مفاجأة لصديقتاي

---

منذ أن فتحت عيناي على هذه الدنيا ، لم تفارقني المشاكل فقد إعتدت على وقوعي في المصائب ، و أحلهم على طريقتي الخاصة بدون أخذهم على محمل الجد ، و تعرضت للكثير في حياتي كالمرض و المشاكل العائلية، و إزداد الأمر سوءا في فترة مراهقتي فقد تعرضت للتنمر و فقدان أعز الأشخاص الي و عدم تقبل المجتمع للشخصيتي البريئة و المجنونة و الطفولية بعض الشيء ، حتى إني كنت أسمع كلمة سخيفة أكثر من السلام عليكم ، و تغير بي مجرى اللعبة ، أو أنا غيرته ، حولت نفسي فقط لإرضاء الناس ، فأصبحت من فتاة ذكية إلى فتاة جميلة ، و من طيبة إلى شريرة ، و من بريئة إلى خبيثة ، و من ملائكية إلى شيطانية ، و أسوء شيء أني أصبحت حقودة أفكر فقط في الانتقام ، و دفت شخصيتي القديمة و أغلقت دفترها إلى الأبد أو هذا ماكنت ظننته ، نسيت أن لي أشخاص لا يحبون ما أصبحت عليه ، و هنا تبدأ قصتي مع أقرب الناس إلي ، عندي صديقة إسمها سارة و هي أكثر شخص يعرفني ، و أيضا عندي زميلة إسمها منى و هي أكثر من كان يدعمني ، حسنا كنت قد قررت الانتقام و لا يوجد شخص كان بإستطاعته إيقافي ، حدثت وقتها منى و الغريب أنها وقفت إلى جانبي ، و بعد مدة قررت إخبار سارة في البداية كان الأمر صعبا لكن وافقت أن تساعدني بدأت التخطيط و لم أخبر أحدا عن ما يدور في رأسي حتى سارة و منى ، و توصلت لخطة جهنمية لا يفكر بها إنسان ، المهم بدأت الأمور تخرج عن سيطرتي و كما قلت أنا و المشاكل لا نستطيع الإفتراق عن بعضنا و بعد أكثر من شهر من المشاكل بدأت أتقدم في تنفيذ الخطة و لازلت لم أخبر صديقتاي عما يحدث فقد إنتقمت في صمت و نفذت بفعلتي و كأني لم يكن لي دخل ، حتى جاء اليوم الذي ياليته لم يأتي ، بدأت أحس أن الوقت ينفذ مني و بدأت أخسر إنتقامي و إنتها الأمر و جاء يوم الفراق إنها نهاية العام الدراسي و معه نهاية الانتقام ، و بدأت أشعر أن علاقتي بصديقاتي تتدمر ، فحين أحدث سارة دائما ماتقول إنها ليست بخير أحيانا أنجح في إضحاكها لكن أشعر أننا لم نعد كالسابق و لم نعد نتحدث كثيرا ، أما منى
فدائما نفس السؤال و نفس الجواب و أغلب حديثنا شجار و إذا تحدثنا مثل الخلق يطغى البرود على جميع الأحاديث. حسنا أعترف هذا الأمر كان يزعجني في البداية ، لكن علمت مؤخرا أن البقاء بمفردي أفضل لي ، فقد فكرت أنه مهما حدث لن أستطيع التغير ، و أن معدني الداخلي هو أني فتاة مجنونة بطريقة جميلة و أنه لايهمني القوة و الهيبة و الشر ، لأنني أحب نفسي كما أنا ، و أرجح أنه في حياتي كلها لم تكن هناك مشكلة أفادتني و غيرت تفكيري ، و يسعدني أن أقول أني سأعود كما بدأت الطريق و سأعيد فتح الدفتر المغلق و أكمل كتابة قصتي فأنا أحببت الجنون و هو عشقني ، لا أعلم إذا كان تجنب صديقتاي لي مقصودا أم أنهما لم ينتبها أبدا ، لكن أشكرهما على كل شيء ، فهن قبل أن يكن صديقاتي هن أختاي و أكثر من ذلك ، أنا متأكدة من الله خلقني لأكون متسببة في المشاكل لسبب ما ، فبسبب مشاكلي تعرفت على منى و سارة ، و سأتعرف على المزيد بإذن الله ، و أنا أقول لهما:"أحبكما و أقولها بأعلى صوت ، أسفة إذا ما جرحتكما يوما أو أزعجتكما
، سارة أسفة إذا ما شغلتك عن شيء مهم أو إذا رفعت صوتي عليك في لحظة غضب ، منى آسفة لأنني أقلق بدون سبب و لأني أزعجك بغبائي ، و أعلم أنكما تحبانني مثلما أحبكما لذا عليكما أن تتحملاني و إشتقت لكما ، هذه الرسالة هي المفاجأة التي وعدتكما بها ، أعلم أنه كان من الممكن أن أقولها لكما لكن أردت أعلن حبي لكما و أصرخ بأعلى صوت أحبكمااااااااااااااااااااااااااااااااا و أعدكما عندما نلتقي سأعطيكما شيئا يعني لي الكثير."و يسرني أن أقول أني تراجعت عن إنتقامي و و ضعت قصادي هدفا سأحققه، فقد تعلمت أن أفضل طريقة للإنتقام هي النجاح و ترك من آذاني خلفي و أنساه و كأنه لم يكن موجودا في حياتي أبدا.