انا لست مجنونه .............. الفصل الاول

منذ #قصص رعب

#الفصل الأول
في صغري كانت حياتي هي

نوم ولهو وطعام

وحرفيا هذا ما يفعله أي طفل كان في عمري حتى كبرت واصبحتُ امتلك غزيرة الاستكشاف التي يمتلكها المراهقون -كما يدَّعون- حتى لو كان ذلك سيؤدي بي الى الهاوية ، وتجري الأيام بشكل طبيعي طل قمر الليل بلونه الأبيض الناصع ونسمات هواء الليل التي تشعرني بقشعريرة تسري في جسدي أنام على فراشي بكل راحة ومن شدة حرارة الجو لهذا اليوم -فقد تجاوزت درجة الحرارة 35 سيليوس- لم أكتفِ بنسمات النافذة فوقفت بتثاقل حتى وصلتُ إلى المروحة وقمت بتشغيلها وعدتُ لفراشي من جديد وللأسف فقد عهد النوم علي معاهدة بألا يأتيني في هذه الليلة إلا بعد ارهاق من السهر وبالفعل ظللتُ ساهرة إلى الساعة 3 ليلا شعرت بالقلق وفي منتصف هدوء الليل القاتل خبأت رأسي تحت البطانية على أمل ألا أتخيل أي أصوات تثير الذعر لكن عقلي الباطني لم يكف عن تخيل صوت أقدام تصعد درج منزلنا ... وتصعد ... ولا تزال تصعد ... نصف ساعة تقريبا وهي ما زالت تصعد كلما زادت خطوات الاقدام زادت سرعة النبض لدى قلبي كانت بمثابة علاقة طردية ... لم استطع التحمل بدأت أناملي تتجمد -لم يكن الدم يصل لعروقي- وتشنجت يدي بالكاد استطعت النهوض وقفت على قدمي بدون سبب -ردت فعلي حينما أرتعب- وسقطت على فراشي ، بعزم وقفت ، اتجهت لغرفة أمي وأبي بتردد اقف على الباب كنت احدث نفسي ~لا أريد أن يقلق علي أحد أنا بخير .. أيجب علي العودة إلى نقطة المرجع -غرفتي- واصارع الوقت وهو يمضي أم ابقى لايقاظ أحدا لينجدني من فيلم الرعب الذي اعيشه؟~ فهممت بدون تفكير حتى وذهبت الى الحمام وغسلت وجهي بطريقة عشوائية وهذا جعل النوم يذهب من عيني فإن كنت نعسة قليلا فالان بعد غسل وجهي اكتسبت طاقة مضاعفة لم احصل عليها في الصباح عدتُ بخيبة أمل الى غرفتي واستلقيت على فراشي ، غفوت قليلا واذا انا أشعر بالعرق يشق جبيني واستيقظ بفزع لأمسح قطرات العرق من على وجهي ورغم أن المروحة كانت تعمل إلا أني لا أشعر بهوائها رفعت البطانية الى رأسي حتى غطيته وشعرت بأنني اختنق حرفيا شعرت بأنني سأختنق بلا سبب وعادت قطرات العرق بالتجمع مرة أخرى فعندها رفعت البطانية عن وجهي خفق قلبي ورأيت بأن المروحة لا تدور وأن أحدا قام بإيقافها بعيدا عني -هي تعمل لكن لا تدور ليصل الهواء إلي- الموضوع طبيعي عند قراءته لكن من يا ترى أوقفها مع العلم بأن جميع أفراد عائلتي غارقون بالنوم وهذا ما دبَّ الهلع في قلبي وبين جوارحي ، وقفت بفزع واشعر بعدم توازن قمت بإعادة توجيه المروحة وذهبت لغرفة والدي بقلق لا أشعر بأني على ما يرام هناك شيء غريب ، قمت بايقاظ أبي واخبرته بأنني ارتعش ولا أشعر بالدم يصل لعروقي ، تحسس أبي برودت يدي بالاضافة الى أناملي وقام بتهدأتي واحضر المبخرة ووضعها على انفي وفمي وبدأت باستنشاق بخارها مستلقية مكان أبي على الفراش ، جلس أبي على كرسي يراقب حالتي ويكرر سؤاله : هل تشعرين بالتحسن الآن؟ لم أجبه لأن لساني عقد لم استطع النطق بحرف بعد دقائق معدودة كرر أبي سؤاله فاجبته بأنني الآن بحال أفضل ، استيقظت أمي كانت تبدو قلقة والنعاس يحاول أن يستولي عليها وهي تقاومه لتعرف السيناريو الذي يحدث فأخبرها أبي بما أخبرته وأنا أنظر الى أبي وهو يحاور أمي أغمضت عيني بدون قصد وغرقت بالنوم حتى الصباح .. ففي الصباح استيقظت لأجد الساعة لازالت 7 أي أن الوقت باكر كانت أمي نائمة وكذلك إخوتي أما بالنسبة لأبي فقد ذهب إلى العمل ، شعرت بجفاف في حلقي فقمت متجهة إلى المطبخ لأرتوي ومن ثم تأتيني فكرة

