يروي محمود قصته قائلاً ، انتقلت إلى عمارة جديدة قريبة من محل عملي ، لم أستطيع التعرف على جيراني ، ولكن أعلم أن لي جارًا يدعى الأستاذ كمال ، وآخر يدعى الأستاذ عبد القادر ، وعدد آخر من الأسر . طبيعة عملي بإحدى شركات تصنيع الأدوية ، تتطلب مني الحصول على ورديات في بعض الأيام بالليل ، وقد أعود إلى منزلي بعد منتصف الليل ، وفي بعض الأحيان عند حلول الفجر ، وفي أحد الأيام عدت من عملي قرابة الفجر ، فصعدت الدرج مسرعًا لأفتح الباب وأدخل ، ثم أجد أحدهم يطرق الباب خلفي ! من هذا الذي يطرق بابي في هذا الوقت ؟ تساءلت من خلف الباب من يطرقه ، فأجابني أنا الأستاذ عبد القادر ، فتحت له الباب فوجدته يقف مبتسمًا لي ، ويقل لي لقد عدت لتوي من العمل ، وأردت أن أتعرف بك ، فغرت فا هي مندهشًا هل هذا الرجل يتحدث بجدية ؟ هل أتى إلى شقتي ليتعرف بي قرابة الفجر ؟ ابتسمت له ودعوته للدخول إلى شقتي ، ودخل بالفعل وأنا لم أكن أرغب بذلك حقًا ، ولكني دخلت خلفه لأجده قد جلس على المقعد ، وأخبرني أنه يسكن بالطابق الذي يقع فوقي مباشرة ، ثم نهض معتذرًا أن يصعد إلى شقته . بعد أن انصرف عبد القادر ، نظرت فوجدته قد نسي مفتاح شقته ، كيف دخل الرجل إلى منزله إذًا ! لم أتساءل كثيرًا فربما فتحت له زوجته أو أحد أبنائه ، ولكني الآن متعب وأرغب في النوم . نهضت في اليوم التالي ذاهبًا إلى عملي ، وحملت معي المفاتيح وصعدت أطرق باب شقة الأستاذ عبد القادر ، ولكن لا صوت بالداخل ولم يفتح لي أحد! لم أفكر طويلاً ولكني نزلت الدرج لأجد حارس العقار جالسًا يدخن الأرجيلة ، فألقيت عليه التحية فنهض مسرعًا ، سألته عن الأستاذ عبد القادر وأخبرته بما حدث بالأمس . ولكنه أجابني أنه لم الأستاذ عبد القادر منذ ثلاثة أيام ، اندهشت وقلت له يبدو أنه يأتي ويذهب وأنت نائم ، فأجابني أن لا ولكن مر بنا الأستاذ كمال ، وألقى علينا التحية وتساءل لم نقف هكذا ، فأخبرته بما حدث فأجابني أنه لم يره منذ فترة ، وأعطاني رقم هاتفه حتى أتحدث إليه ، حسنًا عندما أعود سوف أهاتفة فأنا الآن تأخرت على عملي ، ولا يمكن ألأن أنتظر أكثر من ذلك ، وطالما لم يعد ليأخذ مفاتيحه فبالتالي استطاع دخول شقته . عدت عصر اليوم عقب انتهاء عملي ، في وردية مبكرة اليوم وتذكرت الأستاذ عبد القادر ، فقلت لنفسي أن أحدثه وأنا أصعد الدرج ، هاتفت الرقم وجدته مغلقًا ، وما أن أطفأته حتى وجدته يتصل بي ، ويحييني فاندهشت ولكني أخبرته بأنه قد نسي مفاتيحه لدي ، فأجابني أنه بالعمل وسوف يمر على شقتي عقب عودته . صعدت الدرج وما أن أغلقت الباب خلفي ، حتى سمعت صوت طرقات على الباب ، لأنظر من خلف الباب وأجد الأستاذ عبد القادر! كيف استطاع أن يصل بتلك السرعة من العمل ، فتحت الباب لأجده يبتسم لي ، فدعوته للدخول ودخل مثل المرة الماضية ، واعتذر أنه قد نسي مفاتيحه لدي ، فأجبته أن هذا قد يحدث ، وسألته كيف وصل إلى المنزل بتلك السرعة ؟ فلم يجبني ولكنه ابتسم لي ابتسامة مرعبة ، وقال لي لا يجب أن تعلم كل شيء ، وخرج لأجده قد نسي حافظة نقوده هذه المرة . فتحت الباب وصعدت فورًا ، لأطرق الباب وكلن لم يجبني أحد! أين ذهب الرجل يا ترى ؟ ذهبت إلى شقتي لأحدثه بالهاتف ، فوجدته مغلقًا ، وبالطبع أغلقت الاتصال فوجدته يهاتفني ، فقلت له كيف تعرف أنني من يتصل بك ، فأنت ليس لديك رقمي ولكن تتحدث وكأنه معك ، فأجاب أنه لا يجب أن نعلم كل شيء ، وأخبرني أنه سوف يأتي ليأخذ حافظته .
رن جرس الباب فنظرت من خلفه ، لم أجد أحدًا وما أن ابتعدت حتى دق الجرس مرة أخرى ، لا أدري ما حدث ولكنني ارتعبت بشدة ، وسألت من خلف الباب من الطارق ؟ فأجابني أنه الأستاذ عبد القادر ، فتحت الباب فقال لي لا يجب أن تعرف كل شيء ، وأخذ حافظة نقوده ثم . اختفى ! دخلت إلى شقتي وجمعت كل ما يمهني من أغراض ، وحملت لحقيبة وخرجت مسرعًا لا ألوي على شيء ، فقابلني الأستاذ كمال وسألنني ماذا بي ، فأجبته أنني متعجل ورويت له ما حدث ، فقال لي فأخبرني أن حارس العقار مختفي منذ أسبوع مضى ، نعم ؟ ومع من كنت أتحدث إذًا ؟ انطلقت بأقصى سرعتي ، لأجد هاتفي يدق هذا رقم الأستاذ عبد القادر ، أجبته بحذر ليقل لي اعذرني بشأن التأخر عليك ، فالطريق مزدحم بشدة وسوف آتي قريبًا! ومن هذا ، ركضت مسرعًا لأجد حارس العقار فقلت له أن الأستاذ كمال ، أخبرني باختفائك منذ أسبوع مضى ويبدو أنكما لم تلتقيا طيلة الأسبوع ، فأخبرني الرجل أن الأستاذ كمال قد سافر إلى الصعيد ، لإنهاء بعض الإجراءات الخاصة بالإرث ، عقب وفاة زوجته منذ أسبوع بالفعل. صعدت إلى سيارتي ، وانطلقت مسرعًا وأنا أتجاهل نداء الحارس خلفي ، فكل ما حدث أرعبني بشدة ولا أرغب حتى في الحصول على بقية متعلقاتي التي تركتها بالشقة ، يجب أن أهرب .