يعلم صديقي المقرب بأنني أحب المغامرات والأجواء المرعبة بشدة ، فأتاني يحدثني عن منزل اللانهاية ، فسألته وما هو فأخبرني أنه منزل شهير في البلدة المجاورة للمدينة ، يقع على بعد أربعة أميال إلى الشرق ، وهو منزل مرعب به الكثير من الطرق والمتاهات فقط تدفع عشرين دولارًا وتدخل ولكني لا أنصحك . هكذا قال لي وعيناه تتسعان من شدة الرعب ، فسألته لماذا ، أجابني أنه لم يدخل أحدًا من قبل إلى هذا المنزل ، وعاد منه مرة أخرى ، فطرقه الكثيرة يتوه داخلها من يغامر ، ولا يعود إلينا مرة أخرى قط . دخلت إلى المنزل فوجدت صينية صغيرة ، إلى جوار الباب بها لافتة معلقة أن أضع عشرين دولارًا ، وأتجه نحو الغرفة الأولى ، وحتى الغرفة الثامنة وإذا ما نجحت بالخروج ، أحصل على خمسمائة دولار . تنهدت وابتسمت بجانب فمي ودخلت إلى الغرفة الأولى كانت مضحكة وبحق حيث تتدلى من السقف بعض الدمى الشبيهة بالزومبي ودراكولا وعناكب تأتي من هنا وهناك ، تقدمت لأفتح باب الغرفة الثانية فواجهني ضباب كثيف جعلني لا أرى يدي ، وفجأة لمحت جرذانًا تركض هنا وهناك ، أسفل قدماي فتقدمت نحو باب الغرفة الثالثة ، لأجد فراشًا في منتصف الغرفة ، وكرسيًا هزازًا في الركن ، والكثير من الظلال التي لا ينبغي أن تكون هنا ! لحظة أنا لا أرى ظلي أبدًا ، هذا ظل المقعد والفراش ولكن ليس لي ظلاً ! هنا شعرت بأن هناك شيئًا خفيًا يحدث ، وغادرتني شجاعتي فحاولت العودة ، والخروج من الباب الذي أتيت منه ولدهشتي كان الباب موصدًا ، ولا خيار سوى للتقدم نحو الغرفة الرابعة . كانت الغرفة الرابعة مختلفة ، أو بالأحرى لم يكن بها شيء على الإطلاق ، ظلام مخيف كئيب ، لم أكن أخش الظلام طيلة حياتي ، ولكن هذا الظلام المروع به شيء مختلف ، أرهفت السمع فأنا لا أرى شيئًا وكأنني أعمى تمامًا ولكني فجأة سمعت صوت همهمة ، اقشعر بدني بشدة وحاولت أن التفت ولكن إلى ماذا فالغرفة كلها مظلمة وأدركت أن هناك ما ينتظرني في الظلام الحالك . فجأة سطع في وجهي ضوء قوي للغاية لمحت على إثره مقبض الباب وصارت أصوات الهمهمة والهمسات أعلى وأكثر وحشية من ذي قبل ، فانطلقت في الظلام حيث المقبض ، وارتميت في أحضان الغرفة الخامسة ، والتي لا أدري إلى أين سوف تأخذنني هي أيضًا . لم تكن الغرفة الخامسة ، مثل ما سبقها من غرف فالأمر بدا أشبه بالغابة ، نعم غابة كثيفة الأشجار ، استطعت أن أرى الأشجار فوق رأسي وكأنها لا نهاية لها ، وحولي بعض الشجيرات الأصغر حجمًا ، وفجأة شعرت بزحف بعض الحشرات على جسدي وساقي وذراعي وحاولت إبعادها ولكني لم أفلح.