لمَ لا أبحث عن شيء له علاقة بما حدث البارحة ، أيعقل أن أجد شيئا ؟ … لا أظن لكن "إن لم ينفع فلن يضر" لا خطأ من المحاولة …

فأول مكان جاء برأسي هو القبو -كما اسميه أما بالنسبة لأبي فيفضل تسميته مخزن أو شيء من هذا القبيل- قبونا هو عبارة عن غرفة صغيرة تحت الدرج سقفها يوازي الدرج بشكل مائل ويوجد فيه العديد من الأشياء من جرار غاز الى غسالة وما الى أشياء نستعملها تارة ونتركها لفترة طويلة بدون استعمال في تارة أخرى ، أخشى النزول وحدي لسبب واحد وهو وجود الحشرات بأنواع مختلف وبكثرة فيوجد العناكب والنمل وحشرات أخرى لا داع لذكر اسمها … استجمعت قواي وبدأت بنزول الدرج درجة درجة اتنفس بصوت عال وكأنني أحدد مصيري ! أمر صعب على المرء أن يخاطر بنفسه لأجل لا شيء ، وأخيرا وصلت إلى باب القبو واشعلت الضوء قبل ان ادخل ووضعت يدي على المفتاح لأديره وفجأة اسمع صوتا يردد

ما الفائدة بأن يخاطر المرء بحياته لأجل لا شيء !

فقلت بصوت مكتوم: لقد أصبت يا هذا ! ، بسرعة البرق صعدت الدرج من جديد ذهبت لغرفتي واستلقيت على فراشي وكأن شيئا لم يكن وكانت الساعة قد أوشكت على الثامنة وهو موعد استيقاظ الأسرة ، انتظر وانتظر وانتظر حتى غفوت ... فسمعت صوت اختي قائلا بنبرة يملؤها الصراخ والغضب

_ استيقظي وإلا سأخبر أمي .. هياا استيقظي .. حسنا أنت من طلبت ذلك
ذاهبة إلى أمي التي غضبت لما علمت بأنني لم استيقظ بعد وجائت التهديدات الصباحية

إن لم تستيقظي في هذه اللحظة فسوف تحرمين من المصروف أو لن أسمح لك باستخدام الهاتف لهذا اليوم أو لن نأخذك معنا يوم السبت على الرحلة إلى المتنزه …

وتأتي اختي للمرة الأخيرة تنطق اسمي لتيقظني وبدوري أصحو لأن قدوم اختي للمرة الأخيرة يعني أن أمي ستأتي بعدها إن لزم الأمر وستبدأ العاصفة التي لا أريد منها أن تأتي لذا افضل طريقة الايقاظ التي فيها نبرة غضب على ألا أحصل على طريقة الحرب التي سأخرج منها مهزومة -لقد بالغت كثيرا !- أعتقد أن أغلب المنازل في هذا الحي تستيقظ على صوت زقزقة العصافير وضوء الشمس الدافئة ، لا أريد كل هذا فقط أريد قسطا من الراحة أي أن نستيقظ مع البشر وليس قبلهم وهذا هو العدل ، اذهب الى الحمام فأغسل وجهي وشعري وانظف أسناني واخرج ذاهبة إلى غرفتي لأسرح شعري واخرج الى المطبخ لأرى أمي ظلت تنتظرني لعشر دقائق ولم تبدأ بتحضير الفطور عندها تختفي الابتسامة من على وجهي ويبدأ تحضير الفطور وهذا هو ما أفعله كل صباح مع تجنب نزولي للقبو ، أؤكد أن ذلك ممل لدرجة كبيرة أشعر تاره

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك