أخذت سومر تسرح شعرها المموج، ثم ربطته بمشبكها على عجل، وخمرت شعرها بما اعتادته، ثم نهضت عن الفراش وجلست قبالة كتبها الموضوعة على المنضدة، ولسبب ما أخذت تستذكر في رأسها كلمات من أبيات شعر كانت سمعتها في إحدى الأمسيات، فأخذت ترددها، حتى انتبهت إلى نفسها فقالت في غضب : يا سومر، أفي الدرس نحن أم في مجلس الشعر ؟!
ثم ظهرت ابتسامة صادقة على وجهها، ابتسامة خطفت عن الغضب الأضواء، وقد خطر لها اليوم الذي حصل لها فيه نفس الشيء في درس الفقه، فقالت لها أستاذتها أروى ممازحة : مجلس فقه هذا أم مجلس شعر ؟!
ولم تلبث تلك الإبتسامة طويلاً حتى طردها شبح الحزن، نظرت سومر من نافذتها وقالت : أي يا رب، قد طال الفراق، نجني من الغم بأن تجعل لها مخرجاً مما هي فيه، وقصر أمد اللقا، إنك المجيب لمن دعا ...