نداء أصم .. في لحظة ضعف

---

شعرت سومر بأن الحزن فك يقضم فؤادها، قضمة فقضمة، ولم يكن الألم يقل ككل شيء نعتاد عليه، بل كان يزيد قوة، وشدة، ومرارة ..
وكأت رأسها المحمول بالهموم على ذراعها، التي طالما تحركت بدأب تسطر العلم، لكن العين أبت التكرم بدموع تخرج معها بعض ما تراكم في نفسها، أو ربما هي التي كانت تأبى البكاء ..
وفي لحظة ضعف، وهوان وانكسار، رفعت رأسها المتعب ناظرة إلى السماء بعينين لامعتين، وتمتمت :
أي ربي .. كنت أقوى من الهموم، وأقوى من الأحزان، وأقوى من النوائب، واليوم .. لا أقوى حتى على دفع دمعي، أي ربي، ما كنت أضعف قبل اليوم، إلا يوم ولدتني أمي، إذ كنت عارية فكسوتني، وجائعة فأطعمتني، وضعيفة فجعلتني في حضن أمي، أي ربي، كنت بمأمن في بطن أمي ثم أخرجتني، أفتراك تتركني ؟! حاشا لك أن تترك عبادك، أو تنسى من ذكرك، أو توكِّل من توكَّل عليك إلى غيرك .. رباه فاجعل لي من هذا الضيق مخرجاً كما جعلت لي من سواد الرحم مخرجاً .