كانت ليلة من الليالي الهادئة ؛ لم تكن السماء بها سحابة واحدة بل كان هناك عدد لا حصر له من النجوم والتي كانت أكثر لمعانًا عن أي وقت مضى ؛ وكذلك القمر بدا متلألأ ، كنت أستمع إلى الراديو حينما كنت في طريقي إلى رئاسة روك ساينز بينيا بمقاطعة شاكو . مضيتُ بالسيارة لبضع ساعات متواصلة ؛ وحينما حلّ منتصف الليل أوقفت السيارة بجانب الطريق ونزلت كي أريح قدمي بعض الوقت ، وبعد أن وقفتُ قليلًا سمعتُ صوت ضوضاء عالية من ناحية الجبل ؛ فذهبت إلى السيارة وأخرجتُ بندقية الصيد التي أحملها معي ؛ ثم ذهبتُ لأرى من أين يأتي مصدر تلك الضوضاء . خُيل لي أني سمعت صوت امرأة تصرخ علي بُعد نحو أربعين متر ؛ وحينما وصلتُ إلى المكان الذي صدر منه الصوت ؛ رأيت مشهدًا مُفزعًا حيث وجدت رجلًا مقتولًا بالمكان ؛ وحينما اقتربت منه وجدته شابًا لا يتعدى السابعة عشر عامًا . كان القتيل مصابًا في رأسه بطلقات نارية دقيق ، وكانت المرأة أيضًا مقتولة ؛ وفيما يبدو أنهما لم يجدا أحد يساعدهما في ذلك المكان النهائي ؛ تراجعتُ تجاه سيارتي في حالة من الحزن والخوف ؛ ثم قمتُ بقيادة السيارة وأكملتُ رحلتي .
بعد مرور ساعتين رأيت رجلًا واقفًا على جانب الطريق يحرك أصابعه بشكل غريب ؛ فمضيتُ في طريقي ولكن صورته انعكست في مرآة السيارة ؛ لأجده صورة نفس الشخص الذي رأيته منذ قليل ، حينها لم أستطيع التفكير وقمت بالضغط على دواسة البنزين بقوة وأسرعتُ في طريقي دون أن أعلم ماذا يحدث . بعد أن مشيتُ على بُعد 200 كيلو متر ؛ قامت إحدى الطيور بإفساد آلة التحكم بالسيارة ؛ وقد نجحتُ في فتح باب السيارة والخروج منها على وجه السرعة بعد أن اصطدمت بالسيارة من الداخل ؛ فخرجت بوجهي الذي كان ينزف محاولًا أن أجد مَنْ يساعدني . سمعتُ أصوات خطوات تأتي من ناحية الجبل ؛ فذهبتُ مفزوعًا باتجاه سيارتي التي وقفت بعد عدة صدمات ؛ وسحبتُ البندقية مرة أخرى ، كنت على استعداد لقتل مَن يقترب مني بطلقة واحدة ؛ في تلك اللحظة التي كنت أترقب ظهور أي شخص ؛ ظهر ذلك الرجل الذي بدا كالمجنون وكان يحمل سكينًا في يده ؛ وتبدو رأسه مصابة ببعض الندبات . نظر إليّ ذلك المجنون نظرات غريبة ؛ ثم قال : سأقتلك ؛ حاولت إبعاد السكين عني ؛ إلا أنني صرخت حينما شعرت بالسكين يخترق ذراعي الأيسر ، ولم أستطيع مهاجمته ، حاولت أن أتماسك حتى تمكنتُ من الوقوف متصلبًا ممسكًا بذراعي الأيسر الذي ينزف ؛ ثم زحفتُ ببطء حتى أستطيع الإفلات منه ؛ ولكن قبل أن أستطيع الهروب منه تمت مهاجمته وأُطلق عليه الرصاص تجاه صدره ؛ مما جعله غير قادر على الحركة . تحركتُ بعيدًا إلى أن وصلتُ إلى سيارتي ، وأخرجتُ قلمًا والمُفكرة التي أدون فيها بعض مشاعري وأفكاري ؛ حينها كتبتُ ” لم يبق عندي المزيد من الوقت . فقط أخبروا أولادي وزوجتي أنني أحبهم كثيرًا ، اطلبوا منهم أن يسامحونني لأنني لن أستطيع العودة إلى البيت هذا الأسبوع” . بعد عدة أيام عثر رجال الشرطة على السيارة التي كانت منقلبة على أحد جانبيها وبجوارها السائق مُلقى في حالة تعفن ؛ وبجانبه وجدوا البندقية غارقة في بٍركة دماء ، ولا يوجد أثر لأي شخص أخر .