في مشهد غريب بولاية كارولينا الشمالية وبالتحديد شمال غولدسبور توجد مقبرة متصدعة ، وعليها صورة من المعدن الصدئ موضوعة بالأعلى ، ولكن الأمر الغريب في تلك الصورة هو وجود يد تصافح الأخرى ، وأسفلها كتب اسم جورج دينز وهو الرجل الذي تخلى عن حبيبته يوم زفافهما ، ولذلك الرجل قصة شهيرة . في عام 1856م كانت هناك فتاة تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا تُدعى راشيل فينسون ، كانت تعتقد أنها وجدت رجل أحلامها أخيرًا ، كان عمره يزيد عنها بثمان سنوات وكان اسمه جورج دينز . جلست راشيل في حفل زفافها الأنيق وهي ترتدي ثوبها الأبيض الذي كانت تحلم به مثل أي فتاة ، كانت تشعر بالسعادة الغامرة ولكن جورج دينز زوجها المنتظر لم يكن يبادلها نفس الشعور ، فقد كان يلهو كل يوم مع فتاة مختلفة . وحتى في يوم الزفاف لم يكف عن أفعاله السيئة ، واكتشفت راشيل أنه كان يقضي الوقت مع فتاة في غرفة النوم ، تاركًا إياها وحيدة في يوم الزفاف تقابل نظرات المدعوين المتعجبة ، وبالرغم من ذلك كله كانت راشيل تحبه ، وظلت متمسكة به حتى أنها أخبرته أنها ما زالت تريد الزواج به . ولكن جورج لم يكن يشعر بحبها له ، ولم يقدر مدى الألم التي كانت تشعر به ، ولما سئم من مطاردتها له قام بطردها من بيته بكل قسوة ، فانكسر قلب راشيل وشعرت أنها لا يمكن أن تحب مرة أخرى . وبعدها سقطت راشيل في دوامة عميقة ومظلمة من الحزن والاكتئاب ، وفي غضون أسابيع سيطر عليها الحزن أكثر ، فمرضت مرضًا شديدًا تحول إلى حمى ، لم يتحملها جسدها الضعيف ، وفقدت معها الإرادة في العيش والحياة . حتى جاء أحد الأيام الذي دعت فيه جورج إلى سريرها ، وطلبت منه الاقتراب منها لتهمس في أذنه قائلة : أنا أدرك أنك لا يمكن أن تكون لي في هذا العالم ، ولكني سأخذك حتمًا في العالم الأخر .
وفي اليوم التالي ماتت راشيل ودفنت في مقبرة صغيرة ، حاول بعدها جورج أن ينساها ويمارس حياته بشكل طبيعي ، وبعد عام تقريبا من وفاة راشيل كان جورج دينز يتجول في منزله أثناء حفلة عيد ميلاده ، يومها شرب كثيرًا وسار خارج المنزل وهو في حالة سكر شديد ، حتى ساقته قدماه إلى المقبرة التي دفنت بها راشيل . وبينما كان يسير رأى هالة من الضباب الغريب يأتي من ناحية مقبرة راشيل ، وفجأة تشكل الضباب على شكل وجه يعرفه تمامًا ، إنه وجه راشيل خطيبته السابقة ، بدأ جورج يرتعد بشدة وهو ينظر لشبح الفتاة الراحلة . أما الشبح فكان يقترب منه حتى وصل إليه وأمسك بيده ، كانت يده باردة جدًا برودة الموت ، وما هي إلا لحظة واحدة اختفى بعدها الشبح ، وبعدها تم العثور على جورج وهو يتجول بلا هدف في طرقات المدينة . وبدا وكأنه في حالة ذهول غريبة ، أما يده اليمنى فكانت متصلبة على وضعية معينة ، ومنذ ذلك الحين ظل يعاني من ألم شديد في اليد التي أمسك بها شبح راشيل ، وفي غضون أيام قليلة شلت يداه تمامًا ولم تعد تتحرك ، والغريب أن جورج لم يتزوج غيرها أبدًا وقضى بقية حياته وحيدًا . وعندما توفى تم دفنه في نفس مقبرة راشيل طبقًا لوصيته ، والتي أوصى فيها أيضًا أن يتم وضع تمثال لصورة أيدي تتصافح على المقبرة وينقش تحتها اسمه ، وتلك كانت قصة المصافحة الباردة المميتة من شبح راشيل إلى جسد جورج دينز الذي لحق بها في العالم الأخر مثلما تمنت .