للأشباح قصصًا قد تكون مؤثرة ، مقارنة بكون الشبح أو ظهوره وعلامات الدلالة ، على وجوده مرعبة بشكل كبير ، فكم من أماكن ألقت علينا بأشباحها الحزينة والمكلومة لسبب ما ، ومن بين أشهر الأماكن التي يمكننا ، أن نصطدم فيها بالأشباح هي المنارات ، تلك الأماكن المبنية على ضفاف البحار لإرشاد السفن ، إن ضلت طريقها ويبدو أن وجودها بهذا الشكل ، في أماكن نائية ومنعزلة ، قد جعلها ملجأ للأشباح دون غيرها . منارة هيستا والشبح الرمادي : من أشهر المنارات المسكونة والتي شوهدت ، فيها بعض الأشباح هي منارة هيستا الأمريكية ، تلك المنارة التي ارتبط اسمها بظهور شبح السيدة الرمادية ، والتي كانت تظهر لزوار المنارة فجأة فتثير الرعب في نفسوهم . وتروي القصة أن حارس المنارة كان رجلاً عجوزًا ، ويعيش داخل المنارة هو زوجته وطفلتهما الوحيدة ، التي أنجباها بعد فترة طويلة من زواجهما فكانت هي قرة العين لهما ، وفي أحد الأيام كانت الطفلة تلعب على الجرف أسفل المنارة ، فتعثرت وانزلقت قدمها ، لتلقى حتفها فورًا بالمحيط ، مما تسبب في حزن شديد لوالديها ، وصارت الأم تبكيها ليلاً ونهارًا حتى انتحرت
من شدة حزنها على فراق طفلتها .
ومنذ أن انتحرت الأم حتى باتت المنارة ، مسكونة بشبحها الذي يظهر ليلاً وهو يتجول ، يمينًا ويسارًا باحثًا عن شيء ما ، وروى أحد العمال أنه قد شاهد شبح السيدة المكلومة ، وهو يجوب المنارة بتنورة رمادية اللون ، فارتعب الرجل بشدة وأخذ يفرك يعينه ، ثم انطلق صارخًا أنه قد شاهد شبحًا بالمكان . في حين اشتكى بعض الزوار ، من اختفاء أغراضهم فجأة وظهورها في أماكن أخرى ، كما لاحظ البعض أن بعض الأغراض قد تلقى من تلقاء نفسها ، وتتحرك من أماكنها مما أثار رعبهم ، والأكثر من ذلك هو أنه عندما يحل الليل والظلام ، يضاء مصباح المنارة التي لا يسكنها أحد ، ويسمع أي شخص قريب منها صرخات وعويل لسيدة ، آتية من المنارة ويعتقد أنه صراخ شبح الأم . شبح الزوجة الوفية: يختلف شبح منارة بون البريطانية عن غيره ، من الأشباح التي ذكرناها في قصصنا من قبل ، حيث يعد هذا الشبح رمزًا للوفاء ، والكفاح من أجل إنقاذ زوجها ! تروي القصة أنه في عام 1840م ، وقع حارس المنارة ويدعى لوك برايت ، في حب فتاة تدعى كاثرين والتي انتقلت معه للسكن بالمنارة ، والزواج منه والعيش برفقته ، وفي أحد الأيام كان الطقس عاصفًا بشدة ، فأراد لوك الخروج لتفقد المنارة بعدما سمع صوتًا ينذر ببعض المشكلات بها ، ولكن كاثرين حذرته بقلق أن يخرج في مثل هذا الطقس ، إلا أنه لم يستمع لها قط وأصر على الخروج ، رابطًا على خصره حبلاً قويًا . ظل لوك خارج المنارة طويلاً فنهش القلق قلب كاثرين ، التي خرجت لتتفقد زوجها فوجدته ملقى أسفل المنارة بالبحر ، وقد فارق الحياة فما كان منها ، إلا أن حملته وصعدت به ، درجات المنارة المائة وستون ووضعته داخلها ، ثم أشعلت ضوء المنارة لخمسة أيام متواصلة حيث كان لوك ، مهتمًا بأن تضاء المنارة كل يوم . وفي اليوم السادس كانت كاثلين قد صارت أكثر إجهادًا نتيجة الجوع والإرهاق ، فهبطت درجات السلم نزولاً وهي تحمل جثة زوجها مرة أخرى ، ومضت عدة أيام واتجه السكان المحليون لتفقد المنارة ، بعدما اختفى ضوئها عدة أيام ، وعندما وصلوا وجدوا كاثلين راقدة على باب المنارة بالأسفل وقد فارقت الحياة ، وإلى جوارها جثة زوجها المتوفى . ويقول البحارة ممن يمرون بتلك المنارة ، أنهم يسمعون في منتصف الليل عويل سيدة آتنيًا من المنارة ، وأن القطط والكلاب لا تقرب تلك المنارة قط ، على العكس من الأماكن الأخرى ، كما تشتعل أضواء المنارة بين الحين والآخر على الرغم من خلوها ، من أي شخص .