فأنا أشعر بها فقط تزحف على جسدي ولكني لا أراها ، فاستلقيت أرضًا محاولاً نفضها عن جسدي ، ولكني لم أفلح فاستمررت بالزحف في محاولة لإيجاد الباب اللعين ، ولكني لم أجده قط ، ولكن فجأة سمعت نفس الهمهمة السابقة بالغرفة الرابعة فنظرت حولي ولكني لم أجد شيئًا . فمددت يدي لأمسك بغصن لشجرة التي أمامي ، في محاولة للنهوض عن الأرض ، لأكتشف أنني سحبت مقبض الباب ، للغرفة السادسة والذي غطته أشجار اللبلاب فأخفته وها أنا في الغرفة السادسة الآن . حسنًا لم تكن الغرفة السادسة أفضل حالاً ، فقد كانت أشبه بالغرفة الثالثة نفس الفراش والمقعد ولكن مع ظلال صحيحة هذه المرة ، ولا يوجد سوى ظلي وظل الفراش والمقعد ، ولكن أين الباب اللعين طوال حياتي لم أعاني من أية مشاكل أو اضطرابات عقلية ، ولكني الآن أدرك أنه يوجد باب ، لا أعلم أين هو ولكني أتيت من واحد حتى وإن اختفى ، فبدأت أخدش الحائط بأظافري حتى أجد المقبض أو المخرج . فجأة رأيت أمامي وحشًا ، لا أدر ما هو ولكنه أشبه برجل ضخم مفتول الذراعين ، وله رأس حيوان ما ، فجأة شعرت بأنفاسه على رأسي من الخلف ، لا لن أستدير له ، وبدأت في تحسس الحائط ، وأنا في داخلي أقول لنفسي لابد أنني سوف أخرج لن أموت برفقة هذا الوحش فبدأ الوحش في الصراخ ، أنني سأفنى معه في الغرفة السادسة . ولكني لمحت مثلثًا أشبه بالرقم سبعة ، فبدأت أضغط عليه بشدة حتى ارتفعت صرخات الوحش فجأة لتصم أذناي ، ثم انتهى كل شيء ، لأفتح عيناي ثم أتراجع مذعورًا ، ظهر الباب وقد كتب عليه الغرفة السابعة ، ها أنا أعبر من خلاله دون الوحش الذي اختفى فجأة ، ولا أدري أين ذهب ، ولكني فقط أريد الخروج من تلك الغرفة اللعينة ، وأنا لا أدري أي شيء ينتظرني في السابعة . الغرفة السابعة هل حقًا خرجت من هذا المنزل اللعين ؟ تهللت فرحًا وأنا منهك بشدة جسديًا وذهنيًا ، قدت سيارتي لمنزلي وأنا أمني نفسي ، بحمام دافئ ونوم هانئ ، دخلت إلى المنزل فوجدت قطي على فراشي ، ربتت على كتفه فزمجر وضربني بيده ، لم يفعلها من قبل ولكنه قط عجوز على أية حال ذهبت لأستحم ثم خرجت لأتناول بعض الطعام . وأثناء تجوالي بالمنزل شعرت بشيء غريب ، أنا منقبض ولا أدري لم ، ولكني استكملت طريقي بالمنزل وهالني ما وجدت ، أنا مازلت بالمنزل اللعين ، والداي يرقدان أرضًا وقد قطعت أطرافهما ، وتناثرت هنا وهناك ثم قطعت رأسيهما ، ووضعت فوق صدريهما والغريب أنهما كانا مبتسمان ! نظرت حولي لأجد باباً جديدًا مكتوب عليه بالدماء الغرفة الثامنة ، يا إلهي أما آن لهذا المنزل أن ينتهي ؟ عبرت فوق جسدي والداي ، وأنا لا أتوقع أكثر من هذا بالغرفة التالية ، فتحت الباب وأنا منهك القوى حقًا ، وصرت بالغرفة الثامنة ، مثلما شاهدت بالغرفتين الثالثة والسادسة ، فراش ومقعد هزاز ولكن هذه المرة كان شخصًا مطابقًا لي يجلس على المقعد ويبكي ويئن ويتوسل ألا أؤذيه توجهت نحوه هذا هو أنا فعلاً ولكن كيف أؤذيه . حاولت العثور على الباب ولكني لم أجده ، ولكن وجدت سكينًا أسفل المقعد ، وعلامة 9 على صدر شبيهي ، وجلست أرضًا حيث غرق لمكان فجأة في ظلام عميق . ظللت هكذا دون أية رد فعل حتى وجدت نورًا ينبعث من شق عمودي ، توجهت نحوه فإذا به ستارة حمقاء ، أزحتها لأجد نفسي عند الممر في بداية منزل اللانهاية ، حسنًا المنزل وجد نهاية ، نظرت لأجد ظرفًا وعليه اسمي مكتوبًا بخط اليد ، فتحته في حذر لأجد خمسمائة دولارًا ، وبرفقتها ورقة تهنئة لي بأنني وصلت إلى نهاية المنزل ، ابتسمت وأنا أخرج من باب المنزل ، وابتسمت وأنا أقود سيارتي ، ثم ابتسمت وأنا أشاهد ، رقم عشرة على باب منزلي ، مرة أخرى !.