قصة الصاعقة

منذ #قصص رعب

لقد انتقلنا حديثًا للعيش في أحد ضواحي الأحياء المجاورة ؛ والتي كانت تتميز بأنها الأكثر هدوءًا داخل المدينة ؛ كما كانت مكانًا آمنًا ؛ حيث كان به حراسة ومراقبة طوال الوقت ، وكان مليء بالمساحات الخضراء ؛ وجيران لطفاء ، وكانت البيوت محاطة بأسوار من الحجارة . كانت تلك المنطقة مكان مثالي للعيش فيه بالنسبة لشخص مثلي أصبح أرمل وأب يعيش وحيدًا مع طفله الصغير ذي الثلاث سنوات ، كما أن تلك الحياة الجديدة ستساعدني على تخطي الذكريات الأليمة والدراما التي عشتها خلال العام السابق . قامت في تلك الليلة أخر عاصفة في هذا الفصل ؛ حيث كان مشهدًا مُروعًا ؛ حينما أضاءت العاصفة شوارع المدينة بأكملها ، على كل حال لم تُعلن حالة الطوارئ بالمدينة ؛ على الرغم من نزول بعض القوات إلى الشارع ؛ واستغرق ذلك الأمر وقتًا قصيرًا . رأيتُ ابني ينظر من النافذة ؛ إنها كانت المرة الأولى التي يرى فيها عاصفة ، كان شغوفًا برؤية تلك العاصفة التي تضيء شيئًا فشيئًا داخل بعض أركان وغرف منزلنا الجديد التي كانت لازالت فارغة ؛ كما كان يستحضر الضوء بعض الظلال المختلفة في الظلام من مربعات ، حينها قفز ابني وصاح قائلًا : إن الرعد بدا مثل الطبول . استغرق الأمر بضع ساعات لأقنع ابني بالذهاب إلى فراشه لكي ينام ، وفي الصباح وبينما كنا نتناول وجبة الإفطار قال لي صغيري أنه رأى البرق الحقيقي من خلال نافذة غرفته ، والغريب في الأمر أنه كرر نفس الكلام بعض بضعة أيام بأنه رأى البرق من نافذته ؛ حيث أن السماء كانت صافية في ذلك اليوم ، فاعتقدتُ أنه ربما كان مجرد حلم .

أكدّ ابني بعد أيام قليلة بأن العاصفة تقوم من جديد ؛ على الرغم من أن الجو كان ربيعيًا ؛ وأخبرني أنه يستطيع رؤية العاصفة حتى لو لم يكن هناك أمطار ، بدأ الشك يتسلل إلى تفكيري ، ولكن كيف لي أن أعرف ما يحدث ؟ كيف ؟ ، عليّ أن أحمي ابني من أي خطر . لازلت أتذكر ذلك اليوم جيدًا منذ بدايته وحتى النهاية ، ذهبتُ إلى المطبخ لأُعد فنجان من القهوة ، ثم قمتُ بسحب الجريدة الموضوعة بجواري ؛ وجاءت الأخبار على الفور أمام عيني ، والتي ورد بها أن السلطات قد تمكنت من القبض على كائن خطير ممن يقومون باستغلال الأطفال جنسيًا ؛ والذي كان يرصد المنطقة ويطاردها ، وكان له أسلوب عمل محدد ؛ حيث كان يختار ضحاياه بدقة بحيث لا يكون عليهم رقابة ، وتكون الضحايا غالبًا من الذكور ؛ حيث يذهب إلى منازلهم ويقف عند النافذة ليلتقط لهم بعض الصور أثناء نومهم . أحيانًا كانت تسيطر عليّ مشاعر مرعبة ، وكان تفكيري يذهب إلى أبعد ما يمكن ، وحينما كان يصل التفكير في رأسي إلى حد مفزع ؛ كنت أشعر بالغثيان والقيء ورعشة تسري بجسدي ؛ حيث يدور خيالي حول ما كان سيحدث لطفلي ، في الحقيقة تم إخفاء حقيقة مرعبة جدًا . قبل أسبوع واحد فقط من القبض على ذلك المجرم الخطير ؛ أسرع طفلي باتجاهي وهو يرتدي بيجامة النوم ثم ابتسم قائلًا : هذه الليلة لم أر أضواء الصاعقة من نافذة غرفتي ، تحدثتُ قائلًا : أوه ؛ أحقيقي هذا الأمر ؟ إنه أمر جيد جدًا ، شعرتُ حينها أن الحياة عادت إلى طبيعتها ؛ وانتهى الرعب الذي شعرنا به ، وكانت الكارثة حينما أجابني ابني قائلًا : لا يا أبي . إنني أراه الآن في خزانة ملابسي .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك