ليس معنى أننا لا نرى شيئًا بأعيننا المجردة ، بأن هذا الشيء غير موجود من الأساس ، وكم قصصنا من قبل أن الأطفال نظرًا لطهرهم وبراءتهم يستطيعون رؤية ما لا يخطر لنا على قلب أو عقل ، ولعل رؤية الأرواح أو الأشباح ، حبيسة المنازل والقصور هو أكثر ما تمت روايته من قبل بشأن الأطفال ، وصديق لونا هو أحد هؤلاء . القصة : لونا طفلة أمريكية في السابعة من عمرها ، تعيش برفقة أشقائها الثلاث ، ووالديها حيث تقبع والدتها في المنزل ، لأنها ربة منزل لا تعمل وتفضل العناية بأطفالها بشكل دائم ومتفرغ تمامًا لهم ، بينما يعمل الأب ويدعى كالفن في دائرة الشرطة ، كضابط تحقيقات . انتقلت الأسرة جميعها من مدينة إلى أخرى ، نظرً لترقي الأب كالفن ، وحصوله على منحه من دائرة الشرطة شهادة لكفاءته ، وكان الأبناء مولعون بالعديد من الهوايات إلا أن مايكل ، كان هو الأكثر تميزًا حيث أدمن على التصوير الفوتوغرافي ، وتصوير الفيديو بشكل كبير ، ومثّلت له المدينة الجديدة متنفسًا وطقسًا جديدًا ، يذخر بالعديد من الصور الرائعة . كانت لونا كل يوم منذ أن انتقلت العائلة إلى المنزل الجديد ، تتحدث مع أمها بشأن الرجل الأصلع ذو القميص الأبيض ، الذي يلعب معها دائمًا ، وكانت الأم تضحك من حديث الصغيرة ، فمن المعروف أن الطفل في هذه المرحلة ينمو خياله ويطور أشخاصًا غير حقيقيين . كان كالفن يعود من عمله كل يوم في توقيت العشاء ، ليتناوله مع أبنائه ثم يصعد إلى غرفهم برفقتهم ، ليطمئن على أحوالهم ، فقد كان مثالاً للأب المتميز وبحق ، وعقب أن أتم كالفن عشاءه في أحد الأيام ، قرر أن يصعد لرؤية أبنائه فقد تأخر قليلاً في العمل ، ولم يحالفه الحظ في تناوله العشاء معهم . ولكن بمجرد أن صعد إلى الطابق العلوي ، حتى سمع صوت ضحكات ابنته لونا الصغيرة يتعالى ، وكأنها تتحدث مع شخص ما ، فتح كالفن باب الغرفة ليجد ابنته تجلس على فراشها ، وهي تبتسم للحائط ! فسألها مع من تتحدث فأجابته بأنه صديقها السيد كاندي ، فتفقد الأب الغرفة ليجدها خالية سوى من طفلته ، فقبل رأسها ودعاها للخلود إلى النوم وانصرف .
ذهب كالفن يتحدث إلى زوجته وسألها بشأن السيد كاندي ، فأجابته زوجته ضاحكة بأنه صديق خيالي للونا ابنتهما ، وأنها أثناء العشاء قالت لها بأن السيد كاندي يتدلى من السقف ! وهذا بالطبع خيال من طفلة صغيرة . في اليوم التالي ، نهض جيمي شقيق لونا من أجل أن يقوم بعمل فيلمًا تسجيليًا عن منزلهم الجديد ، وأثناء انشغاله بالتقاط عدة لقطات للمنزل صاح والده باسمه ، فترك الكاميرا تعمل وانطلق مجيبًا عليه . عقب أن عاد جيمي أخرج الشريط من الكاميرا ، ليقوم بعمل بعض التحرير للفيديو المسجل ، وهنا هاله ما رآه ، فقد انطلقت شقيقته لونا من غرفتها وهي تصيح هيا يا سيد كاندي الحق بي ، وهنا ظهرت بالفيديو عينين مضيئتان ، وكأن هناك من ينظر إليه من داخل الغرفة ، ثم اختفت الأعين في لحظة . اندهش وفزع جيمي مما رأى ، وفي تلك اللحظة شعر بمن يضع يده على كتفه فانتفض جيمي فرعًا ليجدها لونا ، فقال لها بغضب ماذا بك ؟ قالت له أن السيد كاندي موجود في غرفته ويتدلى من السقف ، نظر جيمي حوله برعب ولكنه لم يجد أحدًا ، فصاح في شقيقته غاضبًا لا يوجد في المنزل أحد بهذا الاسم . مر أسبوع على هذا الحادث ، كان جيمي قد قرر فيه أن يضع كاميرا بغرفة شقيقته لونا ، وأخرى بغرفة الطهي ، وفي اليوم التالي قام جيمي بفحص الكاميرات لمعرفة ما تم تسجيله ، مر الوقت بطيئًا ولاشيء يظهر بالأشرطة ، إلى أن جاءت لحظة لمح فيها جيمي ظلالاً كثيفة على الحائط بغرفة شقيقته ، هنا ذهبت إليه وأخبرته أن كاندي غاضب منه ، وقال أنه سوف يؤذيه إن لم يتركه وحاله ، وانطلقت نحو غرفتها . لحق بها جيمي ولكنه لم يجد ، فانتفض فزعًا وصاح باسمها ولكنها لم تجب ، فدخل إلى الغرفة لتخرج شقيقته من الدولاب وتقول له ماذا بك ، أنا ألعب الغميضة مع السيد اكندي ، فسألها أين هو فأجابته بأنه يقف خلفه ، التفت جيمي ببطء ولكنه لم يجد ، ولكن عندما عاد بوجهه وجد أمامه رجل طويل القامة ، يرتدي قميصًا أبيض اللون وله بشرة شاحبة ، وليس بوجهه نقطة واحدة من الدماء ، مع عينين زرقاوان لهما وميض مخيف . صرخ جيمي ليختفي الرجل ، وتأتي أمه فيروي لها ما حدث ، هنا لمحت شقيقتهم لونا وهي تقف على السطح محاولة القفز من الأعلى ، خرجوا جميعًا في محاولة لإقناع لونا بأن تنزل إلى الأسفل ، في حين انطلق جيمي راكضًا نحو شقيقته ، وأنقذها ليهبطوا جميعًا وتهاتف الزوجة كالفن فيوجهها بأن تذهب لشقيقتها برفقة الأولاد . عاد كالفن واصطحب زوج شقيقة زوجته نحو المنزل وحمل مسدسه ليرى من هذا الكاندي ، وأثناء انطلاقهما حدثت شقيقة الزوجة سيدة تدعى مارجريت وهي وسيطة روحانية ، وذهبت السيدة إليهم وعلمت الأمر كله ، وطلبت أن تذهب للمنزل . وبالفعل ذهبت برفقة الزوجة وكان كالفن وزوج الشقيقة قد سبقوهن ، ولم يجدوا شيئًا هنا طلبت منهم الوسيطة الروحانية أن يلتفوا في دائرة ، ويتمسكوا بأيدي بعضهم بعضًا ، هنا ارتعدت الوسيطة كثيرًا ثم سقطت مغشيًا عليها ، وعندما استفاقت أبلغت الأسرة بأن المنزل كان قديمًا حانوتًا ، وأن هذا الرجل كان مصابًا بالسرطان وتم قبره داخل لمنزل ، ويطلب منهم الرحيل ، جمع كالفن أغراض الأسرة كلها ، وأخذ عائلته وانصرف من المدينة والمنزل ككل .