كثيراً وكأنه ينسيني مرارة فقدي لوالدي لأنه كان يحب أن يتركني أفضفض معه وأبكي وكان يشعر بي دائماً حتى اعترف لي ذات يوم بحبه الشديد لي (كل هذا ونحن لم نلتقى ابداً ولم نكن نعرف شكل بعضنا ابداً) لم أعترف انا بحبي له فسألته هل تفكر بالزواج بي قال بالتأكيد فاعترفت حينها بحبي الشديد له وانا في قمة خجلي وخوفي لأنني ولأول مرة أتحدث مع شاب..
كنا نتحدث لمدة شهور ولم يطلب مني أن يراني وانا كذلك.. تطور الأمر صرنا نتحدث مكالمات وسمعنا صوت بعض وذات يوم وهو يكلمني كان صوته متعب للغاية فقلقت عليه جداً جداً وارتعبت ان افقده هو ايضاً مثلما فقدت والدي وصرت أبكي وطلبت منه أن يعطيني عنوانه لأزوره وبالفعل قررت أن أذهب إليه ولكن تأخرت وانا ذاهبة حدث معي حادث بسيط وفصل الجهاز المحمول وتأخرت قليلاً ثم وصلت وذهبت إليه مثلما وصف لي العنوان ذهبت لبيته ورأيته ورآني ولأول مره وكان يبكي بكاءً شديداً لم اعرف لماذا فأخبرنى انه قلق علي عندما تأخرت خوفاً من ان قد أصابني مكروه وكان خوفه علي ملحوظ جداً ولم يتوقف عن البكاء وفرح كثيراً عندما رآني وأخبرني انه لم يتوقع أنني سأكون جميلة لهذا الحد..
كان مهذباً جداً معي فهو يحبني حقاً ولا يفكر ان يؤذيني ابداً وكنت ايضاً أثق فيه ومطمئنة معه كما لو أنني أعرفه منذ زمن.
.
تقابلنا أكثر من مرة وصرت في الصف الثالث الثانوي قرب الامتحانات.. وذات يوم أثناء حديثنا في الهاتف قلت له انتظر ان انهي امتحاناتي ليتقدم لخطبتي وكان منتظر هذا اكثر مني لانه كان يعشقني بكل ما تحويه الكلمة من معنى وانا ايضاً كنت أحبه بكل قلبي وتعلقت به جداً جداً
لكنه في هذه المرة قال لي ما اذا كنت أحبه ف اكيد سأظل معه تحت أي ظرف ولم يمنعنا شئ من الزواج فقلت له بالتأكيد فانت حبيبي ولن أتخلى عنك مهما حدث لكن فهمت حينها انه يخبئ عليَ أمراً ما فقلت له ماذا تُخفي عني قل ولا تخف فانا أحبك ولن اتركك ابداً..' ثم جاءت المفاجأة وكانت كالصاعقة بالنسبة لي فقد أخبرني أنه متزوج ولديه ثلاثة أطفال لكن زوجته لم تكن حسنة معه ابداً ولا مع أهله فقد تركت بيته واخذت ابنائها ورحلت الى بيت اهلها وهو يكرهها ولايريدها ان تعود لبيته ابداً.. صدمت حينما علمت انه متزوج ولديه اطفال وانه ينكر هذا الامر عني وكان قد اخبرني انه لا متزوج ولا مرتبط.. حزنت وتألمت وبكيت وكدت أصرخ فبكى هو ايضا بكاءاً شديداً وأخبرني انه يعشقني ولا يمكنه أن يعيش بدوني وكان حقاً صادقاً في حبه لي ولكن لم يكن صادقا حينما أخفى عني خبر زواجه حتى صرت أحبه وتعلقت به كثيراً فأخبرني كي لا أتركه لكني بالفعل تركته فانا لا استطيع ان اتزوج برجل متزوج وايضاً لديه اطفال حيث اخبرني انه سيطلق زوجته ويتزوجني
لكني رفضت بشدة وانا اتألم وقلبي ينفطر لانني اعشقه ثم جاءت الامتحانات وفشلت في الثانوية العامة فقد نجحت بمجموع ضعيف للغاية بعد ان كنت متفوقة ومتألقة في دراستي وتدمرت حرفياً في كل شئ..
وانا الان في عامي الاول بالجامعة وهو حتى الان يأتى إليَ لكي يراني ويبكي ويحاول ان يحادثني لكنني ارفض دائماً وقررت أن أنساه وأنسى كل ما عشته من ألم لكني لم أستطيع..
لا أدري هل أسامحه أم لا؟
يجب عليكي اعطائه فرصة ولكن من المفترض ان يطلق زوجته ثم ينتقل الى المستوى الاخر في علاقتكما
وكذلك يجب ان تعرفي سبب ترك زوجته له, واستفسري عنه جيداً