تحمل قصص الاختفاء معها الكثير من علامات الاستفهام ، وتفتح الطريق للكثير من الجدل بين مؤيد ومعارض ، للعديد من النظريات وأبرزها الجن والأشباح والأماكن المسكونة ، فهل يا ترى للجن علاقة باختفاء الحراس الثلاثة لمنارة جزيرة فلانان ؟ ذهب الواعظ فلانان إلى جزيرة الصيادون السبعة ، وهي جزيرة تابعة لاسكتلندا وكانت زيارته تلك ، إبان فترة القرن السابع الميلادي ، حيث مد الواعظ فلانان جسرًا إلى تلك الجزيرة ، ومنذ ذلك الحين تم إطلاق اسمه عليه ، ولكن لم تعدم تلك الجزيرة إطلاق الأساطير والقصص المرعبة حولها ، حيث زعم العديد من السكان المحليون بالقرب من الجزيرة ، بأنهم قد رأوا أشباحًا على سطحها ، وأنها مكان غير آمن . كانت قد أقيمت منارة على سطح الجزيرة ، وكانت تهبط إليها سفن الإمدادات ، يتعاون معهم حراس المنارة ، الذين كانوا يتم استبدالهم دوريًا ، وفي أحد الأيام ذهبت إحدى السفن إلى الجزيرة ، عقب الخوض في ساعات خطرة وصعبة نظرًا لسوء أحوال الطقس ، وما أن وصلوا حتى أطلقوا إشارة تنبيهيه لحراس المنارة ، لمعرفة لماذا لم يهبطوا إليهم ، أو يضيئوا أضواء المنارة ، حيث بلغوا المكان بصعوبة نظرًا للظلام الشديد ، ولكن لم يستجيب أحدهم ! كان على متن سفينة الإمدادات ، الحارس جوزيف مور ، والذي كان منوطًا به أن يأخذ وردية لحراسة ، برفقة اثنين آخرين من المساعدين ، في المنارة وهنا قرر أن يصعد إلى المنارة ويرى ، لم لم يجيبوا على إشارتهم .
صعد مور وفي كل خطوة ، كان يشعر بنذير شؤم في المكان ، فالهواء ينذر بحدوث أمر بشع ، والطقس كئيب للغاية ، عندما وصل مور وجد باب المنارة مفتوحًا! مما أثار دهشته ، فمعنى ذلك أن الحراس كانوا هنا ، فباب المنارة لا يفتحه سواهم ، توجس مور ريبة ودخل إلى المنارة ، ليجد المنضدة وقد بدت في وضع مضطرب ، وكان هناك عشاء على الطاولة ، لم يلحق الحراس أن يتناولوه ، ويبدو أنهم كانوا على عجل من أمرهم في هذا الوقت تحديدًا . حيث بدا أن أحدهم قد بدأ بالفعل في تناول عشاءه ، ثم اضطروا جميعًا أن ينطلقوا فجأة ، من مكانهم ليروا شيئًا ما ، فقد كان أحد المقاعد مقلوب أرضًا ، هنا ركض خارج مور خارج المنارة ليخبر الكابتن بما رآه ، وقد شعر بأن هناك خطب ما قد حدث للحراس الثلاثة . عادت السفينة إلى المحطة ، ليخبر الكابتن على متنها البر الرئيس في أدنبرة ، ليتم إرسال بعض المحققون للتعرف على ما وقع بالمنارة ، لفت نظر المحققون انحراف خط السكة الحديدية ، الممتد إلى جانب المنارة عن مساره تمامًا . وقد تم نزع الخرسانة التي كان مثبتًا عليها عنوة ليخرج من الأرض كله! ولم تكن الدهشة تقف عند هذا الحد فقط ، فقد وجد المحققون سجل المنارة الذي يتم تدوين ملاحظات الحراس به ، وكان به أمورًا غريبة ، حيث دون قائد الحرس أن هناك عاصفة عاتية بالخارج ، وأن أحدهم يجلس غير مبالي ، بينما يبكي الآخر بحرقة! فاندهش المحققون . فهذا الحارس الذي ذُكر أنه يبكي كالأطفال ، كان بحارًا مخضرمًا لا يخش شيئًا ، كما أن هبوب عاصفة عاتية لا يعني شيئًا لهم ، أو قد يثير ذعرهم في شيء ، فهم بالفعل في أمان بالغ داخل المنارة نفسها ، وهنا لفت خبراء الطقس أن الأيام المذكور فيها تلك التدوينات ، كان الطقس بها جميلاً ، ولم تمر بالمكان أية عواصف سوى بعد هذا التاريخ بعدة أيام! فيا ترى ماذا حدث لهم ؟ ظل هذا الحادث المرعب محل تفسير ، طوال عقود عدة ، وأكثر النظريات التي لاقت استحسانًا من الكثيرين ، كانت هي أنه الطاقم قد تعرض لتجربة مرعبة ، مع عالم الجن ، أو المخلوقات الغيبية وهذا هو ما أثار فزعهم لهذا الحد ، وقد يكونوا قد تم اختطافهم إلى أسفل الأرض ، في تجربة مريعة ، لا يعرف أحد مصيرهم بعدها حتى الآن .