قصة محرقة الجثث

منذ #قصص رعب

محرقة الجثث هي قصة لشاب كان يعمل بدوام جزئي في حانوت عمه ، وكان الفتي على ما يرام حتى أتت جثة بعينها لتلك المحرقة التي يعمل بها ، فغيرت حياته 360 درجة ، وجعلته يصحو من نومه مفزوعًا كل يوم ! كان جوني داب طالب فقير يحيا بحي متواضع ، وكان في حاجة إلى المال ليكمل دراسته العلمية ، حيث توفى والده منذ فترة قصيرة وكانت والدته مريضة ، لذا ذهب الشاب إلى عمه الذي كان يملك محرقة للموتى ، وطلب منه أن يمنحه عمل ليساعد به نفسه وأمه المريضة . فرحب به عمه وعرض عليه أن يعمل معه في المحرقة ، مقابل مبلغ كبير جدًا من المال ، وبالفعل وافق الشاب رغم خوفه الشديد من التعامل مع الموتى ، ولكن عمه قال له : أنه سيتعود بعد فترة على هذا العمل لذا لا داعي للقلق . وفى صباح أحد الأيام حينما كان الشاب ينظف المحرقة ، إذا بسيارة للموتى قادمة باتجاه المحرقة ، خرج منها رجل ضخم الجثة ببدله سوداء ونظارة أكثر سوادًا ، استدعى عمى فتركني وذهب ليتحدث معه . وبعد فترة ليست بطويلة استدعاني عمى ؛ لمساعدته في حمل التابوت الموجود بالعربة إلى المحرقة مباشرة ، استغربت كثيرًا في البداية ، لأنه في العادة يتم الإعداد أولًا للتابوت والجثة بالغرفة المجاورة ، وبعد ذلك تتم عملية الإحراق . ولكن لم يكن من عادتي طرح الأسئلة أبدًا ، لذا التزمت الصمت ووضعنا النعش أسفل على الأرض ، وبعدها ذهب عمى لإعداد الفرن لإحراق الجثة ، فوقفت وحدي مع الرجل الضخم والجثة ، كان الوقت يمر بطيئًا في صمت محرج ، فلم أكن اعرف ماذا أقول ، فافترضت أنه أحد أقارب المتوفي ، ولكني تعجبت حين لم أجد على وجهه أي علامات الحزن والتأثر لموت قريبه . وحينما أصبح الفرن جاهزًا حملت أنا وعمى النعش ، ورأيت أن الجثة التي بالداخل لشاب يبدو في الثلاثينيات من منتصف العمر ، والغريب أن كل الجثث التي كانت تأتي إلينا تكون شاحبة جدًا ، على عكس تلك الجثة التي كان فيها الشاب وجهه وردي . تعجبت من ذلك ولكن عمي نظر إليّ نظرة تهديد ، وقال هيا يا جوني وبعدها نقلنا التابوت بالجثة ببطء إلى الفرن المشتعل ، وأغلق عمي باب الفرن وبعدها ضغط زر البدء ، والطبيعي في هذا الأمر أن يستغرق إحراق الجثة ساعة تقريبًا ، قبل أن ينتهي كل شيء ويصبح رمادًا وبعد ذلك يتم جمع الرماد ووضعه في جرة حتى يمكن اعطائه للعائلة .

وبعد أن قمنا بالعمل المطلوب ذهب عمى والرجل الغريب الضخم ذو البذلة السمراء إلى غرفة مجاورة ، وافترضت أنهم ينتهوا من الأوراق الرسمية للجثة ، وبعد حوالي 10 دقائق سمعت صوت ضوضاء غريبة تحدث داخل الفرن ، كأن هناك شخصٌ يطرق الباب . اعتقدت في البداية أنه مجرد خيال ، ولكن الصوت لم يتوقف يبدو أن الشاب الثلاثيني كان يريد الخروج من الفرن ، أصبحت في حالة رعب شديدة ، وبت على يقين أن الشاب بالداخل مازال على قيد الحياة وهو يحاول الخروج الآن . فخرجت إلى عمى مسرعًا ، وقلت له وللرجل الضخم : إن الشاب بالفرن مازال حيًا وهو يحاول الخروج ، وطلبت من عمي أن يفتح له ، ولكن الرجل الغريب نظر لي بحدة وقال : هذا مستحيل أنه متوفى تمامًا ، توقف يا فتى عن هذا الهراء لابد أنك مهووس ولا تدري ماذا تقول ، فصمت ولكني كنت متأكد أنه ما زال حيًا ولم استطيع أن افعل له شيء ، وتدريجيًا بدأ الصوت يقل والضجيج يخفت حتى تلاشى تمامًا . وبعد ساعة تقريبًا فتح عمي الفرن ، وجمع الرماد ووضعه في جرة صغيرة ، فأخذه الرجل الضخم ونظر إلى وهو يبتسم ابتسامة واسعة ، وبعدها عاد إلى سيارته وما هي إلا لحظات واختفى بعيدًا . وفى ختام اليوم أعطاني عمى مظروفًا مليء بالمال ، وقال لي : إياك أن تتحدث لأي شخص بما حدث ، وبعدها لم نتحدث أبدًا عن تلك الحادثة ، وحتى هذا اليوم مازال يطاردني صوت الشاب من داخل الفرن ، واصحوا مفزوعًا من نومي على صوت طرقاته .

اضف تعليقك (سجل دخولك للموقع اولاً)
loading...

قصص مقترحة لك