سأخبركم عن قصة رجل كان يعيش في مكان بعيد بالمدينة ، كان لديه منزل جميل به حديقة مليئة بالزهور ذات الألوان المتعددة الجذابة والأشجار الرائعة ، ولكنه لم يسمح لأحد الدخول إلى منزله ، كانت حديقة منزله أجمل ما رأيت . ذات يوم كنت ذاهب إلى بيت جدتي التي كنت أعتاد زيارتها ؛ وحينما خرجت معها للتنزه بعض الوقت ؛ سألتها عن ذلك الرجل الذي كان يعيش بمفرده ؛ فأخبرتني أنها لا تعرف عنه الكثير ؛ ولكنها تعرف إنه كان رجل نادر يتصف بالدقة والالتزام ، بالرغم من أنني تجولت كثيرًا في بأماكن مختلفة ؛ غير أن ذلك البيت هو الوحيد الذي يجذبني إليه بشدة . قررتُ ذات يوم إن أخرج لأمارس بعض رياضة المشي ؛ لأنني كنت متعب من بعض التمارين الجسدية التي ألزمتني أمي بالقيام بها ؛ لم يكن لديّ المزاج السيئ ولكنني كنت أعاني من الملل ؛ كنت أتمشى وأنا أستمع إلى الموسيقى ؛ وبقيت على هذا الحال إلى أن وجدتُ نفسي أمام ذلك البيت الساحر ؛ ولا أعلم لماذا هكذا كان بعيدًا . كان عندي فضول أن أرى ذلك المنزل من الداخل ؛ كانت حديقته ضخمة جدًا ومليئة بالتماثيل والزهور على كل جانب ، أوقفتني صورة تلك الفتاة التي انعكست في مياه البحيرة وهي تجري إلى داخل المنزل ؛ كنت أعلم أن ذلك الرجل كان يعيش بمفرده ؛ كما أخبرتني جدتي أنه لم يكن لديه أطفال أو أي أقارب يعيشون معه ؛ فكرت أن ذلك الرجل كان من طراز غريب غير مفهوم ؛ لذلك خطر ببالي أن الطفلة التي بالداخل قد تكون في خطر ؛ فقررتُ ملاحقتها . وحينما دخلتُ إلى المنزل كانت كل الأماكن مظلمة جدًا ؛ فلامست الحائط بيدي حتى أصل إلى الزر الخاص بالإنارة ؛ وحينما أضاء المنزل وجدته مليء بالدمى المنتشرة في كل جانب ؛ كما كانت معلقة بالسقف ؛ كنت أشعر أنه مشهد سينمائي ؛ فقررت الصعود إلى أعلى ؛ وهناك تكرر نفس المشهد ؛ حيث الدمى المنتشرة في كل مكان . كانت الدمى تعكس أشكالًا مخيفة وكنت أشعر أنها ربما تتحرك في أي وقت ؛ وقلت لنفسي أن ذلك الرجل ربما كان يعاني من نوبة جنون ؛ وحاولتُ ألا أشغل بالي إلا بتلك الطفلة التي كنت أبحث عنها ، رأيت في أخر الممر الطويل بابًا ضخمًا مفتوحًا ؛ فقررتُ الدخول منه ؛ لعلني أجد تلك الطفلة.
حينما دخلتُ الغرفة وجدت الطفلة تجلس وحيدة بالقرب من النافذة ؛ فسألتها عن سبب تواجدها في ذلك المنزل الغريب ؛ فأجابت أن صاحب المنزل يكون والدها ؛ فقلت لها أنني أعلم أنه لم يكن لديه أبناء ؛ وبينما كنت أتحدث إليها دخل رجل هزيل يبدو عليه التعب ؛ نظر إلىّ بعطف وعاملني بشكل لطيف ، وشكرني على زيارتي إلى منزله ؛ كما طلب مني وعدًا بزيارات أخرى . ذهبتُ هناك مرارًا وتكرارًا بعد تلك الزيارة الأولى ؛ كنت أذهب لألعب وأتناول كوبًا من الشاي مع ذلك الرجل الغريب ، وذات مرة قررتُ أن أسأله عن تلك الدمى والعرائس الكثيرة التي يمتلكها ؛ فأخبرني أنه صنع تلك الدمى في الماضي من أجل أن يبيعها ؛ ولكنه احتفظ بها لإعادة تصنيعها بشكل أفضل ؛ وذكر أنه لذلك السبب لم يخرج كثيرًا في المدينة . وحينما سألته عن زوجته أخبرني أنه لم يتزوج ؛ وأن تلك الطفلة ليست ابنته ؛ بل هي ابنة بالتبني تعيش معه ليلعب معها ؛ وقال إنها لا تأكل ولا تشرب ؛ فقط تلعب ؛ وعبّر عن حبه الشديد لها ، تعجبتُ من حديثه عنها كيف لا تأكل ولا تشرب ؟ كيف تعيش ؟ ، كانت تبدو غريبة في شكلها ؛ كنت أتعجب من سرعتها في الجري وطريقة لبسها ، شعرت بالفزع الشديد . قررتُ أن أسأله عما يدور في ذهني ؛ فضحك قائلًا : إنها الطفلة التي صنعتها بيدي ؛ إنها حلمي الكبير وهو أن أعطي حياة للمشروع الذي أُنفذه ؛ أليست مثيرة ؟؛ فقلت له : كيف فعلت ذلك ؟، بدأ يقترب مني ؛ شعرت بالخوف وعزمتُ أن أجرى ؛ ولكنه لم يعطني الفرصة ؛ وقال لي : إنه من السهل أن تعقد معاهدة مع الشيطان ؛ كنت أستمع إليه في تعجب وخوف ؛ ثم شكرني على زيارته مرة أخرى ؛ فسألته : لماذا ؟؛ فأجابني : لأنني كنت لا أعلم كيف سأدفع الثمن إلى الشيطان ، حينها سرت قشعريرة بجسدي ؛ وفقدتُ القدرة على الحركة لبعض الوقت ؛ ثم قال لي : أنت غبي ؛ لأن الأموات لا يتحدثون ؛ كيف لا تعلم ذلك؟ حاولت استعادة طاقتي ؛ وقمتُ بالجري مهرولًا تجاه باب الفناء لأنه كان مفتوحًا ؛ وخرجتُ ولكن ظلت صورة تلك الطفلة تطاردني حتى اليوم .