كثيرًا ما تقع بعض الحوادث الغريبة في مدن أو قرى متفرقة ، ولكن قليلًا ما تتحول واحدة من تلك الحوادث إلى شبح يطارد أهل المكان ، أو لعنة تحل عليهم أو حتى شفرة مجهولة الطلاسم يصعب فكها والتعامل معها . بجزيرة هاواي وقعت حادثة غريبة ، وبالتحديد في قرية صولا الغامضة ، حيث غرق بها صبى صغير منذ سنوات عديدة ، واليوم لا تزال مأساته تطارد القرويين بتلك القرية ، ولعل تلك الحادثة لم تكن غرقًا طبيعيًا . فمنظر الطفل لم يكن يوحي بذلك ، كل من رآه أكد أنه يبدو كما لو أنه اختار الموت بإرادته ، والمرعب في الأمر هو ما شاع عن أنه كان يطلب المزيد من الغرقى ليحلوا محله على صخرة أسفل البحيرة المشئومة . وتعود أحداث القصة إلى عام 1947م ، حيث كان هناك مجموعة من الأطفال الذين يلعبون على ضفاف بركة عميقة خارج القرية ، وبينما هم كذلك انزلق أحد الأطفال عن طريق الخطأ وسقط في المياه ، وما هي إلا دقائق حتى غرق الطفل تحت الماء المتلألئ . انتظر الصبية بضع لحظات ليخرج ولكن هذا لم يحدث أبدًا ، فعاد بعضهم إلى القرية لطلب المساعدة وبالفعل حضر بعض الرجال بأسرع ما يمكن ، ودخلوا إلى أسفل المياه بحثًا عن الصبي ولكن ما رأوه كان مرعب وغريب . لقد كان الصبي يجلس على صخرة أسفل البركة ، وذراعيه معلقة في الهواء وجسده يتأرجح يمينًا ويسارًا مع التيار المتدفق ، أما عيناه فكانت واسعة وفمه مفتوحًا ، تعجب الرجال كثيرًا من المشهد المرعب لموت الصبي ؛ لأن هذه الطريقة غير عادية لغرق أي أحد . فقد كان الصبي يجلس بهدوء على الصخرة ، ويبدو أنه انتظر هناك حتى مات ، وعلى الفور استعاد الرجال الجثة وسحبوها إلى ضفة البركة ، وعاشت القرية ليلة شديدة الحزن والسواد على موت هذا الصبي ، وبعدها حاولوا عدم التفكير في طريقة موته الغريبة ، وألقوا الأمر خلف ظهورهم ، ولكنهم بعد الحادثة بأيام بدئوا يسمعون ليلًا صوت صرخات قادمة من اتجاه البركة . في البداية عللوا الأمر ونسبوه للرياح العاتية التي تهب من خلال الأشجار ، ولكن مع مرور الوقت بدأ البعض في الإبلاغ عن تجارب مزعجة ، فكلما مشى القرويون بالقرب من البركة ليلًا كانوا يشعرون بأن هناك من يحاول الإمساك بأقدامهم . ويعتقد الكثيرون منهم أن شبح الصبي يحاول سحب أحدهم إلى مكان موته أسفل البركة ، حتى يحل محله فيبدو أن هذه هي الطريقة الوحيدة ؛ التي سيتمكن بها الشبح من الهرب من القاع ، وذلك بسحب غيره في نفس المكان الذي مات فيه . والدليل على ذلك هو ما حدث في أحد الأيام ، حينما كان يمر بالبركة صبى مع والده ، ونزلوا للاستحمام ولكن بعد فترة شعر الصبي أن شيئًا ما يمسك بقدمه ويحاول سحبه لأسفل ، فصرخ وحاول والدة إنقاذه . ولكن دون جدوى فقد كانت القوة التي تسحب الطفل أكبر بكثير من قوة أبيه ، اختفى الطفل أسفل قاع البركة ، ونزل أبوه على الفور ورائه وحاول بكل قوته سحب ابنه ، ولكنه اختفى وظل يبحث عنه ووجده بعد دقيقة أو أكثر جالسًا على صخرة أسفل البركة ، وعينيه مفتوحة .
فأمسك الأب بابنه وصعد على شاطئ البركة محاولًا إنقاذه بالضغط على صدره ؛ لإخراج المياه وإجراء بعض الإسعافات الأولية لجعله يتنفس ثانية ، وبعد أن فعل الأب كل ما في وسعه لإنقاذ ابنه ، فقد الأمل في أن تدب الحياة في جسده البارد مرة ثانية ، ولكن فجأة ارتفع صدر الطفل بالتنفس وأخرج الماء من صدره ، فاستيقظ الطفل وعادت الحياة للأب الحزين . وحينما علمت القرية بالحادثة أراد السكان وضع حدًا لذلك ، فقاموا بجلب كاهن ليبارك المياه والبركة ، ولكن رغم ذلك وخاصة في الليالي المظلمة ، استمر صوت صراخ الصبي موجودًا ولم ينقطع ، وهناك من يقول أن أهل القرية لن يجدوا السلام أبدًا في تلك البركة ، ولن يجرؤ أحد على النزول ثانية مهما حدث حتى لا يقبع أسفل الصخرة.